في خضم الشائعات التي تتناقلها الأفواه وتطبيقات التواصل الاجتماعي، حول انتشار فيروس كورونا في مدينة جدة؛ تقف وزارة الصحة من الناحية الإعلامية، مكتوفة الأيدي ومهزومة، وكأنها لا تملك المعلومة والإحصائيات الدقيقة، لقد بثّت تلك الوسائل كميات كبيرة من المعلومات الخاطئة والمشوّشة التي أصابت كثيرًا من المواطنين بالخوف والذعر. عندما لا يعرف المواطن الحقيقة، ولا تأتي المعلومة الصحيحة الدقيقة من الجهة المختصة؛ فإنه يقع فريسة لتلك الشائعات، وينتابه الخوف على نفسه وأسرته. وما زاد الطين بلة، أن كثيرًا من الأطباء والممرضين العاملين في مستشفى الملك فهد بجدة، كانوا يتطوعون بنقل معلومات غير دقيقة عما يدور في أروقة المستشفى، ووزارة الصحة، والجهات المختصة بمكافحة الفيروس والأمراض الوبائية. وبحكم وظائفهم، فإن لهم مصداقية كبيرة، غير مشكوك فيها، في أذهان المواطنين.. فحينما ينقلون المعلومات حول الأمراض والفيروسات، أو فيما يجري خلف الكواليس في كياناتهم الطبية؛ لا يتبادر إلى أذهان الناس إلا تصديقهم، والمواطن لا يعرف أنه يرتكب بهذه الثقة خطأ كبيرًا، فقد يكون أولئك المنتسبون إلى الكيان الطبي في أقسام بعيدة عن الأماكن المختصة بمكافحة تلك الأمراض أو الفيروسات؛ فيكون ما ينقلونه معلومات مستقاة من الشائعات المنتشرة في المستشفى؛ لتنتشر بين الناس. ما يؤخذ على وزارة الصحة -للأسف في هذه الأزمة- أنها ظهرت أمام حالة انتشار فيروس كورونا في مدينة جدة، من غير فريق مؤهل لإدارة الأزمات من الناحية الإعلامية، لا نشك في أن هناك فريقًا مؤهلاً لمواجهة الأزمة من الناحية الطبية، ولكن ذلك لا يظهر للناس، ولا يُخفِّف من هلعهم ومعاناتهم، ولا يساعد على تفهم المواطنين وسرعة استجابتهم خلال هذه المرحلة الحرجة. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (60) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة