حوار خاص.. رئيس التجمع الوطني في لبنان: تركيبة النظام تجعل انتخاب رئيس الجمهورية مرتهناً بالخارج اعتبر رئيس التجمع الوطني الديموقراطي في لبنان الدكتور غسان جعفر ، ان طبيعة التركيبة البنيوية المعقّدة للنظام اللبناني القائمة على المحاصصات الطائفية والمذهبية، منذ الاستقلال والى اليوم، واستقواء بعض اطرافه الداخليين بالخارج جعلت موضوع انتخاب الرئيس ، مسألة مرتهنة بالخارج. بيروت (فارس) واضاف جعفر ، في حوار خاص مع وكالة فارس، ان هذه المسألة تنتظر التوافقات والتسويات الاقليمية والدولية، و"نعني بها التفاهمات والتقاربات الايرانية – السعودية والايرانية الاميركية والسورية". واردف ، بالتالي، نرى ان انتخاب رئيس "صنع في لبنان" هو بمثابة تكاذب لبناني بامتياز، برعت الطبقة السياسية الحاكمة بامتهانه منذ زمن. وتابع قائلا: "اذن بعد انجاز الانتخابات البرلمانية العراقية بنجاح ، رغم التحديات الارهابية ، نحن بانتظار انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية في اواخر أيار والرئاسية السورية في 3 حزيران. بعد هذه الفترة ، يصبح لبنان على جدول اولويات القوى الفاعلة اقليميا ودوليا، ويتم عندئذ التعامل مع الملف اللبناني ، على ضوء نتائج وتداعيات تلك الانتخابات، وخصوصا في الساحة السورية". وعند سؤاله عن احتمال السقوط في مرحلة الفراغ الرئاسي، اشار الى انه وفي ظل الانقسام العمودي للقوى السياسية اللبنانية، بين مجموعتي 8 و14 آذا ، واصرار الأخيرة على الاستمرار بترشيح شخصية استفزازية ، بتوجيهات واضحة من السعودية و السفارة الاميركية في بيروت ، وعدم امتلاك اي من الطرفين القدرة على تأمين النصف زائد واحد الكفيلة باختيار رئيس جديد للبلاد ، وعلى ضوء المعطيات التي ذكرتها في اجابتي على السؤال الاول ، لا توجد امكانية عملية لانتخاب الرئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية في 25 ايار الجاري. وبالتالي ، ستدخل البلاد في مرحلة الفراغ الرئاسي، لمدة تطول او تقصر، تبعا لسرعة حصول التوافقات الخارجية حول شخص الرئيس العتيد للجمهورية. وفي هذه الاثناء، تقوم الحكومة مجتمعة بمهام الرئاسة. وتابع قائلا انه وعند الاتفاق على اسم رئيس الجمهورية، سيتم فرض "القناعات" الخارجية، على الاطراف المحلية، وتظهير هذا الاختيار، من خلال عقد جلسة تشريعية "شكلية" لقوننة وتكريس اختيار الرئيس. والجدير بالذكر أنه منذ الاستقلال وما قبله أي في فترة الانتداب، لم يتم اختيار رئيس للبلاد، من دون تدخل خارجي. وحول من هو المرشح الاكثر قرباً الى تحمل هذه المسؤولية الوطنية اليوم، اعتبر جعفر ان العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح ورئيس حزب التيار الوطني الحر، هو المرشح الاكثر قربا الى تحمّل المسؤولية الوطنية والذي يحفظ سلاح المقاومة بمواجهة تهديدات العدو الصهيوني ، والذي تتوفر فيه خصال وسمات الكفاءة والنزاهة ونظافة الكف والقوة والتصميم والارادة الصلبة في القضاء على الفساد وقيام دولة مقاومة ديموقراطية قوية قادرة وعادلة. لكن الظروف السياسية الراهنة داخليا واقليميا ودوليا، ليست لصالح مجيء الجنرال عون رئيسا" للبلاد. واوضح ، انه يتردد حاليا اسما الوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد جان قهوجي، كمرشح توافقي، يحظى بدعم من الرئيس نبيه بري والوزير وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يلعب دور بيضة القبان الداخلية، التي ستحسم أمر انتخاب الرئيس المقبل للجمهورية، بعد وضوح التوازنات الخارجية ووصول التوجيهات المناسبة لزعيم المختارة. / 2811/ وكالة الانباء الايرانية