رافقت صناعة الزجاج الإنسان منذ عصور ما قبل التاريخ، ولكن ما وصل إلينا من التحف الزجاجية في حضارات العالم قليل قياساً بالتحف التطبيقية المصنوعة من مواد أخرى كالخزف والمعادن، وباعتبار أن أواني الزجاج مهما كثرت تتهشم بسهولة، وقد يعاد صهرها مرة أخرى، وصناعة الزجاج من الفنون التقليدية الشديدة التمسك بأساليبها الصناعية الأولى وخاصة قبل العصر الحديث فذات الأساليب الصناعية من نفخ في القالب والقطع ظلت ملازمة لها، وهو ما أضفى نوعاً من الصعوبة عند محاولة تأريخ التحف الزجاجية، خاصة عند افتقادها الزخارف غير النمطية. د. أحمد الصاوي (القاهرة) شهدت التحف الزجاجية في العصر الإسلامي بعض الطفرات الصناعية والفنية، بدءاً من العصر الفاطمي بمصر والشام، وإن لم تصلنا تحف معتبرة من هذين الإقليمين إلا مع العصر الأيوبي قبل أن تبلغ أوج نضجها الفني في عصر دولة المماليك. ولا يعني ذلك اختفاء طرق الزخرفة القديمة كلياً، إذ ظلت كؤوس وقوارير تنتج بأسلوب النفخ الحر مع اعتماد الزخرفة اللونية المشابهة لعروق الرخام، كما نرى في كأس رشيقة النسب بين قاعدتها الضيقة وفوهتها المتسعة وكذلك قارورة عطر ذات عنق قصير وضيق وكلاهما ينسب إلى مصر أو بلاد الشام في القرن الثامن الهجري. أسلوب التلوين وتخطت صناعة التحف الزجاجية حواجز الجمود الصناعي والزخرفي مع بدايات العصر الأيوبي، خاصة في بلاد الشام عندما ابتكر الفنان المسلم أسلوب التلوين بالمينا والتذهيب معا وطبقه في إنتاج القوارير والكؤوس والقنينات ثم في صناعة المشكاوات بدءا من العصر المملوكي. ... المزيد الاتحاد الاماراتية