يعيش اللاجئون الفلسطينيون في قطاع غزة وضعًا إنسانيًا قاسيًا، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في أوساطهم. غزة (فارس) وأفاد مراسل وكالة أنباء فارس، بأن المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، كشف له النقاب عن أن 75% من لاجئي غزة يعيشون "تحت خط الفقر". ويتجاوز عدد اللاجئين الفلسطينيين في غزة ال 1,300,000، ويشكلون ما نسبته 78% من سكان القطاع. وتُظهر البيانات المختلفة أن مخيمات اللاجئين في غزة – التي أنشئت عام 1948م في أعقاب الهجرة - الأكثر فقرًا مقارنة مع سكان الريف والحضر. ولفت أبو حسنة إلى أن 80% من اللاجئين في غزة يعتمدون في تلبية احتياجاتهم ومعيشتهم على مساعدات "الأونروا" سواءً الغذائية أو التعليمية أو الصحية. وتشير هذه النسبة إلى مدى الخطورة في حال تقليص الخدمات الخاصة بوكالة الغوث الدولية، وهو ما يتم بالفعل، وبشكل تدريجي وملحوظ خلال السنوات الأخيرة، بدعوى الضائقة المالية أو نقص التمويل المقدم من الدول المانحة. ونوه أبو حسنة إلى أن ل"الأونروا" دور حيوي ومهم جدًا في غزة، مبينًا أن 235 ألف طالب من القطاع ملتحقين بمدارسها، ناهيك عن خدمات التشخيص والعلاج الطبي التي تقدمها عياداتها. وفي مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، استوقفتنا حكاية الطالبة هيام (اسم مستعار)، التي تكافح في سبيل مواصلة مسيرتها التعليمية الجامعية رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وتقطن هيام، في منزل مكون من تسعة أفراد، فيما تعتمد أسرتها على المساعدات الغذائية التي تقدمها "الأونروا". وتروي هذه الطالبة تفاصيل معاناتها قائلةً:" تبدأ فصول الحكاية مع بدء الفصل الدراسي، حيث يضطر والدي لاستدانة مبلغ مالي كي أدفعه كقسط للجامعة يتيح لي التسجيل، بعد ذلك تبدأ عملية توفير الكتب والمراجع، والتي اعتمد فيها على بعض الصديقات اللواتي انتهين من المادة". وتشرح هيام كيف أنها تضطر للذهاب مرة واحدة أسبوعيًا للجامعة كي تواكب المحاضرات التي أخذتها زميلاتها طوال الأسبوع كي تراجعها في البيت، مشيرةً إلى أن صديقاتها يقدرن سبب تغيبها، ووضع أسرتها الاقتصادي السيئ، الذي لا يتيح لها المجيء يوميًا فيتعاون معها ويساعدنها كثيرًا. وتحتاج هذه الطالبة إلى 20 شيكلًا يوميًا (5 دولارات أميركية) إذا ما قررت الذهاب إلى الجامعة ك(مواصلات ومصروف بسيط)، وهو الأمر الذي لا يستطيع والدها العاطل عن العمل تأمينه. وأوضحت هيام أن أحد أشقائها يعطي أمها كل شهر مبلغ 100 شيكل، تقوم الأم بدورها بإعطائه لابنتها كي تستغله في الذهاب الجامعة، وهو الأمر الذي يعطيها حافزًا أن تتقدم ولا تخيب رجاء والدتها التي تحرم نفسها كي تتقدم ابنتها. وتقول هذه الطالبة المكافحة:" لديّ عزيمة في أن أنهي تعليمي الجامعي، وأرجو الله في أن أوفق وأحصل على وظيفة أعوض فيها أمي عن هذا البذل، وأقوم بسداد الديون المتراكمة على والدي"، مضيفة:" لأولاد عمي ديون مالية كبيرة على أبي، بسببي". وفي أحد أزقة مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، لفت انتباهنا اللاجئ المسن أبو العبد حمد (68 عامًا)، الذي كان يجلس أمام باب منزله المتواضع، وتعكس ملامح وجهه التي تكسوها التجاعيد الكثيرة حالة الفقر والبؤس التي يعيشها معظم سكان القطاع المحاصر. وبيَّن حمد أنه تعود كل يوم الجلوس على باب منزله الصغير - الذي يسكنه عدد كبير من الأفراد غالبيتهم من الأطفال - هربًا من الضجيج والإزعاج، خاصةً أنه فقد عمله منذ إصابته في قدمه عام 2001م برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي. ونوه إلى أن الوضع الاقتصادي في الوقت الحالي تغير كثيرًا عن السابق بعدما كان العمل البسيط يكفي لسد حاجات الأسرة، لكن اليوم الأمر مختلف تمام فهناك ارتفاع كبير في الأسعار. وأشار المسن حمد إلى أن حاله وحال أبنائه العاطلين عن العمل بات صعبًا بسبب الظروف الاقتصادية المتدهورة التي يعيشها قطاع غزة، وعدم وجود عمل ثابت يعتاشون منه. وكالة الانباء الايرانية