الدوحة - الراية: على الرغم من التأكيدات المتكررة لهيئة الأشغال العامة "أشغال" قبل البدء وأثناء مراحل التنفيذ وبعد انتهاء مشروع طريق سلوى، باعتماد الهيئة أحدث الأنظمة لتصريف مياه الأمطار، كشفت المياه التي أغرقت شارع سلوى عن أن الحديث عن هذه الأنظمة للاستهلاك الإعلامي فقط وأنه لا وجود لأنظمة تصريف مياه الأمطار على أرض الواقع، حيث اعتمدت أشغال نظاما بدائيا وأساليب تقليدية في سحب المياه وامتلأت الشوارع بمعدات الشفط وسيارات السحب وعشرات العمال، ما يدحض الادعاءات بوجود أنظمة حديثة متطورة عالمية المستوى تتناسب مع مشاريع بنية تحتية تكلفت المليارات. فقد أثار انتشار سيارات سحب المياه واتباع الأساليب التقليدية التي عفى عليها الزمن لسحب تجمعات المياه من أحد أكبر المشاريع الحديثة في الدولة وتداول الصور التي أظهرت المواطنين والمقيمين وقد تعطلت سياراتهم في الأنفاق وهم بداخلها وعائلاتهم وسط برك المياه، استياء الكثير من المواطنين الذين انتقدوا اعتماد "أشغال" أساليب تقليدية في مشاريع كبرى تكلف الدولة المليارات. كانت أشغال أصدرت بيانا عقب غرق شارع سلوى في مياه الأمطار بأنها قامت بتحريك فرق الطوارئ فور تجمع مياه الأمطار في شارع سلوى لسحب المياه من شبكة تصريف المياه السطحية بواسطة المضخات وضخها لأقرب محطات الصرف. وأكدت أنه تم بالفعل تنفيذ شبكة تصريف عميقة لاستيعاب المياه السطحية ومياه الأمطار بمشروع طريق سلوى بالكامل وبأقطار للأنابيب تصل إلى عدة أمتار، وهذه الشبكة موصولة بشبكة صرف منطقة بوهامور، إلا أنه نظراً لعدم تنفيذ وصلة شبكة بوهامور إلى البحر حتى الآن، فإن هذه الشبكة تستخدم حالياً لاستيعاب مياه الأمطار وتخزينها داخل الأنابيب فقط كحل مؤقت إلى حين اكتمال تنفيذ وصلة شبكة الصرف إلى البحر، وفي حالة امتلاء هذه الأنابيب خلال فترة وجيزة بكميات كبيرة من مياه الأمطار كما حدث، يتم الاستعانة بمضخات خاصة يتم نقلها إلى موقع تجمع المياه لكي تضخ المياه من خط صرف طريق سلوى إلى أقرب شبكة صرف وخفض كميات المياه داخل هذه الأنابيب. وفيما أغرقت مياه الأمطار معظم الشوارع الرئيسية والفرعية والداخلية بمعظم المناطق والأحياء السكنية، فضلا عن الطرق السريعة والمحاور المرورية الهامة في الدولة وأسفرت عن وجود تجمعات عميقة للمياه وعرقلتها لحركة السير في الشوارع والدوارات وإصابة الكثير من الطرق بالشلل، تباهت البلديات بعد هطول الأمطار بكميات المياه التي قامت بسحبها من الشوارع بالطرق التقليدية من خلال تسيير الآليات والمعدات لسحب تجمعات مياه الأمطار، لا سيما في الشوارع الحديثة التي يفترض أن تتمتع ببنية تحتية قوية ومتطورة وشبكات تصريف حديثة. وقال مواطنون إنه بدلا من تكليف الدولة الأموال الباهظة في تسيير أساطيل الآليات وسيارات شفط المياه ومئات العمال لسحب المياه من الشوارع التي تكلف إنشاؤها المليارات، كان على البلديات الاستعداد للأمطار ولأي ظروف طارئة من خلال تهيئة وصيانة مناهيل تصريف المياه التي عجزت عن مقاومة الأمطار.. مشيرين إلى أن عربات سحب المياه والعمال بالشوارع توحي وكأننا في غابر الأزمان لا في بلد متطور ينفق مليارات الريالات على مشاريع البنية التحتية. جريدة الراية القطرية