اعترفت الدول المشاركة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في مدينة مراكش المغربية الأربعاء، بائتلاف المعارضة السورية، ممثلا شرعيا للشعب السوري. وجاء في البيان الختامي الذي أصدره المجتمعون "اعترف المشاركون بالائتلاف الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري ومظلة تنظيمية تأتلف تحتها أطياف المعارضة السورية". وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني خلال مؤتمر صحافي في ختام اللقاء الذي حضره ممثلون عن 130 بلدا "اليوم، تم الاعتراف الكامل بالائتلاف الوطني كممثل وحيد" للشعب السوري. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، حث رئيس ائتلاف المعارضة أحمد معاذ الخطيب، روسيا على رفع الغطاء السياسي عن حكومة دمشق ووقف الدعم العسكري لها، ومحملا موسكو مسؤولية استخدام نظام الرئيس بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. وقال الخطيب في كلمته إن قوى المعارضة ترفض أي تدخل عسكري أجنبي في الصراع الدائر منذ أكثر من 20 شهرا. ودعا الطائفة العلوية في سورية للقيام بعصيان مدني ضد نظام الأسد، والانضمام إلى صفوف المعارضة، قائلا إن النظام السوري يقمع العلويين كما بقية المواطنين، على حد تعبيره. وأشار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في كلمته إلى حجم المأساة الإنسانية في سورية وأعلن تقديم دعم مالي بقيمة 100 مليون دولار للائتلاف السوري. ومن جهته، رأى وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد انتهى فعلا، خصوصا وأن "قوى المعارضة تفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد". ودعا بن جاسم المجتمع الدولي إلى الاستعداد لاستحقاقات المرحلة المقبلة عبر عقد مؤتمر للمانحين. وأعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي تأييد الجامعة للمقترح القطري وشدد في الوقت نفسه على أهمية عامل الوقت، مشيرا إلى أن "الشعب السوري ينتظر الكثير ويعاني الآن معاناة شديدة". وأضاف أن الشعب السوري "لن يغفر لنا ترددنا وتقاعسنا عن نجدته" مطالبا ب"التحرك السريع والفعال لدرء المخاطر وإنقاذ سورية من سيناريوهات الفوضى والفتن والحفاظ على وحدتها وسلامتها الإقليمية". وقال نائب وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز الذي ألقى كلمة الوزيرة هيلاري كلينتون في المؤتمر إن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي يعملون على تحقيق انتقال ديمقراطي في سورية. وشدد على ضرورة تقديم بديل حقيقي عن نظام الأسد وفق نظام ديمقراطي يحظى بدعم من المجتمع الدولي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الاعتراف الجماعي يشكل "تقدما حقيقيا"، وأضاف أن "النقطة الأساسية الآن هي الحصول على مزيد من المساعدة، وفي حالتنا، سيكون دعمنا غير مسلح بل سيركز على المساعدات الإنسانية". جبهة النصرة ودعا الخطيب في خطابه الأربعاء الولاياتالمتحدة إلى إعادة النظر في قرارها المتعلق بإدراج جبهة النصرة على لائحة الإرهاب. وقال إن "القرار باعتبار إحدى الجهات التي تقاتل النظام جهة إرهابية تلزم إعادة النظر فيه"، مؤكدا أن "كل بنادق الثوار هدفها إسقاط النظام المجرم" في سورية. وكانت الولاياتالمتحدة قد أدرجت الثلاثاء جبهة النصرة الإسلامية في سورية على لائحتها للمنظمات الإرهابية بعد أن اتهمتها بالانتماء إلى تنظيم القاعدة في العراق. دعم أنساني وتعليقا على أعمال المؤتمر، قال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري جبر الشوفي إن الشعب السوري يتوقع من اجتماع مراكش دعما إنسانيا أكبر وتسليحا نوعيا لمواجهة أسلحة النظام. وطالب في لقاء مع "راديو سوا" بتوفير "السلاح والدعم الإغاثي والمادي"، مشيرا إلى أن فرص نجاح الحلول السياسية التي تقدمت بها أطراف دولية وعربية لإنهاء الأزمة، باتت ضعيفة. وقال المعارض السوري رياض سيف "نقول للمجتمع الدولي أننا لا نريد تدخله العسكري لكننا نريده أن يقدم لنا أنظمة دفاع متقدمة مضادة للطائرات". وأضاف أن "بوسع الشعب السوري أن ينهي المعركة خلال أسابيع إذا حصلنا على هذا الدعم".