صحف الإمارات / افتتاحيات. أبوظبي في 10 فبراير/ وام / اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية ب " المرواغات الأميركية والإسرائيلية بشأن اتفاقية الإطار " والانتقادات الإسرائيلية للإدارة الأميركية راعية مفاوضات السلام في المنطقة رغم انحيازها لمصالح تل أبيب..إضافة إلى الأزمات الإنسانية التي تعانيها الكثير من المدن السورية خاصة حمص جراء الحرب الدائرة فيها مع تضاؤل الأمل في توصل الجولة الثانية من مؤتمر " جنيف 2 " التي تبدأ اليوم إلى حل ينهي هذه الكوارث. وتحت عنوان " وافق وتحفظ " قالت صحيفة " الخليج " إن وزير الخارجية الأميركية جون كيري لا يجد حرجا في أن تعبر إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن تحفظاتهما على " اتفاقية الإطار" لأنها الطريقة الوحيدة لهما لاحتضانها فهو يعتبر أن من الطبيعي في المفاوضات أن تجرى المقايضات وأن تجرى المساومات لكن من دون أن يحول ذلك دون إتمام الصفقة. ورأت أن الوزير الأميركي يرواغ لأنه يحاول أن يجعل المشكلة متصلة بتفصيل هنا وآخر هناك وبالتالي يمكن بالتنقيح والترقيع الوصول إلى صفقة..مؤكدة أنه هروب من حقيقة المشكلة التي تكمن في الإطار نفسه. وأضافت أنه ليس المهم التفاصيل فحسب وإنما جوهر الموضوع لأن الموافقة على الإطار تجعله مرجعا لأية تسوية وحينما يكون الإطار هو المرجعية فمعنى ذلك أنه يجب كل المرجعيات الأخرى فالقانون الدولي لا يعود مرجعية وقرارات الأممالمتحدة لا تبقى مرجعية وهذا هو الأمر المهلك .. مشيرة إلى أن قوة الطرف الفلسطيني في الحل السياسي تكمن في أن هناك مرجعية تحمي على الأقل حقوقه الدنيا وحينما تحل مرجعية أخرى محل تلك يصبح من دون حول أو قوة . وأوضحت أن الإطار الأميركي للحل يثبت حقوقا لإسرائيل ليست موجودة له في المرجعية الدولية فالشرعية الدولية تعطي الطرف الفلسطيني حقوقا في موضوع اللاجئين الفلسطينيين وحتى حينما يجري التفاوض على تفسيرها تبقى واضحة وضوح الشمس في دلالاتها فالمرجعية الدولية تمنع المحتل من أن ينتفع من احتلاله سواء بالاستيلاء على الأراضي أو الموارد الطبيعية أو فرض الهيمنة على الطرف الأضعف والمرجعية الدولية واضحة في ما يمكن للدولة أن تحوزه حينما تصبح دولة معترفا بها . وقالت في المقابل فإن المرجعية الجديدة أي إطار الصفقة الأميركية تلغي كل ذلك وتحل بديلا لكل ذلك وهي في نهاية المطاف تعتمد على أمرين هما توازن القوة بين الطرفين وحسن النية لدى الراعي وكلاهما مفقود في هذه المرجعية فمن حيث القوة لا يمكن حتى التفكير في المقارنة بين قوة الطرفين فالاحتلال يتمسك بكل مفاصل الحياة في الضفة الغربية بل ويتحكم في الحركة اليومية للسلطة الفلسطينية فضلا عن المواطنين الفلسطينيين العاديين. وبينت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أنه لا يوجد أحد في العالم كله يهتم ولو من بعيد بما يجري في شأن القضية الفلسطينية لا يعرف تماما التحيز المطلق للإدارات الأميركية لإسرائيل ويشهد على ذلك حجم المساعدات المادية لها خلال العقود الماضية التي تقدر بعشرات المليارات والمساعدات العسكرية الهائلة والحماية السياسية والدبلوماسية لها وهذا كله لخصه بعض المراقبين بأن إسرائيل تعامل كإحدى الولايات الأميركية. وحول نفس الموضوع قالت صحيفة " البيان " إن الإدارة الأميركية تواجه سيلا من الانتقادات غير المسبوقة من قبل وزراء الحكومة الإسرائيلية الذين يوصفون بالأكثر تشددا على خلفية جهود واشنطن لتحقيق السلام في المنطقة. وتحت عنوان " التعنت الإسرائيلي ومواجهته " قالت إن كان انحياز الراعي الأميركي لعملية السلام إلى صالح تل أبيب أمرا واقعا ومعروفا لدى الجميع فإنه من غير المفهوم والحال كذلك استيعاب هذه الهجمة الإسرائيلية على الحليف رقم واحد اللهم إلا إن صنفت في خانة التعنت والصلف حتى حيال الحلفاء والأصدقاء. وأضافت أنه بعد الكم الهائل من التوصيفات السلبية التي طالت رئيس الدبلوماسية الأميركية جون كيري صب بنيامين نتانياهو ماء باردا على مقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في الضفة الغربيةالمحتلة الذي على ما يبدو يلقى قبولا أميركيا. قالت كأن الرغبة الإسرائيلية باتت واضحة أكثر من أي وقتوح مضى في استخدام المحادثات مطية لضخ المزيد من المستوطنات على الأرض ووسيلة لكسب الوقت جريا على العادة التي ميزت المفاوض الإسرائيلي منذ أكثر من عقدين. وأشارت إلى أنه لا يبدو أن الإسرائيليين في وارد الإقدام على أي خطوات ملموسة تحرك مياه المفاوضات الراكدة التي توشك على الجفاف مع انتهاء مهلة الشهور التسعة التي حددها الأميركيون والأدهى أن تل أبيب لا تنفك عن صد أي حراك أميركي يستهدف الدفع قدما بعملية السلام. وتساءلت عما إذا بات لزاما على واشنطن أن تتخذ موقفا جديا هذه المرة يختلف عن إصدار بيان منتقد لهذا النشاط الاستيطاني أو ذاك الموقف المتعنت .. مشيرة إلى أنه على الجانب الفلسطيني فمن الجلي أنه لا بدائل كثيرة أمامه ولكن أمكن له أن يستأنف التوجه لطلب عضوية المؤسسات الدولية كوسيلة ضغط تعود بالنفع أمام المجتمع الدولي خاصة أن ذلك قد يتبعه قانونيا على سبيل المثال طرح مشروع قرار حول الاستيطان ومطالبة إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية المناهضة له. وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أنه في نهاية المطاف لا بد من وسيلة سياسية ما أو هبة دبلوماسية أميركية تنهي هذه الحلقة المفرغة التي تعانيها عملية السلام وإلا فسيبقى المشهد كما هو عليه بعد أعوام وقد يتدهور ويخرج عن السيطرة. من جانبها قالت صحيفة " الوطن " إنه منذ سنوات توجهت أنظار الداخل السوري إلى حمص وبالتحديد حي " بابا عمرو " فقد دمر قسم كبير من حمص هجر مئات الآلاف منها و حوصر قرابة ثلاثة آلاف سوري في أحيائها القديمة ومنذ أكثر من/ 600 / يوم بات حال المدينة منكوبا بين دمار وحصار ومهجرين. وتحت عنوان " حمص تسرق أضواء جنيف " أضافت أن الأزمة الإنسانية كانت حاضرة بقوة لدى المتابعين لكن الحل كان مستعصيا ففي الوقت الذي طالبت فيه المعارضة بفتح ممرات إنسانية رفض النظام بحث هكذا موضوع وكان " الفيتو" الروسي حاضرا في مجلس الأمن لأن مثل هذا الأمر اعتبرته دمشق مدخلا للتدخل الخارجي سيكبر تباعا مع الوقت وستجد أن ما مانعت حدوثه طوال فترة الأزمة وما تخلله من تنازلات خاصة تسليم " السلاح الكيميائي" سيصبح أمرا واقعا فرفضت بحثه. وأشارت إلى أن أزمة محاصري حمص لم تكن الوحيدة فهناك مناطق ثانية لاتقل أهمية إنسانية عنها ومنها عدرا العمالية والتي ذكرت بعض الإحصاءات أن عدد المحاصرين المدنيين فيها يقترب من / 100/ ألف وهناك غيرها وغيرها كثير. وقالت إن تلك الأزمات التي لم تأخذ حقها من التغطية الإعلامية لشح الأخبار جراء الحصار وعدم وصول أي معلومات موثقة يمكن الارتكان إليها لكن عظم المأساة كان يمكن تصوره لأناس مقطوعين عن كل موارد الحياة ويقطنون أبنية مهدمة بدون غذاء ولا دواء. وأضافت أنه في المحصلة كانت هذه الأزمة الإنسانية واحدة من نكبات الشعب السوري التي لاتعد ولا تحصى في ظل حرب مستعرة يشارك فيها القاصي والداني ضحيتها الأولى والأخيرة المواطن السوري البسيط الذي كما يقال "لا ناقة له ولا جمل" فيدفع فاتورة الدم وأصبح عدد النازحين فيه بين الداخل والخارج بالملايين. وأوضحت أنه مع اشتداد دوامة الموت وتخبط الدبلوماسية التي عجزت عن تحقيق حد أدنى من التوافق بين القوى الفاعلة والرئيسية بما ينعكس على الداخل السوري المشتعل برز الإجماع على " مؤتمر جنيف " لبحث أزمة سوريا من خلال جمع ممثلي الأطراف المتنازعة وفد الحكومة ووفد المعارضة كبارقة أمل في مرحلة معينة وأن الدول الكبرى لابد أن يكون لها ضغوط تخفف ما أمكن من دوامة الموت فاتجهت الأنظار إلى جنيف وتربعت أخبار الوفود وحضور 40 وزير خارجية دولة في صدارة الأخبار بمختلف أصقاع الأرض. وأشارت إلى أن جنيف باتت وجهة المهتمين والمتابعين والباحثين عن أي وسيلة للخلاص لكن مع افتتاح جلستها الأولى بدأ واضحا أنها تحولت من بارقة أمل كان يعول عليها إلى منبر لتأكيد المواقف وإظهار التعنت وتمسك كل طرف بموقفه خاصة حيال " جنيف 1 " والذي يعتبر الأصل كما يفترض ل" جنيف 2 " لكن التفسير وهامش المناورة الذي تركه المؤتمر الأول أعطى كل طرف مجالا واسعا لمطالبه وقضى على كل أمل بالتوافق وإن على الحد الأدنى حتى إنسانيا. وأضافت أنه مع انقطاع التعويل على " جنيف 2 " وخاصة جولته الثانية المقررة اليوم اتجهت الأنظار إلى مدينة حمص ما بين خروج أناس عانوا ما لا طاقة لبشر على تحمله لقرابة عام ونصف وبين تعثر محاولات إخراج المتبقين أو إدخال المواد الغذائية وتبادل الاتهامات حول خرق الهدنة واستهداف حتى متطوعي الهلال الأحمر. وقالت " الوطن " في ختام افتتاحيتها هكذا طغت أخبار حمص المحملة بالأمل بهدف إخراج المدنيين على ما سواها في الوقت الذي يرى فيه الجميع تقريبا أن مباحثات اليوم في جنيف ستكون كسابقتها وسبق الاهتمام بحمص " إنسانيا " على كل شيء لأن إخراج أي شخص من كماشة الحصار والموت اليومي يعتبر انتصارا لروح إنسانية ونتيجة منطقية أكثر من مؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر وتبدو كمن يعيش في واد آخر. مل / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/دن/ز ا وكالة الانباء الاماراتية