في حوارٍ نادرٍ مع وسيلة إعلامية عربية خص به موفد «البيان» إلى كيغالي قبيل الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في بلاده، انتقد رئيس رواندا بول كاغامي دور الأممالمتحدة والغرب في منطقة البحيرات العظمى، معتبراً أن قوات المنظمة الدولية في جمهورية الكونغو الديمقراطية جزء من المشكلة هناك، من دون أن يستبعد معايير مزدوجة تتحكم بالمواقف، كما حمل على الانتقادات التي توجه إلى سياساته الداخلية، متسائلاً عن أولئك الذين يتحدثون عن رواندا المستقرة ولا يتكلمون عن الكونغو التي تعاني من الفوضى. وأعرب كاغامي عن استعداده التنحي عن منصبه حتى قبل انتخابات 2017 الرئاسية في حال طلب الشعب ذلك، واصفاً مسيرة المصالحة والعدالة بعد عقدين من الإبادة الجماعية ب«التقدم الهائل»، في حين أشار إلى اهتمام بلاده بتطوير العلاقات مع دول الخليج العربي. وإلى نص الحوار: بعد عقدين من الإبادة الجماعية في رواندا، هل تعتقد أن العدالة تحققت وأن عملية المصالحة تمت؟ أعتقد أننا في رواندا حققنا ما هو ممكن إنسانياً بالنظر إلى تعقيدات وحجم المشكلة. تغلبنا عليها ووصولنا إلى ما نحن عليه اليوم من وجهة نظري تقدم هائل. لربما ما كان بالإمكان القيام بأفضل مما فعلنا حتى الآن لأن البلاد توحدت على الرغم من الصعوبات والشعب الرواندي متعايش بسلام مع بعضه البعض ويسير في حياته العادية ويعمل نحو التطور. يعزى إليك الفضل في تطوير بلادك منذ الإبادة الجماعية، لكن المنتقدون يقولون إن الثمن كان نظاماً ديمقراطياً مليئاً بالشوائب، فكيف ترد؟ لقد بات الأمر أشبه بصيغة مبتذلة. شخص ما يقول شيئاً قبل 15 عاماً والجميع يكرره من دون النظر إلى الحقائق على الأرض. التقدم، كما رأيت بنفسك، موجود في كل قطاع من مجتمعنا. لقد تحقق في الحوكمة والاقتصاد الاجتماعي والديمقراطية وسلطة القانون والسلام والاستقرار. كل هذه القطاعات شهدت تقدما جيداً. في نهاية المطاف، لا أعلم إن كان لزاماً على الناس أن يقضوا وقتهم جيئة وذهاباً لتحديد ماهية الديمقراطية لأنها أحيانا تصبح أي شيء يعطيها أي شخص تعريفاً خاصاً. وأولئك المتحكمون بالإعلام يهيمنون على التعريف، لكن الامر برأيي يعود إلى الناس. الديمقراطية تتعلق بالشعب وكيف يتم حكمهم وكيف يعبرون عن أنفسهم. وحينما أرى التقدم ويتحدث النقاد عن عيوب في النظام الديمقراطي لا أفهم حقيقةً ولا أعرف ما يعنوه. هناك سلطة قانون تسود ومؤسسات وعمليات انتخابية تجري بانتظام حيث يتخذ الناس قراراتهم بشأن قيادتهم. الديمقراطية وصلت في حقيقة الأمر إلى التجمعات المحلية والشعبية. حينما كنت أتكلم عن اللا مركزية عنيت أن الناس في التجمعات المحلية ينظمون أنفسهم ويتخذون قرارات تتعلق بحياتهم بحرية. لا أعرف عن ماذا هي الديمقراطية إن كانت لا تعني ذلك. في كل الأحوال، ومنذ البداية، إن الطريقة التي نعيش فيها حياتنا ونطور فيها بلادنا ليست إما أن يكون هناك تطور اقتصادي- اجتماعي أو ديمقراطي. بالنسبة إلينا يجب أن يكون لدينا كلا الأمرين، لأن الديمقراطية والتطور الاقتصادي يجب أن يأتيا سويةً ورواندا ليست استثناءً. فإن كان أحدهما ناقصاً، فالآخر الذي تعتقد أنه تحقق سيتضرر بشكل كبير. تحديات رواندا ما هي أكبر التحديات لنمو رواندا الاقتصادي، هل هو الفساد أم نشاطات ارهابية محتملة في المستقبل أم الاضطرابات السياسية؟ بالنسبة إلينا، المشكلة تكمن في النقطة التي أتينا منها. أتينا من دمار شامل للبلاد، وكان نسيج المجتمع ممزقاً. لقد بدأنا من الصفر وكان علينا أن نبني كل شيء من تحت الصفر. وحققنا ذلك على خلفية مواردنا المحدودة جداً وتلك التي منحت من قبل دول أخرى صديقة. وبالتالي، أن نكون قادرين على تحويلها الى موارد مستدامة وطويلة الأمد هو التحدي الأكبر. لقد أنجزنا شيئاً مهماً جداً ربما يعطينا أملا بأن نتجه نحو التنمية المستدامة، وهو أننا وحدنا البلاد سوية مجدداً واستثمرنا في شعبنا وفي التعليم والصحة والاكتفاء الغذائي. وفي حقيقة الأمر، عبر هذه الوسيلة تمكنا من معالجة مشاكل أخرى مثل الامن. مفهوم الامن عريض جداً ويتعلق برفاه شعبنا بالمعنى العام. التحدي الأسوأ هو المشكلة التي واجهناها قبل عشرين عاماً والتي نتعافى منها آخذين بعين الاعتبار مشاكل أخرى ممكن ان تحصل ونعمل على منعها من خلال الاستثمار في شعبنا. من الممكن أن يؤثر فينا الإرهاب كما أثر في دول اخرى، فنحن لسنا جزيرة في هذا العالم بل متصلين بأشكال عديدة بدول عانت منه. لكنه ليس تهديدا رئيسيا لنا اليوم إن حللناه في بنيتنا الامنية، باستثناء بعض التهديدات التي واجهناها من أناس ارتكبوا إبادة جماعية ولا يزالون متواجدين في المنطقة. لكن هذه تهديدات مختلفة نوعاً ما واعتدنا على التعامل معها ونتعامل معها منذ وقت طويل وقمنا بحل أسس حصولها، وما تبقى هو التعاون مع دول المنطقة والعالم للتعامل مع الإرهاب. لا أرى أي اضطرابات سياسية في رواندا، والأمر بعيد المنال بالنظر الى تاريخنا، والذي هو أسوأ أنواع الاضطرابات السياسية. ما فعلناه بعدها هو أننا وضعنا أسس ثابتة جداً لا تسمح بحصول ذلك مجدداً. وهذا أيضاً أمر يجيب عن انتقادات النقاد، فهم يرون ما حصل في أجزاء من القارة الافريقية مثل شمال افريقيا أو في منطقة الشرق الاوسط ويتخيلون أن ذلك سيحصل هنا. بالنسبة إلينا، الأمر حصل بأسوأ شكل ممكن تخيله وانتهى، ونحن الآن في مرحلة ما بعد المجازر في ظل التقدم الذي أنجزناه وهو صلب وعميق. الكونغو الديمقراطية لماذا رأينا تحركاً سريعاً من قوات الأممالمتحدة في الكونغو الديمقراطية لمحاربة حركة «إم 23» يختلف عن موقفها من محاربة تنظيم «القوات الديمقراطية لتحرير رواندا»؟، هل تشعر كيغالي بأن الأممالمتحدة والغرب لربما ينحازون إلى الكونغو الديمقراطية؟ الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، لكنني لا أستبعد عوامل توحي بالمعايير المزدوجة في النظام الدولي. فقضايا متفاوتة وحتى متشابهة لا يتم التعامل معها بنفس الطريقة لأسباب مختلفة. أما بالنسبة إلى وضع «حركة إم 23»، فحينما كانت مستهدفة، وهو أمر لا يعتبر مشكلة بالنسبة إلينا، كان هناك في نفس الوقت تنظيمات متشابهة موجودة وأسوأ منها تسبب خطورة أكبر، لكن الأممالمتحدة فضلت استهداف حركة واحدة. تنظيم «إف دي إل آر» (القوات الديمقراطية لتحرير رواندا) موجود في المنطقة منذ 20 عاماً والأممالمتحدة لا تتصرف حياله. وحينما أكدت لنا أنها ستتعامل مع تلك المجموعات المسلحة، واجهت «إم 23» فحسب. والآن، نرى مشاكل أخرى كانت موجودة منذ زمن طويل وتبقى قائمة مثل تلك التي تحصل قرب حدود زامبيا في مقاطعة كاتانغا، فيما تعلن قوات الأممالمتحدة أنها ستتوجه إلى هناك لإخماد النيران. وبكلمة اخرى، ربما سننتهي إلى وضع يكون فيه هناك قوات دائمة للمنظمة الدولية تقاتل في حروب الكونغو لكنها لا تحارب المشاكل الجوهرية التي تسبب هذه الحروب. وما هي المشاكل الجوهرية التي تسبب تلك الحروب في الكونغو الديمقراطية برأيك؟ حينما تقوم الأممالمتحدة أو أي قوى خارجية بالتعامل مع مشاكل بلد ما فهذا يعني أن هذا البلد لا يملك بنية حكومية ولديه مآزق سياسية. وهذا أيضاً ما يعيدنا إلى حديث النقاد الذين يتحدثون عن رواندا المستقرة ولا يتكلمون عن هذا المكان الذي يعاني من الفوضى; هذه الكلمة التي بدأت ربما تصبح مرادفة للديمقراطية. حينما يكون هناك بؤر توتر عبر البلاد، مثل ما يحصل هناك، وفوضى ومجموعات تعمل منذ أمد بعيد ومن ثم يصبح لزاماً أن تأتي بقوات أمم متحدة تتمركز في البلاد من دون جدول زمني ومن دون مستقبل منظور لحل المشكلة، فهذا يدل على أن هناك مشكلة بل اثنتين في نفس الوقت. الأولى هي مشكلة وجود بلد تحدث فيه هذه الأمور، والأخرى هي أولئك الذين يأتون ويدعون أنهم بصدد حل المشكلة ولا يفعلون أي شيء في واقع الأمر. الاممالمتحدة جزء من المشكلة بالمطلق في الكونغو الديمقراطية. إن استرجعت تاريخها، فستجد أنها كانت هناك منذ الستينات وأمين عام متحدة سابق مات فيها، أي أن المنظمة الدولية نشطة في الكونغو منذ سبعين عاماً، وهذا يشي أن هناك مشكلة قطعاً. التكامل الإفريقي مع وجود تحديات كبيرة تواجه أفريقيا، متى تعتقدون انه سيكون هناك حرية حركة في افريقيا من دون تأشيرات كما منطقة «شينغن» أو حواجز تجارية مخفّضة؟ أعتقد أننا نحقق تقدماً في بعض المناطق في القارة، وكلما أنجزنا حرية الحركة بشكل أسرع كلما كان ذلك أفضل، فالأمر ضروري ولابد من القيام به. لقد بدأنا في منطقة شرق إفريقيا بخطوة صغيرة وتستمر في الاتساع، حيث تسمح بعض دولها لمواطنيها بالسفر ببطاقات الهوية من دون جوازات سفر، وهذه خطوة كبيرة لدمج الشعوب. نحن في رواندا سمحنا للأفارقة بدخول البلاد من دون فيزا لتشجيعهم على التحرك بحرية ولتشجيع الآخرين على الإقدام على نفس الخطوة. لكن هل تعتقدون أن هناك إرادة مشابهة للدول الإفريقية الأخرى؟ نعم، لكن ليس جميعها. قد يكون هناك بعض الدول مستعدة لذلك أكثر من دول أخرى. ولكن كما قلت، أطلقنا في منطقة شرق افريقيا مؤخراً، من كمبالا، حرية الحركة ببطاقات الهوية بين أوغندا وكينيا ورواندا، وأملنا ان نوسع ذلك ليشمل كل شرق افريقيا أي بضم تنزانيا وبوروندي إلى المشروع. سوريا والخليج المجتمع الدولي شبّه الوضع في سوريا بما حصل في روندا قبل عشرين عاما: نظام يستهدف شعبه ويستخدم ميليشيات لترهيب المدنيين، تدفق لاجئين وصفته الأممالمتحدة بأنه الأسوأ منذ الابادة الجماعية في رواندا، كيف ترى الوضع في سوريا؟ يبدو الوضع أنه ملف آخر معقد علق فيه المجتمع الدولي. قد يكون معقداً أكثر مما ينبغي بالنسبة إليه ومقدرته على فعل شيء ضئيلة. وقد يكون أحد تلك الأمكنة التي بإمكان العالم بأكمله أن يشاهد ما يحدث بوجهات نظر مختلفة ويختلف حوله بينما الآلة تستمر في حصد المزيد من أرواح الناس. إنه معقد اكثر مما يمكنني وصفه. من خلال أي وسائل يمكن لكيغالي ان تمد دبلوماسيتها الى منطقة حيوية مثل الشرق الاوسط وخاصة الخليج العربي؟ نتطلع إلى توسيع دبلوماسيتنا إلى تلك المنطقة وبدأنا فعلياً بذلك. فهناك العديد من الصلات الاقتصادية والاتصالات الدبلوماسية، كما نعمل مع دول الخليج بشكل ثنائي وعلى الساحة الدولية. لكلا الجانبين موارد مختلفة ومهمة يمكن لها أن تساهم في رفاه شعوب المنطقتين. ووزيرة الخارجية زارت دول المنطقة مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر وعُمان. على كل حال، يجب علينا أن نكون قادرين على رفع نتائج تحركاتنا إلى المستوى المطلوب. تسليم السلطة السؤال الأخير، وصفت بأنك ذو رؤية. وعليه، هل تعتقد أن 2017 (عام الانتخابات الرئاسية) سيكون الوقت المناسب لتسليم السلطة؟ تسليم السلطة جزء من عدة أمور يجب أن تجتمع لضمان الرفاهية المستمرة لأي شعب. لا يمكن لنا أن نحصر فكرة التنمية والرفاهية بوجه واحد فقط. الرؤية تقول بعدة أمور: الاستثمار في الشعب، وتطوير البلاد، وأن يكون الشعب قادراً على تحمل مسؤوليته وتقرير مستقبله. بالنسبة إلي، أنا أعمل ما يتوجب علي عمله. يجب أن يُسأل شعب رواندا عن مثل هذه الأمور لأنني لن اكون بداية ونهاية بلدي. هذه ليست القضية ولا يجب ان تكون كذلك. أنا مجرد جزء من الشعب الذي لديه رأي ووجهة نظر. أنا شخص واحد ضمن 12 مليوناً وسأواصل لعب دوري كما فوضني شعب هذا البلد. وحتى قبل أن يحل 2017، حينما يأتي الشعب ويقول لي: نحن لسنا سعداء معك ونعتقد أنك لم تقم بعمل جيد، لن أبقى يوماً واحداً في الحكم وسأتركهم بسلام وسأكون مستعداً للتنحي. نريد لكل رواندي أن يكون لديه الوسائل لاستقبال المعلومات والتواصل باتت رواندا تعرف بطغيان موجة الإعلام الجديد وانتشار وسائطه مع ارتفاع شعبية مواقع التواصل الاجتماعي بعد عقدين على الإبادة الجماعية، وخاصة ان الرئيس الرواندي نفسه معروف بحضوره الملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي. ويقول: «نريد لكل رواندي أن يكون لديه الوسائل لاستقبال المعلومات والتواصل. ومن المهم ان يكون الروانديون قادرين على التواصل وامتلاك مصادر المعلومات. وبإمكانهم بعد ذلك استخدام تلك الادوات لأمور مختلف مثل التعليم والعمل». وأردف: «رؤيتنا هي أن نطور اقتصاداً معرفياً، وهذا يفترض الاستثمار في البشر والبنى التحتية والتكنولوجيا والتعليم والصحة». واستطرد: «مواقع التواصل الاجتماعي مثيرة للاهتمام لأنها تجمع الناس بسهولة وتمدهم بالمعلومات وتفتح لهم المجال ليعبروا عن أنفسهم، وأنا شخصياً أشارك فيها. ويشير الرئيس الرواندي أنه يقضي يومياً «على الأقل بضعة دقائق على موقع توتير تحديداً»، مضيفاً أن لديه صفحة على موقع «فيسبوك» لكن مكتبه يديرها أكثر منه شخصياً. ويؤكد: «كلما زاد الاعتماد على الإعلام الجديد كان ذلك أفضل للشعب». أولادي غير مهتمين بالنشاط السياسي نمط حياة الرئيس الرواندي يبعده عن عائلته، ويؤكد أن ذلك «يزعج الجميع». ويقول رداً على سؤال فيما إذا كان سيشجع نجله الأكبر على اقتحام عالم السياسة: «الميل في العائلة، وابني كذلك، أن ندع كل فرد يفعل ما يريد. حتى الآن، أولادي غير مهتمين كثيراً بالسياسة، ولكنهم بطبيعة الحال يتابعون ما يحصل، ولهم آراء بشأن ذلك». ويضيف: «لا إشارات على اهتمامهم بالنشاط سياسياً، لكن لديهم وعي سياسي، والحرية بأن يكون لهم آراء خاصة، لكن هذا مختلف عن أن تكون ناشطاً سياسياً». أفضّل التنس وأشجّع أرسنال قال الرئيس الرواندي إن الرياضة التي يلعبها والمفضلة لديه هي التنس. وأردف: «لاعبي المفضل في التنس هو نوفاك جوكوفيتش، لكنني معجب أيضاً برفائيل نادال وروجيه فيدرير، وأستمتع برؤيتهم يلعبون ضد بعضهم البعض». واستطرد: «هناك رياضات لم ألعبها أو لم أعد ألعبها مثل كرة القدم والسلة والطائرة، وفريقي المفضل في كرة القدم هو أرسنال، وأمامهم تحدٍ صعب الليلة أمام نادي بايرن ميونيخ في دوري الأبطال (خسرها أرسنال 0-2)». خلفية يبلغ الرئيس الرواندي من العمر 56 عاماً وهو متزوج وأب لثلاثة صبية وبنت. تقلد منصب الرئاسة في أبريل 2000، وهو زعيم حزب الجبهة الوطنية الرواندية الحاكم التي كانت حركة مسلحة قاتلت النظام الذي ارتكب الإبادة الجماعية ودخلت العاصمة كيغالي في يوليو 1994 منهيةً المجازر. يبلغ عدد متابعيه على موقع «تويتر» قرابة ربع مليون. البيان البيان الاماراتية