لا تستسلم الشركات العقارية في محاولاتها المشروعة لبيع مشروعاتها الجديدة في وقت قياسي، في حين أن بعضها لا يجد حرجاً في إغراء المشتري المحتمل بهدايا "ثمينة" مقابل شراء منزل منها، وبالمقابل لا تسمح السلطات المختصة لأي شركة بالترويج لمشاريعها باستخدام طريقة" اشترِ عقاراً واحصل على كذا مجاناً" ما لم تستوف تلك الشركات الشروط والضوابط القانونية التي تحمي حقوق المشترين المستهدفين. وتعد محاكاة رغبات المشترين من أسهل وأسرع طرق التأثير في المشتري وأكثرها شعبية ومقبولية عند بعض المطورين، وقد تتجرأ بعضها في التأثير في ما هو أبعد من رغبة المشتري، لكنها جميعها تشترك في اختيار التأثير فيه باستخدام نجومه المفضلين(مطربين ومطربات. ممثلين وممثلات. نجوم كرة القدم أو عارضات الأزياء) فيظهروا بابتسامات غير مبررة في إعلانات التشجيع على الشراء. وبالطبع ليس ببعيد أن تقوم هذا الشركة أو تلك بشن حملة مدفوعة الثمن في وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي لإغراء المشتري بسيارة دفع رباعي "هدية" عند شرائه فيلا في المشروع. وحتى الآن لم تتسع رقعة تلك الإعلانات كما كانت عليه في أعوام 2002 و2006 لكنها تطورت من حيث النوع، فلم تعد "متهورة"، وتبتعد عن التورط في جر المستثمر إلى مغامرة غير أمينة العواقب، عبر إغرائه بشراء عقار مقابل تملك جزيرة في مكان ما! باتت الإعلانات العقارية اليوم "متواضعة" تتحدث ببساطة عن شقة في ناطحة سحاب لكنها لا تقفز بمخيلة المشتري إلى مناطحة السحاب في حصد أرباح لها أول وليس لها آخر. وتحاول الشركات جاهدة إقناع المشتري بأن السيارة الفاخرة أو القسيمة المشتريات المجانية وقيمتها 60 ألف درهم أو الرحلة الجوية التي يرى فيها المشتري موقع منزله من الجو، ليست سوى "هدية" فعلاً ولن يدفع ثمنها لاحقاً خلال سداده ثمن الفيلا أو الشقة، كما كان يحدث في السابق، ويحدث الآن لكن بمعدل أقل نظراً لسهولة كشفها من جانب المستثمر الذي لم يعد جاهلاً بالأسعار الحقيقية للبيع في السوق، فضلاً عن نضج استجابته لتلك الإعلانات من عدمها. بعض الشركات تحاول أن تجعل من "الهدية" مهنية أكثر عندما تقدم للمشتري تصميماً ثلاثي الأبعاد للمنزل أو ربما تحفة فنية بقيمة 4 آلاف درهم أو تقديم استشارة عقارية مجانية تصل قيمتها إلى 20 ألف درهم. ومع عودة إغراءات المطورين عاد السوق العقاري لينقسم بين مؤيد ومعارض لهذه التكتيكات التسويقية، فالمؤيد يرى أن تلك "الهدايا" تشجع المستثمر وتزيد التنافس، في حين يرى المعارض أنها تتعارض مع مفهوم الاستثمار العقاري بوصفه قناة استثمارية طويلة المدى تقوم الربحية فيها على أسس تنافسية السعر والجودة والموقع والتشطيبات وغيرها. عروض من تلك العروض التي يراها البعض مغرية ويراها البعض الآخر غير ذلك ما قامت به شركة أورينت ديزرت للعقارات، بوصفها الراعي الذهبي لمعرض نيكست موف لايف، الذي جرى تنظيمه الأسبوع الماضي عندما عرض منح جوائز للعملاء، الذين يقومون بشراء عقاراتهم خلال أيام المعرض، وكانت تلك الهدايا عبارة عن تصميم داخلي ثلاثي الأبعاد لوحداتهم السكنية بقيمة 10.000 درهم إماراتي، إضافة لقطعة فنية بقيمة 4.000 درهم. وعرض آخر يقول للمستثمرين الذين يشترون عقاراً بسعر يتراوح بين5 و10 ملايين درهم فأنهم يحصلون بالمقابل على استشارة مجانية للعقار بقيمة 20.000 درهم، إضافة لجولة على متن طائرة الهيلكوبتر فوق دبي. وتتوالى العروض والهدايا المجانية على يد مستشارين متخصصين في القروض في بنك دبي التجاري، الراعي البنكي للمعرض ذاته إذ قال إنه يخصص وقتاً لعرض حصري تقدم فيه للعملاء هدية على شكل قسيمة بقيمة تصل حتى 60.000 درهم. ولا تلقى الإعلانات التي تتحدث عن "تخفيضات في الأسعار" اهتماماً كبيراً لدى المشترين فهم على دراية بأن المطلوب شراؤه منزل وليس كيلو طماطم. ينقسم المتعاملون في السوق العقاري إلى فريقين بين مؤيد ومعارض لعودة ما يسمى بالترويج العقاري، الذي يقوم على تقديم "هدايا" مقابل شراء منزل. البيان الاماراتية