الخميس 27 مارس 2014 03:10 مساءً تغطية/ عبدالقادر باراس استأنف منتدى "الأيام" نشاطه بعدن مساء أمس الأربعاء أولى ندواته الخاصة بدور الشباب في مستقبل الجنوب بمشاركة عدد من الشباب ورواد المنتدى و أكاديميين ومن منظمات المجتمع المدني بعدن. افتتح الندوة الكاتب الأستاذ نجيب اليابلي، مرحبا بالحاضرين ومؤكداً على اهمية دور الشباب في الجنوب، وعبر عن سروره في ان تدشن "الأيام" أولى فعالياتها الثقافية كبادرة لقرب معاودة الصحيفة للصدور داعياً الشباب للمثابرة نحو العمل المؤسسي والذي من خلاله الوصول إلى الهدف في تحقيق طموحات وتطلعات الشعب وناقش المشاركين في الندوة عدد من المداخلات في ذات الشأن والتي ركزت بمجملها على أهمية وتوعية الشباب في الحياة السياسية العامة والمعوقات التي يواجهونها، وتفعيل دورهم لخدمة قضيتهم، ومستعرضين مستوي العلاقات المفقودة بين الشباب ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وقال الكاتب نجيب اليابلي: (أن فاتحة لقاءات "الأيام" لتداول موضوع هام عن دور الشباب ومستقبل الجنوب ونحن بحاجة إلى رفد دماء جديدة، فالقوى البشرية لابد ان تجدد نفسها، فعندما نتحدث عن دور الشباب في الجنوب المنشود الذي نريد، جنوب حي، اسوة بالمجتمعات الحية، واعطي مثالا لشعوب أوروبا الشرقية عن كيفية انتقالهم السلس الخالي من الدماء، وكذا ناتجهم القومي الذي حققوه، وهذا ما نطمح من جنوبنا الجديد). وكان المتحدث الأول في الندوة، الإعلامي ردفان الدبيس، قال: "أن هناك فهم خاطئ لدى الشباب عن النضال حيث أصبح من يقطع الطريق يعتبره نضال، وتسأل من أوصل الشباب إلى هذه المرحلة التي وصل إليها اليوم، نحن اليوم نحتاج للكثير من الندوات مثل هذه الندوة التي تكرمت بها أسرة "الأيام" لتوعيتهم وتأهيلهم تأهيلا صحيحا. فمنذ اجتياح الجنوب عمل نظام صنعاء على محاربة الانسان في الجنوب، ولأن الشباب يمثلون الشريحة الأكبر في الجنوب فتم استهدافهم وكذا نشر المخدرات واغوائهم بطرق عدة بقصد تغييبهم عن واقعهم" وتساءل الإعلامي الدبيس عن سبب تغير ثقافتنا وتاريخنا في الجنوب، وظهور تصرفات لا تمثل عاداتنا وثقافتنا، ودعا الدبيس الشباب اليوم لحمل مسئولية كبيرة في توعية ومراجعة الثقافة التي نشرها المحتل بين أوساط الشباب لانهم عماد المستقبل ثم استطرد الدبيس عن واقع الشباب اليوم وشعوره بالألم من جراء تدني ثقافتهم واسلوب تصرفاتهم حتى في تعاملهم مع اسرهم، واختتم مداخلته عن حاجة الشباب إلى كثير من الندوات لاهمية دورهم وتحملهم زمام الأمور". فيما تحدث عدد من نشطاء الشباب المشاركين في الندوة كان منهم الناشط ،غسان الشعيبي،عن معاناة كثير من الشباب الجنوبي بسبب التهميش والإقصاء حتى أصبح البعض عقليته هشه فيها قصور سياسي، معتقدا أن السياسة عند الكثير من الشباب ضعيفة نتيجة واقعه وحاله بسبب تراكمات نتيجة اقصاءه واستبعاده بالكامل في كل مناحي الحياة حتى بقيت ثقافته محصورة مع اسرته فقط، وفقدانه لثقافة وهوية بلده "الجنوب" على الرغم من كل ذلك خرج لنصرة قضيته منذ انطلاق الحراك في العام 2007م فهؤلا يحتاجون من أبائهم ومجتمعهم الوقوف معهم ومساندتهم والتوجيه الصحيح والتأهيل، فكثير من الشباب يتطلع إلى جنوب جديد، ليس الجنوب الماضي، لهذا عليه تنقية نفسيته حتى يجعلها نظيفة من نكبات الماضي ويتحلى بسعة صدره ليقبل الجميع، علينا ان نمد ايادينا للجميع لأن هناك من الشباب يعمل بصمت كل ذلك لأجل مشروعنا القادم "جنوب جديد". الصحفي ماجد الشعيبي: قال "واصفا جيل الشباب الحالي ب"جيل النكبة" سبب ذلك القصور مع ابائهم حتى فقدنا التواصل معهم، وضحينا على وهم في الميادين كان سببه فقداننا الثقافة التي جعلتنا غير قادرين على إدارة المرحلة. وورثتنا من الماضي تاريخ مثقل من الجراح والاخفاقات، فماذا عملوا الشباب حتى يكونوا جيل يعتمد عليه، فهم يحتاجون إلى مراجعة أنفسهم وإعادة الثقة وتصحيح الأخطاء، حتى قيادات الحراك لم تعطي فرص لتدريب الشباب، فلهذا علينا في الفترة القادمة أن نعد التواصل فيما بيننا ونسد الثغرة". فيما تحدث الناشط حسين الدياني قائلا: "الان اصبح كثير من الشباب يتبعون لمكونات عدة حتى أصبحوا متخبطين بسبب تبعيتهم لافراد حتى وظف للأسف بعض منهم لمصالحه الشخصية، وهذا سهل من اختراقهم، كل ذلك بسبب غياب الوعي والمرونة في التعاطي مع العمل السياسي، كان يفترض من الشباب التواصل مع المنظمات الدولية الذي من الممكن إيصال فكرتهم". فيما جدد الناشط مهدي الخليفي، ثقته بأن الشباب لديه القدرة في أن يقود المرحلة القادمة بعيداً عن خلافات الماضي ومطالبا بأن يكون هناك تواصل بين الشباب من جانب والمثقفين ليكونوا حجر الاساس لثورتنا ونصرنا القادم بإذن الله فالاهم من هذا كله ان شباب الجنوب لديه عزيمة قوية واصرار وتوجه نحو بناء المرحلة القادمة للجنوب دون عنصرية وإقصاء، ودعا الاعلاميين والمثقفين للتواصل مع الشباب ومشاركتهم في دورات تدريبية وتسخيرها لهدف قضيتنا. الناشط عبدالرحيم العولقي، طالب الشباب على التواصل مع الجميع وبالذات مع المنظمات والانخراط بالندوات والدورات لكسب معارف ومهارات تفيدهم، كما حت دور الكتاب على توجيههم بهدف تسخير طاقاتهم لخدمة قضيتهم وليس تسخيرهم لخدمة افراد، وعلى المثقفين وان يبتعدوا التخوين. الناشط الإعلامي محمد هشام باشراحيل، المدير التنفيذي لمؤسسة "الأيام" للطباعة والنشر، استعرض من خلالها أهم المعطيات المتعلقة بأوضاع الشباب، ومشاكله التي يعانيها نتيجة السياسة الممنهجة بهدف تجهيله، وقال: " بأن الشباب يحتاجون إلى دورات توعوية للتخطيط الاستراتيجي، وحاجته إلى تأهيل، فلا نريد شباب ينساق للعواطف كما نراه من نتائج خاطئة بسبب عواطفهم المندفعة، علينا أن نوعّي ونشارك الجميع، ما لم لن ينجح، فما نراه في الواقع أعمال خاطئة وغير منظمة، فلابد أن يعمل الشباب ويتواصل مع المجتمع الدولي بمنظماته المختلفة لإيصال رسالته حتى يتضح هدفه بطريقة صحيحة". كما اعتبر الناشط عبدالرؤوف زين، "أن الشباب هم الفئة المستهدفة في أي ثورة إن اراد المجتمع أن يدير الوطن فالمستهدف هو الشباب، وان ارادوا الرفعة والازدهار للوطن فالفئة المستهدفة إرضائهم هم أنفسهم. فالمشكلة الحقيقية لمستقبل الشباب في أن الكبار يمارسوا دور الوصاية والتبعية عليهم، وينظروا لهم نظرة عدم ثقة وأنهم بحاجة للإستشارة، فيما أن الشباب هم من يملكون ادوات الثورة. وعلى الآخرين الابتعاد عن عقلية الاقصاء، وحث على الشراكة مع الفئات العمرية "الكبار" بانسجام". كما طرحت في الندوة عدد من المداخلات من قبل الاكاديميين ورواد المنتدى، كان منهم من تحدث، د. محمود شايف، استاذ في علم الفلسفة بجامعة عدن قائلا: ( من قبل لسنا بحاجة إلى إعادة التذكير بالدور التي لعبته صحيفة "الأيام" وساهمت في تبصير وتوعية القضية الجنوبية إذ فضحت مواطن الفساد واظهرت قضايا المواطن. الحقيقة يشعر جميعنا بالفخر والاعتزاز بأن هناك شباب يفكر بوعي ، وهم أفضل من ان يعبروا ما بانفسهم لكنهم بحاجة إلى وعي وارشاد، ففئة الشباب هم المحرك وهم الحاضر والمستقبل وهم الضمانة للرهان على المستقبل. وعن كيفية مساعدتهم عليهم ان يثبتوا بأن لديهم طاقة، ولديهم الاستعداد على التضحيات لنصرة قضيتهم فهم أكثر من الذين ضحوا ولا زالوا قرابة 60% هم من فئة الشباب. ومع ذلك نحن بحاجة إلى أن نبتعد عن عقلية الماضي ونحاول ان نساعد هؤلاء "الشباب" ونبعدهم من الوصاية .. علينا أن ننظر الشباب كما هم وليس كما نريد نحن. ونساعدهم كما يفكروا ونوجههم، وهذاعتقد لن يحصل إلا بالتفاف إلى مشروع سياسي وبالعمل المؤسسي. فالسؤال المطروح كيف يفكر الشباب وكيف ينظر لمستقبله وماهي وجهة نظرهم لواقعهم، اعتقد الكل يدرك هذا التساؤل، لكن لا يستطيعون الإجابة. نريد من الشباب أن يتخلوا من امراض الكبار وان لا يلبسوا عباءاتهم ولا نريدهم ان يكونوا شقاة عند الكبار، هم بحاجة إلى مشروع التفاف يعبروا فيها عن هويتهم ويمنحوا لأنفسهم المشروعية، فهم بحاجة إلى تأهيل أنفسهم). وتحدث د. سمير الشميري، استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عدن، قائلا: "الحديث عن الشباب هو حديث عن المستقبل، سبق غيري وتفضل في التحدث عن أن هناك بعض الجهات تسعى إلى تدمير الشباب ومستقبلهم، حقيقة لدينا اشكاليات كثيرة يواجهها الشباب، حزنت واشعر كغيري بألم فيما قاله بعض الشباب عن التقصير من قبل الكبار في ارشادهم وتوجهيهم. يوجد في حياتنا خلل كبير وفي التوازن الاجتماعي، حقيقة توجد قداحة لدى الفعل السياسي كما يضن الشباب المنظمون لتنظيمات شبابية بألوانها المختلفة، نعم هناك اهمال في الوعي السياسي وأهمال في الثقافة ، فعندما نسير بدون وعي نكون بعيدين عن المنهجية وبالتالي تتكاثر وتتجسم الاخطاء وبالتالي نأكل بعضنا البعض حتى اصبنا بتقهقر الوعي وهذا ما يعانيه الحراك ، نحن بحاجة إلى وعي سليم ننهج نهجا سليما ونقدم نموذج في الشرف والاستقامة ونظافة اليد". ومن جانب أخر شرح في الندوة الأستاذ قيس محمد ميسري، من رواد المجتمع المدني، بعضا من تجارب التاريخ عن دور الشباب وعرج على التغييرات التي رأى أنه ينبغي فهمها، وذكر ما يعانيه شبابنا وما أصابه تعود لظواهر ما بعد الحرب العالمية الثانية في كثير من بلدان اميركا الجنوبية وأيضا الجنوب وبلداننا العربية مرت بنفس المرحلة، كانت نتيجتها السماسرة السياسيين، وإذا أردنا أن نقيم شبابنا علينا أن ندرس جميع الاوضاع ونشخص العلل. فيما تحدث النقابي والشخصية التربوية والرياضية عبدالجبار سلام، عن أهمية تدريب الشباب في كيفية محافظتهم على نضالهم السلمي ويبتعدوا عن الفوضى واقترح على أن يكون هناك دورات تدريبية لاخراج قادة ميدانيين من الشباب لتعمم على جميع المحافظات والمديريات لتدريبهم على التنظيم والارشاد في أثناء الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية وسير الفعاليات والمسيرات. فيما أعرب ناشر صحيفة "الأيام" الأستاذ تمام محمد علي باشراحيل، في ختام الندوة امتنانه لاستضافة منتدى"الأيام" الشباب وابدأ تعاونه في حشد همم الشباب للمشاركة في الوصول إلى هدفه خاصة في وقت يمر الجنوب بمرحلة دقيقة ومؤكدا على وجود دور فعّال للشباب في صناعة المستقبل. كما وتطرق في حديثه عن دور ومستقبل الشباب ورأى هنالك حاجة لإعطاء الشباب 30% في تعزيز مشاركتهم في بناء الجنوب لما يمثله دورهم وطاقتهم، ولا بد من اشراكهم ومساعدتهم لصنع مستقبلهم دون وصاية وتبعية، داعيا الشباب التسلح بالعلم والاخلاق دونه لن تبنى الاوطان، ليختتم كلمته بقوله "أن أسرة "الأيام" مقبلين على معاودة الصدور خلال الأسابيع القادمة إن شاء الله ونعتزم على نهجنا الذي خطيناه منذ البداية مع إتاحة أكثر بمشاركة الشباب وإعطائهم مساحة للتعبير عن أرائهم وتطلعاتهم، ومن خلالي سأكون سندا لهم ومشرفا على ذلك. عدن الغد