رسم الجمال بأبسط الأشكال قراءة انطباعية للوحات التشكيلية نورة القحطاني بقلم لحسن ملواني كاتب وتشكيلي من المغرب. في لوحات نورة القحطاني جمالية آسرة بتقنيات بسيطة ، وهنا يكمن سر الإبداع ، علاوة على ذلك فهي تكرس ريشتها من أجل رسم وجه الأنثى رسما فطريا جميلا ، وكأنها ترسم ذات الوجه لتبرز مختلف الأحاسيس التي يبديها للمشاهد ، ففي كل وجه ارتسامات ، وفي كل وجه تأملات وتطلعات تحمل الكثير من التعبير عن الذات والمحيط ، ورغم أن التشكيلية لا تحترم نسب المرسوم فإنها تجعل ذلك سمة تنم عن لمستها الإبداعية ، فهي تحاول الابتعاد عن رسم مشخصاتها كما هي في الواقع ، فترسم المرأة مركزة على ملامحها العاكسة لخلجاتها المتنوعة ، امرأة بعنق طويل وعينين واسعتين سوداوين وزي ملون جميل. وهكذا تتميز لوحاتها بسمات منها: التركيز على الوجه ، فهي تقدم بورتريهات لوجه المرأة وفق متخيلها الإبداعي بشكل جميل آسر . دقة اختيار الألوان بالشكل المحقق للجمالية والإبداعية الجاذبة للعين إلى المرسوم. بساطة الشكل ، فهي ترسم أشكالها ببساطة لا تخفي خبرتها وتجربتها في التشكيل. اطراد وجه المرأة عبر جل لوحاتها ، وكأنها اختارت الإبحار في اتجاه التفنن التجريبي في إظهار جمالية هذا الوجه حتى في حالات اكتئاب وحزن صاحبته. تداخل الأشكال بحيث لا تدع حيزا لبروز الخلفيات ، فالأشكال المتداخلة إبداعيا تشكل في ذات الوقت الموضوع والخلفية . جمالية اللون العاكس ما يختلج في دواخل صاحبة الوجه المرسوم ، فالوجه هو النافذة التي من خلالها نطل على وجدان الإنسان وما يعتمل فيه من مشاعر وأحلام وهواجس ومعاناة... إنها في النهاية تعبر بجمالية وبساطة عن أحاسيس المرأة مكتفية بإبراز ذلك عبر الوجه ، مبتعدة بتشكيلاتها عن إبداء مفاتنها الخادشة للحياء كما يفعل غيرها من التشكيليين والتشكيليات ، فما أجمل أن تعبر عن الذات مع التزام الضوابط الثقافية السارية في المجتمع. والمبدعة تمتلك القدرة على إبراز المشاعر عبر بساطة مفردات لوحاتها ، فالوجوه بجماليتها تحمل السكون ، وفي ذات الوقت تحمل ما ينبئ بطبيعة المشاعر التي تستبطنها. وبشكل عام ، فالفنانة التشكيلية نورة القحطاني تجسد إمكانياتها الإبداعية ، كما تجسد رؤيتها الخاصة إزاء المرأة من حيث جمالها الروحي والجسدي، ومن حيث نفسيتها وتطلعاتها المختلفة من أنثى إلى أخرى. نتمنى لها التوفيق في إبداع مزيد من الممتع والمفيد . دنيا الوطن