رام الله (الاتحاد، د ب أ) - منعت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية عضو البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» الفلسطينية عن مدينة الناصرة حنين زعبي من خوض الانتخابات المقرر إجراؤها يوم 22 يناير المقبل بدعوى اتخاذها «خطوات مناهضة لإسرائيل»، خاصة مشاركتها في رحلة «أُسطول الحرية» الإنساني الدولي إلى قطاع عزة عام 2010 التي أحبطتها قوات بحرية إسرائيلية بهجوم على السفينة التركية مافي مرمرة أسفر عن مقتل 9 ناشطين أتراك وإصابة آخرين بجروح. وصوت 19 من أعضاء اللجنة تأييداً لمشروع قرار بأن حنين الزعبي، القيادية في حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» الناشط في الأراضي المحتلة منذ عام 1948، غير مؤهلة للترشح وصوت 9 أعضاء ضد ذلك وامتنع واحد عن التصويت. وقدم نواب من الأحزاب الإسرائيلية المتشددة وبينها «الليكود» بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبات تدعو إلى تجريدها من الأهلية بسبب تصريحاتها وأفعالها المتطرفة المزعومة ضد إسرائيل. وقالت زعبي «إن قرار لجنة الانتخابات المركزية استبدادي، ويعبر عن انتقام سياسي وليس عن أي منطق قانوني، وهو مناقض للديمقراطية ويفتقر لأي شرعية ويجسد طغيان الأغلبية، التي تحاول ضرب تمثيل المواطنين العرب، وتحديد من هم ممثلينا الشرعيين، ومن هم غير الشرعيين». وأضافت «نحن لن نقبل أن يحدد لنا أحد ممثلينا، وشرعيتنا نأخذها من شعبنا وليس من أي جهة أخرى، هؤلاء العنصريون عليهم أن يعرفوا أننا لن نتزحزح قيد أنملة عن قناعاتنا وعن نضالنا من أجل المساواة التامة، ومن أجل حقوق شعبنا الفلسطيني الذي ننتمي إليه». وخلصت إلى القول «نضالنا من أجل إنهاء الاحتلال وإنهاء الحصار، نفتخر ونعتز ونتشبث به، وهو الطريق الوحيد الممكن لتحقيق الديمقراطية. أنا فخورة بما قمت به، ولن نقبل بمواطنة ولا بديمقراطية تبترنا عن انتمائنا وعن شعبنا، وأنا أشعر بالازدراء تجاه محاولات وقرار منعي من الترشح، هذا القرار سيتم الاستئناف عليه للمحكمة العليا الإسرائيلية، ولا يوجد أي مبرر لكي تصادق المحكمة عليه. نحن واثقون من نهجنا ومن نضالنا ومن دعم شعبنا لنا». واستنكر الوسط الفلسطيني المفروضة عليه الجنسية الإسرائيلية القرار لأنه يكشف مرة أخرى توجه المؤسسة الاسرائيلية العنصري الذي يفرض على الفلسطينيين خيار الاقصاء عن الحياة السياسية أو تفصيل ممثليهم على مقاس سياسة التطويع والتهميش. وقال رئيس «لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية» في فلسطينالمحتلة عام 1941، محمد زيدان «إن شطب حنين زعبي ومصادرة حقها في الترشّح هو دليل على أن الدولة (الإسرائيلية) تتجه نحو تكميم الافواه وتقليص حيز الديمقراطية وحرية العمل السياسي، ويندرج ضمن سياسة اليمين المتّجه نحو الفصل العنصري». وأضاف «هو ضمن العقلية التي تمارسها المؤسسة الحاكمة بأحزابها العنصرية ضد المواطنين العرب ومن يمثل الجماهير العربية، ودليل على انهم يمارسون العنصرية، ونحن نستنكر قرار اللجنة العنصري، ونأمل في أن ترفضه المحكمة العليا الإسرائيلية وتثبت الحق الديمقراطي والذي يعطي المواطنين العرب حرية اختيار مرشحيهم». وقال عضو «الكنيست» مسعود غنايم «إن القرار عنصري، وقرار سياسي واضح للانتقام من أعضاء الكنيست العرب كلهم عبر حنين زعبي». وأضاف «هذا القرار مرفوض وغير مقبول، نحن نعلم أن التجمع سيستأنف ونتمنى أن تبقى حنين مرشحة للانتخابات».