أكد العاهل الأردني أنه لا يوجد شيء اسمه (الوطن البديل) وكلما كان هناك "جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم ما يسمى بالوطن البديل". نصر المجالي: شدّد الملك عبدالله الثاني على أن " الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين ولا شيء غير ذلك"، "إلى متى سيستمر هذا الحديث؟ وأقولها مرة أخرى وأؤكد: الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين. ولاشيء غير ذلك لا في الماضي، ولا اليوم، ولا في المستقبل". والتقى الملك عبدالله الثاني قبل سفره، الأحد إلى سنغافورة وإندونيسيا، في المكاتب الملكية، مع رؤساء السلطات الثلاث التنفيذية - عبدالله النسور والتشريعية "الأعيان والنواب - عبدالؤوف الروابدة وعاطف الطراونة" والقضائية - هشام التل ، ورئيس المحكمة الدستورية طاهر حكمت إضافة لأعضاء المكتبين الدائمين لمجلسي الأعيان والنواب. وأكد العاهل الهاشمي انه كان يرغب في مناقشة هذا الموضوع قبل مغادرته في زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة، غير أن جلالته آثر طرحه بعد عودته "حتى لا يقول احد انه بعد زيارتي لأميركا تغيرت الأمور وحدث أمر جديد". وقال " قررت فتح هذا الموضوع بعد زيارتي ". ترويجات ومزاعم وفي الأوان الأخير راجت معلومات لا أساس لها من الصحة واحتلت الشارع الأردني على مختلف الصعد تزعم أن هناك مشروعا أميركيا ينهي القضية الفلسطينية على عاتق الوطن والشعب الأردني. ولاحظت (إيلاف) انه في مواجهة حملات الترويج تلك كان هناك غياباً إعلامياً واضحاً لتفنيد تلك المزاعم لابل ان بعض وسائل الإعلام الأردنية والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في حملات الترويج تلك. كما ساهمت فيها أحزاب وجماعات ومنظمات كجماعة الإخوان المسلمين ومتقاعدون عسكريون وأحزاب يسارية وقومية وشخصيات سياسية كانت في مواقع مهمة في القرار الأردني لكنها كانت أحيلت للتقاعد في أوقات سابقة. نفس الكلام وتابع: "للأسف، كما تلاحظوا إنه كل ما كان هناك جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم الوطن البديل، وكأنه السلام ... على حساب الأردن، موقفنا واضح وهو أن حديثنا سرياً أو أمام العالم، هو نفس الكلام". وحول ما يروجه البعض لما يسمى بالوطن البديل، أوضح العاهل الهاشمي "نحن نعلم كيف يحدث الموضوع منذ 15 سنة، أو أكثر، حيث تبدأ الأمور في فصل الربيع من خلال نفس المجموعة، الذين يشحنون المجتمع الأردني، وبحلول الصيف، يشعر الناس بالخوف. ما يضطرني إلى تطمينهم بخطاب أو بمقابلة صحفية، ولكن هذا العام، وللأسف، بدأ الحديث عن ما يسمى بالوطن البديل مبكرا". وقال الملك عبدالله الثاني: "وللأسف نفس الجماعة الذين يعملون بهذا الاتجاه فالدعم للأردن والمصلحة الوطنية. يعني هذا إللي حسيته من كل الجهات إللي قعدت معهم بأميركا من الرئيس أوباما ومن الطرف البريطاني". جماعة الفتنة ووصف العاهل الهاشمي ما تقوم به هذه المجموعة "بالفتنة"، مشددا على أن هناك قضايا أهم بالنسبة للأردن، يجب أن نركّز عليها، خصوصا فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، والاقتصادي، "وما يجب أن نقوم به هو العمل بروح الفريق حتى نحل مشاكلنا الداخلية". وأكد أن الأهم دوما هو خدمة المواطن الأردني، "فالحديث عن الوطن البديل تشويش لا غير، وما يحدث أن هناك عددا قليلا يسعون إلى تمييز أنفسهم في الشارع الأردني". وقال الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد: "نحن نعرف هذه المجموعة وإذا تكرر هذا الموضوع العام القادم سوف نعلن من هم بالاسم"، داعيا جميع المواطنين إلى التصدي لمن يروج لما يسمى بالوطن البديل. وأضاف "إن شاء الله تكون هذه آخر مرة نتحدث فيها بهذا الموضوع، وقلتها أكثر من مرة، لكن المطلوب دعم الجميع في هذه القضية". وفي موازاة ذلك، أكد أن موقف الأردن قوي جداً. ومطلع على كل التطورات المتصلة بالمباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية وما يخص مستقبل فلسطين. واستغرب العاهل الاردني من يقوم بربط المساعدات المقدمة للأردن بالضغط عليه مقابل تنازلات، مشددا على انه "لو جاء من جاء وقال سنقدم 100 مليار دولار للأردن على حساب مصالحه! سنقول له مع السلامة، لن نقبل ولا فلس، إذا كان سيمس مستقبل شعبنا ووطننا". زيارة اميركا والمكسيك وحول زيارتيه لكل من الولاياتالمتحدة والمكسيك، قال جلالته إن الزيارة كانت ناجحة جدا، خصوصا ما يتصل بالوضع الاقتصادي والتحديات الاقتصادية التي "تواجهنا حكومة وشعبا". وقال إنه كان هناك تقديرا كبيرا خلال زيارة الولاياتالمتحدة لدور الأردن المهم إقليميا، مقدرا جلالته دعم الإدارة الأمريكية للأردن ومساندتها له في مواجهة مختلف التحديات. وقال الملك عبدالله الثاني إن الأردن مطلع على كل تفاصيل المفاوضات المتصلة بقضايا الوضع النهائي، خصوصا ما يتصل "بالقدس، واللاجئين، والحدود، والمياه، والأمن"، لافتا جلالته إلى أن الأردن يساعد جميع الأطراف لدعم فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وجرى خلال اللقاء استعراض نتائج الزيارة الملكية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك، كما تم تناول آخر مستجدات العملية السلمية ومفاوضات السلام الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي فايز الطراونة، ووزير الخارجية شؤون المغتربين ناصر جودة، وعماد فاخوري مدير مكتب الملك. ايلاف