الله يبعدنا عن أقسام الشرطة ويحل مشكلة إخوتنا في «جيم أوفر» ويهدي إدارة النادي الأهلي إلى الحلول الودية، وقلوبنا معهم، صدق أو لا تصدق عزيزي القارئ أن هذه الدعوات الطيبات الصالحات جاءت من مقدم برنامج «رادار» عدنان حمد وهي تفيض حباً وتضرعاً للمولى عز وجل، أن يحل مشكلة وقضية الزميلين رضا بوراوي ورياض الذوادي المحللين في برنامج «جيم أوفر» المنافس ل«رادار». بعد أن رفعت إدارة الأهلي ضدهما دعوى مدنية حول حديثهما في قضية تجنيس «خمينيز»، والقضية يمكن أن يكون أنهي الخلاف فيها قبل طباعة هذه الصفحة، لكن يظل الحديث عنها مهماً ودروساً يستفاد منها. مكمن الذهول ومكمن الاندهاش والذهول أن ما قام به الزملاء في برنامج «رادار» يعتبر أمراً نادر الحدوث، إن لم يكن من رابع المستحيلات، و«تابو» تلفزيوني، ما هو ممنوع تناوله، في زمن فيه تتهاوى الأخلاقيات الإعلامية وميثاق العمل الإعلامي الذي تحولت فيه الممارسات الإعلامية إلى ساحات ضرب تحت الحزام وتوجيه للكمات المهنية المؤلمة لبعض دون أدنى خجل، وكان أقلها مرارة أن يتصدر نفي صدر صفحات زميلة لم تنشر الخبر أو السرقات الصحافية للمواد التلفزيونية في وضح النهار، وتحين الفرص للتقليل من مصداقية بعضنا البعض. دفن الرؤوس أما الجانب الآخر فهو بخلاف الضربات تحت الحزام، أن مناقشة مثل هذه القضايا في الفضائيات والبرامج المنافسة أمر بالغ التعقيد، فيعتبره «المثاليون» تدخلاً في شؤون الغير على شاكلة النفي والنشر يتم في الصحيفة التي قامت بنشر الخبر، فلذا برنامج عدنان حمد لا ناقة له ولا جمل في التطرق لقضية الثنائي «رياض الذوادي ورضا بوراوي». لأن البعض بهذه الدواعي يرفض التدخل في القضية ومناقشتها والتعامل بسياسة دفن الرؤوس في الرمال، لكن عدنان حمد وطاقم البرنامج في مداخلاتهم تعاملوا مع القضية بشفافية دون التحامل على إدارة الأهلي والهجوم عليها تضامناً مع الزملاء. بل كان النقاش هادئاً أفاد الثنائي وكان بمثابة لوم وعتاب في إطار البيت الرياضي الواحد الذي يرفض أن تكون أروقة المحاكم الحل للخلافات الرياضية، وسد هذا الباب الذي بات مشرعاً على مصراعيه في هذا الموسم والقرائن كثيرة. الثقافة القانونية وكشف تطرق «رادار» لقضية الزملاء في «جيم أوفر» عن أهمية تسلح الإعلامي بالقوانين والإلمام الكامل بها، ولا أقول معرفة عابرة، وهو أمر تحدث عنه علي ثاني وأكد أنه تعرض لمواقف مشابهة لكن تسلحه بالقوانين جعله يجيد التعامل معها ويخرج منها براءة. وليس بناء على مصالحة كما يحدث في كثير من القضايا الرياضية التي يتخيل فيها الإعلامي لجهله بالقوانين أنه مدان، فيما هو صاحب الحق، وقد أدى واجبه بكل حرفية وكان خطاءه الوحيد زيادة الجرأة في التناول والشجاعة في قول ما يراه البعض خطوطاً حمراء. قوانين الدولة وهنا تحضرني واقعة مؤلمة عندما شاركت في دبلوم قانوني مقدم من معهد دبي القضائي مخصص للإعلاميين، للتعريف بقوانين النشر في الدولة وقانون الصحافة والمطبوعات الذي وضح أن الغالبية الساحقة كانت جاهلة به، ولا تعرف المواد التي تمسنا شخصياً كإعلاميين وتحدد لنا واجباتنا وحقوقنا. والأمر المؤسف كان مستوى المشاركة الضعيف من قبل الإعلاميين والصحافيين والخجولة جداً، وبعضهم لم يكمل المشوار حتى النهاية لينال الدبلوم أو حتى شهادة المشاركة فيه بدواعي المشاغل ومتابعة الصفحات. واليوم الواقعة تؤكد حاجتنا لمثل هذه الدبلوما والدورات القانونية التي يمكن أن تجعل البعض الذي يضع لنفسه خطوطاً حمراء من واقع جهله بالقوانين، فيصبح تناوله للقضايا على شاكلة مكاتب العلاقات العامة التي لا تعرف غير المدح والتغزل والتهرب من السلبيات سواء كان في الأندية والوزارات أو الدوائر والهيئات الرياضية، كما يمكن للمعرفة أن تكبح جماح المتهورين في التناول. الخطوط الحمراء ومن المداخلات الرائعة في «رادار» حديث الكابتن محمد مطر غراب عن الخطوط الحمراء، والتي تخطاها الإعلام أخيراً، وزاد جرعة التناول وهو أمر لم تألفه كثير من القيادات الرياضية التي تعودت على مدح «إعلام العلاقات العامة» التي أفسدت طبعهم وبات كل نقد للسلبيات يصور كأنه خروج وتخط للخطوط الحمراء. لكن على هؤلاء أن يعلموا جيداً أنه في ظل الإعلام الجديد وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي وعدم وجود قيود على حرية الإعلام في الدولة أن لا مكان «لإعلام العلاقات العامة»، فعندنان حمد وجماعته، ويعقوب السعدي ومجموعته، ومن على نهجهم بالمرصاد لجميع السلبيات والفشل والإخفاقات في دورينا بالنقد والإصلاح. القمزي يرش الملح على جراحات الإنفاق وهدر الأموال كان برنامج رادارموفقاً في تناول التصريحات الصحافية لرئيس مجلس إدارة نادي الشباب سامي القمزي، والتي رش فيها الملح الحارق على جروح الأندية التي باتت تمارس الصرف ببذخ وصل حد الإسراف، وكان شجاعاً في حديثه حينما رفض ربط الإنفاق بتحقيق النتائج. وقال ليس شرطاً أن من يُنفق أكثر هو من يفوز وينافس على الألقاب، بالرغم من أن ذلك هو المفروض أن يحدث، لكنه تساءل هل الصرف في دورينا تقابله نتائج، وهل رفع سقف الإنفاق يصب في مصلحة البطولة، وهل الفرق المعنية برفع السقف قادرة على الاستمرار. وهي ذات التساؤلات التي أثيرت في البرنامج فكان الكابتن مبارك غانم مع الصرف والإنفاق، لأنه الطريق الوحيد للتطور، وقال ليس بالضرورة أن تكون النتائج في هذه المرحلة وستؤتي الثمار لاحقاً وهو أمر رفضه الكابتن علي ثاني زميله في طاقم التحليل وانتقده بشدة وطالبه بضرورة وضع استراتيجية لأوجه الصرف . وإلا سيكون هذا الإنفاق مجرد هدر للأموال وربط الصرف بتحقيق الإنجازات، فثارت ثائرة مبارك وكاد يحدث ما لا تحمد عقباه مع علي ثاني، لولا تدخل لطيف وحازم من عدنان حمد لتكرر الاشتباك اللفظي بين علاء مدكور ومحمود الربيعي في الحلقة التي سبقت هذه الحلقة، وكان الربيعي موفقاً في وصف العين بأنه لن ينجح في الآسيوية إلا إذا خلع رداء الدوري المحلي ومشاكله. وارتدى العباءة الآسيوية بالكامل دون مشاكل، وهو أمر لم يعجب مدكور فكانت غضبة الربيعي، ثم التدخل غير العادل من عدنان حمد في فض التشابك، لأنه تحامل على الربيعي وهو أمر محل تساؤل في البرنامج لأنه تكرر كثيراً. مدكور في مأزق دبي يبدو أن علاء مدكور عضو طاقم التحليل الفني في برنامج «رادار» قد وضع نفسه في ورطة ومأزق حرج، عندما تنبأ قبل أربع أو خمس جولات بهبوط ناديي الشعب وعجمان، لينتفض عجمان ويقترب من منطقة الأمان بتحقيقه فوزين متتالين على الجزيرة والوصل، فيما يبدو أن فريق دبي اعتمد على نبوءة مدكور فوجد نفسه قريباً من دوري الهواة، وبالمقابل استفزت ترشيحات هبوط عجمان نجوم الفريق فكان ردهم بالانتفاضة القوية بعد الميركاتو الشتوي. «جيم أوفر» يقدم قراءة واقعية لدورينا في درجاته الثلاث كان طاقم «جيم أوفر» في الحلقتين الماضيتين موفقاً في تقديم قراءاته لأحداث الجولة الثامنة عشرة من دورينا، وقدم تحليلات قمة في الواقعية، حيث تم تقسيم فرق الدوري إلى ثلاث مجموعات الأولى في المقدمة والصدارة والثانية المنطقة الآمنة والثالثة كانت مربع الهبوط. مجموعة الصدارة وكان الحديث عن المجموعة الأولى والتي تشمل مقدمة الترتيب «الأهلي الشباب الجزيرة الشارقة» أو مربع الذهب والمشاركات الخارجية، وتم تقييمها بواقعية بعيداً عن الخيالية التي سادت «رادار» في تناوله لمجريات الجولة السابعة عشرة، حيث تم الحديث عن فرص الأهلي في الحفاظ على الصدارة وتتويجها في نهاية الموسم باللقب، فكان بوراوي حاسماً في رؤيته. وقال إن الأهلي تبقت له ثماني جولات وبعملية حسابية ومراجعة رصيده في الجولات الثماني عشرة التي انقضت من عمر البطولة نجده خسر مباراة واحدة ولديه الآن الفرصة لخسارة مباراتين من الثمانية، حيث إن الفارق بينه وأقرب منافسيه ست نقاط. لكن الدكتور موسى عباس رفض هذه الفرضية، وقال إن الدرع لايزال في الملعب، وإن الشباب ملاحق ومنافس قوي للأهلي في الدرع، وكذلك بقية الفرق الأخرى التي تقترب من الصدارة لديها الفرصة، وكل شيء وارد حتى نهاية البطولة، مع الانتباه لشهر التوقف وهو أمر من شأنه أن يخلط الأوراق خصوصاً مع المشاركة الآسيوية للأهلي. المنطقة الدافئة وكانت أيضاً القراءة واقعية ومنطقية لمنطقة الوسط والتي أطلق على فرقها فرق المنطقة الدافئة ومعظمها لا آمال له في صدارة الترتيب ولا تتخوف من شبح الهبوط، وكان بوراوي شجاعاً وهو يتساءل عن قبوع العين في هذه المنطقة بتاريخه العريق. وقال: أي شخص لو تحدث في بداية الموسم بأن ترتيب العين سيكون في هذا المكان وفي وسط «الروليت» سيكون حديثه غير معقول، وتحسر على المستوى الذي ظهر به العين في مواجهة الوحدة. مربع الهبوط المجموعة الثالثة في التحليل أطلق عليها مربع الهبوط الذي يضم عجمان والإمارات والشعب ودبي، ووصف فريق عجمان بنجم الجولة. لأنه نجح في الخروج من عنق الزجاجة وبات قريباً من المنطقة الدافئة مع الإمارات، فيما أصبح شبه مؤكد هبوط دبي، وقدم فريق «جيم أوفر» أسباب تراجع فريق دبي وكان أهمها عدم الاستقرار الإداري الذي انعكس تدهوراً فنياً وتراجعاً في المستوى، ليكون الفريق المرشح الأول لمغادرة دوري المحترفين. كما تم تحليل موقف فريق الشعب وهو الآخر يعاني في منطقة الخطر ويعاب عليه التمسك بالجانب الدفاعي على حساب الهجوم، وقال بوراوي طبيعي جداً إذا لم تسجل سيسجل في مرماك وهو حال الشعب في هذا الموسم. وبرع ياسر سالم في تقديم قراءة رائعة لكلاسيكو العاصمة بين العين والوحدة، وعدد أسباب تراجع العين وتفوق الوحدة. تذبذب تحدث طاقم البرنامج عن تذبذب مستوى فرق دورينا بالكامل باستثناء الأهلي، حيث أصبحت يوماً في الطالع ومباريات عدة في النازل، وهو أمر بات سمة دورينا هذا الموسم وهو أمر محير وليس في مصلحة تطور كرتنا التي تنشد التميز. البيان الاماراتية