بعد 36 عاما، تم تعيين شخص من خارج الاسرة الحاكمة في السعودية لتولي رئاسة جهاز الاستخبارات في السعودية، وذلك بعد تنحية الأمير النافذ بندر بن سلطان. عواصم (وكالات) واخيرا وبعد أشهر من غياب "بندر بن سلطان" رئيس جهاز الاستخبارات في المملكة العربية السعودية، عن الاوساط والمحافل واجتماعات مسؤولي آل سعود، وانتشار تسريبات بتنحيته عن منصبه، أصدر العاهل السعودي بتاريخ 15 أبريل/نيسان 2014 حكما اعلن فيه إعفاء "بندر بن سلطان" من رئاسة جهاز الاستخبارات وتكليف شخص غير معروف تقريبا يدعى الفريق أول يوسف الادريسي بإدارة جهاز الاستخبارات. المعلومات قليلة بل نادرة عن يوسف الادريسي الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات السعودي، الذي كان فيما سبق نائبا للرئيس السابق للاستخبارات، بندر بن سلطان. فللمرة الاولى منذ 1977 يتولى هذا المنصب شخص من خارج الأسرة الحاكمة في السعودية، وقبل هذا التاريخ تولى هذا المنصب حمد بن عبدالله العيبان، وسعيد بن عبدالله كردي، وعخمر بن محمود شمس وهم من خارج الأسرة الحاكمة. وقد تم تعيين يوسف الادريسي نائبا لرئيس جهاز الاستخبارات السعودي، بتاريخ 5 اكتوبر/تشرين الثاني 2012، فيما تمت ترقيته الى رتبة فريق أول بتاريخ 15 يوليو/تموز 2013. يوسف الادريسي من اصول مصرية، حيث سافر جده يوسف بن محمد الحرشة من صعيد مصر الى منطقة جيزان، لزيارة اقاربه من الادريسيين، الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة آنذاك، وقد ساهم يوسف بن محمد الذي اصبح فيما يوسف بن محمد الادريسي، في انضمام جيزان الى السعودية وساعد في توطيد حكم الملك عبدالعزيز فيها، فقربه وأدناه، وكان مخلصا للملك، وكذلك أصبح ابناؤه مقربين من الأسرة الحاكمة. ورغم ذلك ومقارنة بمكانة بندر بن سلطان بين الامراء السعوديين، فلابد من القول ان ثقل يوسف الادريسي اقل بكثير ولا يمكن مقارنته مع بندر. ويبرز هنا السؤال الملح: لماذا يتم تعيين شخص من خارج أسرة آل سعود وبمستوى سياسي منخفض، لرئاسة منصب هام كرئاسة جهاز الاستخبارات، وخاصة في هذه الفترة الراهنة الحساسة في المنطقة؟ ان اول رسالة تريد ان تبعثها الرياض من وراء هذا القرار، تقول ان السعودية لا تريد او لا تستطيع، أن تعزز جهاز استخباراتها بموازاة نمو التطرف، وتقرع طبول التطرف كما في السابق، وقد أدركت ان نار التشدد والتطرف قد تطال يوما أذيال السعوديين. /2926/ وكالة انباء فارس