حينما نتحدث عن الأم، التي لطالما تغنى بدفء حنانها وعطائها وتضحياتها، الشعراء والكتاب، نجد بعض فناناتنا العربيات قد برعن في تجسيد دورها، وتأكيد مكانتها سينمائياً، وعبر دراما الشاشة الصغيرة، فترجمن بحق معنى "ست الحبايب"، كما تغنت الفنانة الراحلة، فايزة أحمد، قائلة: يا حنينة وكلك طيبة، يا رب يخليك يا أمي. وما يلفت النظر أن أكثر من أدى دور الأم في الشاشة العربية لم يتزوجن ولم ينجبن، ولكنهن برعن في الأداء ليشعرونا أنهن بالفعل أمك وأمي بتلقائيتهن ومصداقيتهن. السطور التالية تحمل تقريراً عن أبرز اللائي أديّن هذا الدور، عبر الفن السابع والشاشة الصغيرة، ليتركن بصمات واضحة للأجيال المقبلة، أكسبتهن حب الجماهير العربية العريضة. أم الشاشة العربية أمينة رزق هي فنانة الزمن الجميل، وكان لقبها "أم الشاشة العربية "، ورمز الأم الحنون، وستبقى في وجدان المصريين رمزاً للتراجيدي، من خلال تاريخها الفني الطويل، ورأوا فيها وجهاً مصرياً بسيطاً وحناناً جارفاً، وتعبيرات مليئة بمشاعر الأمومة، ومن أعمالها الخالدة، دعاء الكروان، الجنة تحت قدميها، بداية ونهاية، أما فردوس محمد فهي الصوت الدافئ الرخيم مع طيبتها، فنجحت في الاحتفاظ بمكانة متميزة في قلوب وعقول الجميع، وانتزاع الدموع والشجن من المشاهدين، وقدمت دور الأم لأغلب فناني السينما المصرية، فكان لقبها "أم السينما المصرية"، ومن أعمالها: غزل البنات، وصراع في المينا، ورد قلبي، كما تعتبر كريمة مختار آخر أمهات السينما والدراما العربية، فهي تعترف أن ملامحها وموقف المخرجين منها هما السبب وراء تكرار تجسيدها لشخصية الأم، التي جمعت بين الطيبة والتسامح، وتنوعت أدوارها في السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أعمالها فيلم "الحفيد"، و"بالوالدين إحساناً"، وأخيراً حصدت إعجاب الجمهور العربي بأدائها المتميز لشخصية "ماما نونة"، في مسلسلها الشهير "يتربى في عزو". سيدة المسرح السوري برعت منى واصف في تأدية أدوار الأم على شاشة التلفزيون، بدءاً من هجرة القلوب إلى القلوب، ونهاية رجل شجاع، وليالي الصالحية، وأمهات 2005، وحظيت بشهرة عربية مدوية بفضل فيلم "الرسالة" لمصطفى العقاد، وكان لقبها "سيدة المسرح السوري"، وكرمت في احتفالات عدة في العالم العربي، وعن نجاح حفيظ، التي حققت حضوراً محبباً منذ البدايات الأولى لانطلاقة التلفزيون السوري، وشاركت في بطولة مسلسل "صح النوم"، بجزأيه، واشتهرت بدور "فطوم حيص بيص"، وتميزت بدور الأم الطيبة الحنون، التي تعاني من الظلم والقهر، واشتهرت بدموعها السخية، التي تميز شخصيتها الفنية، ورفضت خلال تجربتها الطويلة القيام بأدوار شريرة حتى لا تشوه صورتها أمام المشاهد، الذي عرفها في أدوار الأم الحانية. سعاد عبد الله ممثلة كويتية تعد من أبرز الفنانات في الخليج، وعرفت عربياً منذ أكثر من عشرين عاماً في عدة أعمال كويتية شهيرة، وكان من أهم أعمالها "خرج ولم يعد"، و"خالتي قماشة"، إضافة إلى تجسيدها أدواراً في أهم المسرحيات الكويتية، كما جسدت دور الأم ببراعة في العديد في العديد من الأعمال الدرامية، منها مسلسل "زوارة خميس"، ومسلسل "أم البنات". أمهات بلا أبناء كثيرون لا يعلمون أن معظم من قدمن شخصية الأم من الفنانات الكبار، لم يكن لهن أبناء، فهن أمهات على الشاشة فقط، من بينهم: فردوس محمد، وأمينة رزق، التي عاشت حياة طويلة من دون زواج، ومديحة يسرى، التي فقدت ابنها وهو في ريعان الشباب، وقد يكون نجاح الفنانات في دور الأم يرجع إلى إحساسهن بالحاجة لهذه المشاعر، وهذا ما حدث مع شادية، فقد تزوجت ثلاث مرات، ولكن لم تنجب، كما نجحت في تجسيد دور الأم نجمات مثل: سعاد حسنى، ونبيلة عبيد، ويسرا، وإلهام شاهين، رغم أنه ليس لديهن أبناء، وبالنسبة للفنانات السوريات، فقد كانت سمر سامي من الفنانات اللواتي ندرن أنفسهن للفن رغم تجسيدها دور الأم، وكذلك الفنانة نادين خوري فهي ليست أماً ولا متزوجة، إلى جانب النجمات الشابات السوريات اللواتي جسدن دور الأم، وهن غير متزوجات، منهن شكران مرتجى، ومرح جبر، ونسرين طافش. البيان الاماراتية