انطلقت في العاصمة العراقيةبغداد دعوات لجلسة برلمانية طارئة لبحث تواصل العمليات العسكرية في الفلوجة بالترافق مع تحذيرات من تكرار السيناريو السوري في العراق، بينما حوّلت قوى سياسية مقراتها لإغاثة المواطنين وسط تقديرات أميركية بمقتل أربعة آلاف شخص، ثلثهم من الأطفال منذ بداية العام الحالي. وقدرت مجلة «نيوزويك» الأميركية أن أربعة آلاف شخص ثلثهم من الأطفال، قتلوا في الفلوجة منذ بداية المعركة فيها في ديسمبر 2014 الحالي»، مشيرة إلى أن «باحثين مطلعين على الأوضاع هناك يؤكدون أن ما يتراوح بين 20 إلى 30 في المئة من أولئك القتلى هم أطفال». ونقلت المجلة عن مندوبة منظمة «هيومن رايتس ووتش» في بغداد، ايرين ايفيرس، قولها: إن «نتيجة الاقتتال في الفلوجة أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة»، لافتة إلى «البيانات الحكومية لا تقر بسقوط ضحايا مدنيين لكنها تعطي أرقاماً عن قتلى المسلحين فقط». ملاحقة المسلحين في المقابل، أكد رئيس الحكومة نوري المالكي، أن القوات العراقية ستبقى تلاحق عناصر«داعش» لحين القضاء عليهم في الأنبار والعراق عامة. وقال المالكي، في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، على هامش لقائه بقائد القوات المركزية الأميركية الجنرال لويد اوستن، إن «القوات العراقية وجهت ضربات قاصمة للإرهابيين من القاعدة وداعش ومن يتعاون معهم»، مبيناً أنها ستبقى تلاحقهم حتى القضاء عليهم. من جانبه، أكد قائد القوات المركزية الأميركية استمرار التعاون بين البلدين، واستعداد بلاده لدعم الجيش العراقي تسليحاً وتدريباً، وتابع «أن المعركة ضد الإرهاب معركة مشتركة، ولابد من استئصال هذه الجماعات لأنها تشكل خطراً، ليس على العراق فحسب، بل على المنطقة برمتها». إلى ذلك، قال ائتلاف متحدون للإصلاح (بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي) أنّ ما يجري في مدينة الفلوجة وضواحيها من قصف عشوائي ودمار وقتل واستهداف للمدنيين الأبرياء «كارثي... ووصل الأمر إلى استهداف للعائلات الهاربة من نار الحرب، وإلى استخدام أسلحة غير تقليدية كالبراميل المتفجرة التي تذكر بقصف النظام السوري لمناطق واسعة في سوريا». و، مشيرا إلى أنه«يجري اتصالات مع الأطراف السياسية لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة الأزمة وامتداداتها من أجل تطويق تداعياتها السلبية.. إغاثة المواطنين في الأثناء، قالت كتلة الكرامة التي يتزعمها رجل الأعمال والسياسي خميس الخنجر، عن تحويل مكاتبها في الأنبار والمحافظات الست «المنتفضة» إلى «مكاتب إغاثة» للجرحى في الفلوجة، نتيجة العمليات العسكرية. صد التقدم وبحسب مصادر من الفلوجة، أن الجيش وقوات «سوات» والشرطة الاتحادية والصحوات تحاول التقدم من عدة محاور لاقتحام المدينة، كالمحور الغربي في منطقة الفلاحات والمحور الجنوبي في النعيمية، والمحور الشمالي في منطقة السجر، إلا أنَّ المسلحين مازالوا يصدون زحفها. ويؤكد شهود عيان من داخل مدينة الفلوجة أن «الجيش والقوات المرافقة له لم تفلح في التقدم أو مسك الأرض إطلاقاً في كل المحاور التي حاولت التقدم من خلالها، الأمر الذي دفع بالجيش إلى التراجع». جرافيك البيان الاماراتية