الدوحة - الراية: يواصل الهلال الأحمر القطري مهمته الإنسانية في إغاثة المتضررين وتقديم المساعدات العاجلة للاجئين الماليين الذين لجأوا إلى دول الجوار ومنها النيجر، في مجالات الصحة والأمن الغذائي والمياه والإصحاح، حيث استجاب الهلال للنداء الإنساني الذي أطلقته المنظمات الإنسانية في النيجر بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وعدد من المنظمات الإنسانية لتقديم يد المساعدة للمتضررين من الأزمة التي عرفتها دولة مالي .. وكان الهلال من بين المنظمات القليلة التي استجابت لتقديم مساعدات إنسانية للماليين بمناطق النزاع بشمال مالي، إضافة إلى الدعم المقدم للاجئين بدول الجوار وعلى رأسها النيجر. تميز تدخل الهلال القطري بمخيمات النيجر بتنوعه وتغطيته لعدد من مخيمات اللجوء، حيث شهدت المرحلة الحالية، إقامة عيادات طبية داخل المخيمات مجهزة بمعدات الكشف والمعالجة بالإضافة إلى فرق طبية وشبه طبية لتسيير العيادات، بناء مظلات للأنشطة الترفيهية والتدريبية للاجئين، سواء لتنفيذ برامج الهلال الأحمر القطري أو برامج باقي الشركاء التدريبية، مواصلة حفر آبار ارتوازية إضافية داخل المخيمات مزودة بأنظمة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية وأنظمة لتوزيع قنوات المياه لتقريبها من الأهالي بمختلف أحياء المخيمات، مواصلة بناء حمامات ومراحيض إضافية للاستعمال العائلي حماية لكرامة اللاجئين وحماية للبيئة المحيطة بالمخيمات ودرءا لانتشار الأمراض والأوبئة، مواصلة تنفيذ برنامج للتوعية الإصحاحية لفائدة اللاجئين والمساهمة في تنظيم وتوعية اللاجئين ودعم البنيات التحتية الصحية للمستوصفات القريبة من المخيمات. ولتقديم خدمات إنسانية مناسبة للاجئين، حرص الهلال على إشراك المفوضية السامية لغوث اللاجئين في تقييم الاحتياجات وكذا في متابعة التنفيذ والتنسيق مع باقي الشركاء تفاديا لتكرار التدخلات الإنسانية والعمل على تغطية مختلف جوانب الاحتياجات في مختلف المخيمات .. ونظراً للتميز الذي تم به تنفيذ برامج الهلال الأحمر القطري الإغاثية، قامت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتكليف الهلال الأحمر القطري بتولي تنفيذ أنشطتها الصحية بداخل المخيمات، حيث قامت بتوفير تمويل لفائدة الهلال الأحمر لتنفيذ أنشطة توفير عيادات طبية مجهزة لاشتغال فرق الهلال الأحمر القطري الطبية، اعتماد الهلال الأحمر القطري كجهة وحيدة للتدخل في القطاع الصحي بمخيمات إقليم تيلابيري، تزويد الهلال الأحمر القطري بسيارات إسعاف لنقل الحالات الحرجة في المستشفيات الوطنية التي تربطها بالهلال الأحمر القطري اتفاقيات تعاون، توفير إقامة سكنية بالعاصمة نيامي كمركز لنقاهة وإقامة اللاجئين المستفيدين من تدخلات طبية مستعجلة على مستوى المستشفيات الوطنية. كما يوفر الهلال الأحمر القطري الرعاية الصحية للاجئين الماليينبالنيجر، ويتواصل معه نيل استحسان مختلف الشركاء، خاصة مع تحقيق الفرق الطبية لنجاحات على مستوى التدخلات الطبية لفائدة اللاجئين. يُذكر أن المرحلة الأولى من عمل الهلال الأحمر القطري شملت تنفيذ عدة مشاريع، منها: " توزيع سلات مكونة من مواد غذائية وغير غذائية، تنفيذ آبار ارتوازية داخل المخيمات مزودة بأنظمة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية وأنظمة لتوزيع قنوات المياه لتقريبها من الأهالي بمختلف أحياء المخيمات، وبناء حمامات ومراحيض للاستعمال العائلي حماية لكرامة اللاجئين وحماية للبيئة المحيطة بالمخيمات ودرءا لانتشار الأمراض والأوبئة، تنفيذ برنامج للتوعية الإصحاحية للاجئين والمساهمة في تنظيم وتوعية اللاجئين. يُذكر أن الهلال الأحمر القطري حرص منذ بداية عمله على تخصيص جزء من مساعداته للسكان المحليين، مثل تخصيص قناة مياه صالح للشرب للقرية المجاورة انطلاقا من البئر الارتوازي تفاديا للصراع حول المياه مع اللاجئين. ومن القصص الإنسانية المؤلمة التي واجهها الهلال الأحمر في مخيمات اللاجئين بالنيجر معاناة الطفل "أبيلي محمد" البالغ من العمر 4 سنوات اللاجئ برفقة عائلته، حيث ترك موطنه وقريته ولعبه ليعيش قصة معاناة تدور أحداثها بين شمال مالي ومخيمات اللجوء في النيجر، حيث كان الطفل يعاني من انسداد في الجهاز البولي وكان يومه كله عبارة عن رحلة طويلة من العذاب تجعله يعض التراب من شدة الآلام وبشكل خاص كلما أراد التبول، وقام الهلال الأحمر القطري بنقل الطفل أبيلي إلى العاصمة نيامي لإجراء الأشعة والفحوصات المتقدمة، ليتضح بعدها أن لديه حصى من حجم كبير على مستوى المثانة ويحتاج لعملية جراحية لإخراجها، حتى يستطيع العيش بسلام. وواجهت فرق الهلال الأحمر والعائلة صعوبة في إجراء العملية في الوقت الراهن نظرا لكون النيجر لا يتوفر إلا على جراح واحد في هذا المجال، وهناك العديد من الحالات المبرمجة قبل الطفل أبيلي، وعليه الانتظار لحوالي ثلاثة أشهر لإجراء العملية، لينتهي الأمر بإجراء العملية في مصحة خاصة وبعد مفاوضات مع إدارة المصحة من أجل تخفيض تكلفة العملية، تم إجراء العملية الشهر الماضي لإخراج الحصوة التي يبلغ قطرها تقريبا 3 سنتمتر والتي نغصت عليه حياته وأسرته. يذكر أن الهلال الأحمر وقع في أغسطس 2012 مع جمعية الصليب الأحمر بجمهورية مالي مذكرة تفاهم لإطلاق أنشطة إنسانية مشتركة لمساعدة المجتمعات المحلية المتضررة من الأزمة في معاناة شمال مالي من الجفاف والنزاعات. وقد نصت مذكرة التفاهم على التزام الهلال الأحمر القطري بتوفير الدعم اللازم لتعزيز قدرته على تلبية الاحتياجات المتزايدة لأبناء الشعب المالي، وتحديداً تلك المجموعات المتضررة من الجفاف والعنف في الشمال. جريدة الراية القطرية