حرب قضائية لبنانية سورية وتطاير مذكرات توقيف وإستدعاءات.. والحريري يسخر من وحشية الأسد.. وصقر يصف المذكرات السورية بهبل العصربيروت - 'القدس العربي' في وقت كان يستعد القضاء العسكري اللبناني لدعوة المدعى عليهما رئيس المكتب الامني السوري اللواء علي مملوك والعقيد عدنان الى جلسة للاستماع اليهما كمدّعى عليهما في قضية الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات من سورية، إستبق القضاء السوري خطوة نظيره اللبناني فأصدر مذكرات توقيف بحق كل من الرئيس سعد الحريري والنائب عقاب صقر والمنسق الاعلامي للمجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر لؤي المقداد على خلفية ما بثته بعض وسائل اعلام 8 آذار عن تسجيلات صقر المقداد حول تسليح الثورة السورية. وقد عُممت المذكرات السورية على وزارات الداخلية العربية وبينها الداخلية اللبنانية. وكلّفت الدولة السورية المحامي اللبناني رشاد سلامة الادعاء على الحريري وصقر المقداد أمام القضاء اللبناني بجرم 'تسليح المعارضة السورية والاشتراك بقتل سوريين مدنيين وعسكريين'. وبعد ساعات على صدور مذكرات التوقيف السورية، قرّر قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا دعوة المدعى عليهما علي مملوك وعدنان الى جلسة في 14 كانون الثاني للاستماع الى افادتمها في قضية الوزير السابق ميشال سماحة، وقرر التريث بعدم دعوة مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان كشاهدة في هذه المرحلة من التحقيق على ان ينظر بذلك لاحقاً على ضوء التحقيقات واذا كان هناك ضرورة قانونية.وقرّر أبو غيدا ارسال هذا القرار الى جانب وزارة الخارجية والمغتربين بواسطة وزارة العدل ليصار الى ابلاغه من حضرة قاضي التحقيق العسكري الاول في دمشق. تزامناً، أكّد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي انه أبلغ وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور أنه وحكومة نظامه رفعا دعوى في لبنان ووكّلا المحامي رشاد سلامة لرفع دعوى 'ضد من شارك وساهم وحرّض وموّل وسلّم السلاح وكانوا شركاء فعليين في سفك الدم السوري'، في حين أشار منصور في وقت لاحق قبيل دخوله الى مجلس الوزراء 'ان مذكرات التوقيف السورية لا علاقة لنا بها والشكوى من سوريا الى الانتربول الدولي'. واعتبر السفير السوري رداً على سؤال 'ان ما نشر حول استدعاء بعض الشخصيات السورية والتحقيق معها في قضية سماحة مملوك شعبان، فيه استدراج اكثر مما فيه حقائق دامغة، ومع ذلك، فالذي يشير اليه الجميع في دهشة واستغراب ان الشخص الاساسي الذي من المفترض ان يوجّه اليه الاتهام او يستحضر الى الشهادة على الاقل، كان مغيّباً في هذا الملف، أي ميلاد كفوري'. وتعليقاً على المذكرات، إعتبر الرئيس سعد الحريري أن 'من سخرية القدر أن يتحول الوحش إلى إنسان، ينطق بالعدل ويصدر الأحكام. وبشار الأسد وحش كامل المواصفات، فقد صلاحيته الأخلاقية والإنسانية والسياسية، وهو مطلوب إلى عدالة الشعب السوري التي سيمثل أمامها عاجلاً أم آجلاً. كما سيمثل بالتأكيد أمام العدالة اللبنانية وهو الذي شارك عن سابق إصرار وتصميم في عمليات الاغتيال والإرهاب وإرسال المتفجرات لإثارة الفتن بين اللبنانيين'. وأكد الحريري 'أن مذكرات التوقيف مردودة لصاحبها بشار الأسد الذي تنتظره أقفاص العدالة لمحاكمته بتهم سفك الدماء في لبنان وفلسطين والعراق وقتل الأطفال وإبادة الشعب السوري'. كما اعلن النائب عقاب صقر 'ان صدور مذكرات التوقيف من قبل سلطة الاسد استناداً الى التسجيلات المزورة والمثبت تزويرها بالدليل القاطع لا يترك اي مجال للشك بأن العملية كانت مفبركة ومعدة من ألفها الى يائها على ايدي اجهزة المخابرات نفسها التي اعتادت ان ترسم مخططات الاغتيال '.واضاف 'من توهّم اننا بالغنا في توصيف هذا المخطط تأكد له اليوم صحة ما قيل في هذه العملية الارهابية الرخيصة التي استخدم فيها عون وادواته الاعلامية اضافة الى صحيفة معروفة بتبعيتها الى الاسد وزبانيته'. واعتبر 'ان هذه المذكرة من هبل هذا العصر وسفاحه وهي سام على صدري ومدعاة شرف وافتخار، فقد تمت اضافتي الى لائحة الشرف التي تضم عدداً من المطلوبين الى نظام الاجرام، والتي تم تنفيذ الحكم الاول منها بحق الشهيد اللواء وسام الحسن بسبعين كلغ من المواد الشديدة الانفجار'. وتابع صقر 'اما بالنسبة لتبليغ الانتربول العربي فهذا البلاغ شكل حافزاً لي للقيام بجولة عربية بلا أي تأشيرة، لان بلاغ الاسد اعطاني جواز مرور عربي فوق العادة، بينما يقبع هو مع جلاديه تحت الارض فارين من عدالة الشعب السوري وسواعد الثوار'. ولفت الى 'ان ان مسعى الاسد وزمرته الى محاولة تصوير التسجبلات التي زوّرها مع شبيحته في لبنان على انها قضية موازية لقضية مملوك وسماحة، هي مجرد محاولة بائسة تدل على يأسه ودنو يوم حسابه. كما تثبت في الوقت عينه انه يوم يقترن الاجرام الفالت من عقاله بالغباء المطلق يولد هذا النوع من الانظمة وتلك النماذج من الاذيال المشوهة'. وختم 'اتوجه الى القضاء اللبناني الذي احترمه لاؤكد له مجدداً ان اي محاولة للضغط من اجل تمييع هذه القضية او المماطلة فيها سيكون لها عواقب وخيمة لكونها لا ترتبط باعلام مزوَّر ومزوِّر بل بعملية اغتيالات ارهابية رأسها متواري تحت الارض في سوريا وذيلها يتفاخر بتحريك رأسه فوق ارض لبنان'. بدوره، علّق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على مذكرات التوقيف وقال في بيان 'اولاً- بعد كل ما حصل في سورية، فقد الاسد وأعوانه حتى حقهم الشكلي في الادعاء بأي شرعية تخوّلهم اصدار مذكرات توقيف، إن من حيث المبدأ او من حيث الواقع حيث يستمرّ هذا النظام يُعمِل ادوات القتل الخاصة به في شعبه وفي روح القضاء والقانون. ثانياً- لا علم لي ان في سوريا قضاء منذ اربعين سنة كاملة، حيث استمرّ استغلال القضاء والاساءة الى العدالة والناس إن عبر تصفيتهم او اخفائهم او نسيانهم في اقبية الموت والتعذيب فكيف بالحري في هذه الايام حيث أطلق هذا النظام آلات قتله على عواهنها. ثالثاً- ما حصل اليوم مع الرئيس الحريري والنائب صقر، لا يعدو كونه حلقة في مسلسل هدر دماء اللبنانيين وبالاخص قيادات 14 آذار منذ العام 2005 وصولاً الى اللواء وسام الحسن، وكأنه ليس بصدفة ان تصدر هذه المذكّرات في ذكرى اغتيال جبران تويني لتؤكد المؤكد من نوايا الاجرام ومحاولات الالغاء المستمرة واستباحة الحريات'. من ناحيته، قال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في حديث الى 'القدس العربي' تعليقاً على مذكرات التوقيف السورية ' أول ما سمعت الاتهامات ضد الرئيس الحريري والنائب صقر سألت ما المقصود منها ؟ هل المساواة مع ما يقومون به تحت مسمى واجب جهادي؟ أو أنه تحضير لاغتيال كما حدث مع الشهيد وسام الحسن ومن سبقه ؟ وقد تبيّن لي أن الخيار الثاني هو الارجح'. وأكد ' أن مطالعة القضاء اللبناني أعادت تصويب اتجاه الملف، بعد أن كان واضحاً أن ثمة محاولة لإسقاط الجانب السوري من هذا الملف، وتبييض صفحة نظام بشار الأسد'. ولفت مكاري الى 'أن النائب عقاب صقر في ردّه على حملة التزوير حلّق في مؤتمره الصحافي وإنقض على من يقفون وراء الحملة، وبدلاً من أن يكون طريدة أصبح هو الصيّاد وأحرج القائمين بالحملة لأنهم فضح تزويرهم'.