عدد المشاركين:0 تسبب في إحجام الغرب عن مساعدتهم التاريخ:: 15 يونيو 2014 المصدر: ترجمة:عوض خيري عن «الإيكونوميست» في البداية كان تقدم النظام السوري على الأرض بطيئاً جداً، إلا أنه وعلى مدى الأشهر التسعة الماضية استطاعت قواته إحراز تقدم ملموس، بفضل قوات الميليشيات الشيعية اللبنانية، مثل «حزب الله»، والعراقية امدعومة من القوات الإيرانية و«جيش الدفاع الوطن». قبل عام طردت قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد الثوار من القصير، الواقعة على الحدود مع لبنان، وبحلول شهر مارس من هذا العام تم طردهم أيضاً من منطقة القلمون، الأمر الذي أدى لقطع خط إمدادهم، ويواجهون الآن خطر التعرض للاختناق في حلب، المدينة الشمالية التي يتقاسمها النظام والثوارعلى مدى العامين الماضيين. وتعتمد قوات النظام على الدعم الخارجي (يأتي أساسا من إيران وروسيا) وتستخدم تكتيكات قتالية وحشية، بما في ذلك استخدام غاز السارين والبراميل المتفجرة ضد المدنيين وحظرعبور المساعدات إلى سورية من تركيا. إلا أن لدى الأسد مزايا أخرى تتمثل في استراتيجيته واضحة المعالم على خلاف الثوار، كما يتمتع بدعم سخي من حلفائه، ولا يعاني نظامه من الانقسامات الداخلية التي يعاني منها الثوار. سوريون يبتعدون عن النظام والمعارضة على الرغم من أن العديد من السوريين في دمشق لا يحبون النظام، إلا أنهم أيضا لا يفضلون المعارضة كثيراً، والتي يعتقدون بأنها تشوهت وخسرت، أو على الأقل لن تستطيع الانتصار في ساحة المعركة. وقبل كل شيء يريد العديد من السوريين أن تتوقف الحرب الآن بأي ثمن. ويقول أحد قادة الثوار في حي القابون بدمشق، ويدعى أبو حمزة، «إننا نفهم إن الناس في نهاية المطاف بحاجة إلى الطعام»، مبرراً انضمام المقاتلين إلى المجموعات الإسلامية المتطرفة مثل «جبهة النصرة». ويبدو أن الوحشية وليست الشرعية الوهمية التي فاز بواسطتها الرئيس بشار الأسد في الانتخابات هي أحد الأسباب في بقائه في السلطة حتى الآن. خلال الأشهر الستة الماضية أو نحو ذلك، تحول الثوار من حربهم ضد الأسد ليفتحوا جبهة أخرى ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وهي المجموعة الأكثر تطرفاً من بين الجماعات الجهادية الأخرى، والتي تضم أعداداً كبيرة من المقاتلين الأجانب. حتى «جبهة النصرة»، والتي باركها تنظيم القاعدة كذراع رئيسي له في سورية، صارت تقاتل ضد «داعش». ويبدو أن وجود الجهاديين بين الثوار السوريين جعل الغرب وبعض الدول العربية تتردد في إرسال المزيد من المساعدات العسكرية للثوار، لأنها تخشى من أن تنتهي تلك المساعدات في الأيدي الخطأ. أما تركيا، والتي تسيطر على طرق الإمداد الرئيسية للثوار، فقامت بإغلاق ثلاثة معابر يسيطر عليها «داعش»، كما وضعت «جبهة النصرة» في القائمة السوداء واعتبرتها مجموعة إرهابية. وفي الآونة الأخيرة، بدأ حلفاء المعارضة الرئيسيين، وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية، في توسيع جهودهم لمساعدة من يرون أنهم يستحقون الدعم. وزاد من حماسهم الحرب التي يشنها الثوار على «داعش». وبذل الداعمون جهوداً تنسيقية لمساعدة الثوار على نحو أفضل. ويجري تدريب عدد متزايد من مقاتلي الثوار في كل من شمال وجنوب سورية، وفي الأردن وبعض دول الخليج، وتم تزويد الثوار بالمال لدفع الرواتب، كما تم تزويدهم بأسلحة مضادة للدبابات، وإن كانت حتى الآن بكميات محدودة. وفي الوقت نفسه، سرت شائعات بأن المانحين الخليجيين قطعوا التمويل عن بعض الجماعات الإسلامية الأكثر حماساً، بما في ذلك «الجبهة الاسلامية»، وهو تحالف تسيطر عليه الجماعة السلفية، المسماة «أحرار الشام». ونتيجة لذلك، استطاع الثوار، لا سيما من يتلقون دعما متجدداً، أن يحرزوا تقدماً ضئيلاً في كلا من شمال محافظة حماة، وجنوب وغرب إدلب وحلب، وكذلك في القنيطرة الواقعة على مقربة من الحدود مع إسرائيل. بيد أن المساعدات التي تم تقديمها أخيراً لم تفعل سوى القليل جداً في تغيير ميزان القوى لمصلحة المعارضة المسلحة، إلا أن هذه المساعدات استطاعت أن تغير من حراك الثوار. وفي المقابل تم إحياء الجماعات المعتدلة التي تلاشت من المكان، مثل حركة «حزم»، أو تلك التي كادت أن تتلاشى منذ ستة أشهر، مثل «جبهة ثوار سورية». وفي الوقت نفسه بدأت مجموعات أخرى تسعى لتصوير أنفسها على أنها أكثر اعتدالا، بما في ذلك الإسلاميين. وفي 17 مايو الماضي وقع ائتلاف عنهم وثيقة مبادئ، ويقول رئيس المكتب السياسي ل «الجبهة الإسلامية» في اسطنبول، محب الدين الشامي إن الهدف من هذه الوثيقة هو «إعادة التأكيد على الأهداف الأصلية للثورة المتمثلة في إسقاط النظام واستعادة الحرية». كما وضعت جبهة جنوبية تضم جماعات معتدلة من دمشق وأقصى الجنوب، ميثاق شرف. ويتمثل القلق الأكبر للحكومات الغربية لاسيما أميركا في أن هذه الحرب الأهلية قد تفضي إلى انتشار الإرهاب عند عودة المقاتلين إلى مواطنهم الاصلية وكذلك في سورية. وبالتالي فإن هذه الحكومات تحرص على أن يحل محل «داعش» مجموعات من الثوار أكثر اعتدالا. ومنذ يناير هذا العام تزحزحت «داعش» عن محافظة إدلب ومدينة حلب، واضطرت للانسحاب إلى الريف شرق تلك المدينة والعودة إلى معقلها في الرقة في أقصى الشرق، وهي المحافظة الوحيدة خارج السيطرة الكلية للأسد. ودرجت «داعش» على مهادنة النظام، إلا بالكاد في الوقت الذي تشكل قوة استخبارات وتخوض معارك ضد مجموعات مناوئة لها من الثوار من أجل السيطرة على دير الزور، وهناك بعض الشواهد التي تشير ضمنيا أنها تتعاون مع نظام الأسد. وانضم بعض الثوار المناهضين ل «داعش» الذين فقدوا نصف قواتهم إلى هذه الجبهة الجديدة، وتدعم «داعش» نفسها من أموال الفدى الضخمة التي تحصل عليها من عمليات اختطاف الصحافيين، وعندما تشتبك مع القوات الحكومية فإن هدفها الأساسي هو الحصول على الأسلحة وليس الاستيلاء على الأرض. ويقول أحد مواطني دير الزور «هذه هي أيام المجرمين، داعش والأسد هم الفائزون». وهناك علامة استفهام كبيرة تحوم حول نوايا الداعمين الرئيسيين للمعارضة، لا سيما أميركا. ويقول المسؤول بمجموعة الازمات ببروكسل، نوح بونسي، إن «من شأن أي نهج استراتيجي أن يتضمن زيادة الدعم للفئات غير الأيديولوجية التي تتمتع بالمصداقية». إلا أن السياسة الأميركية لا تزال مترددة في تقديم الدعم للثوار، ويبدو أن (الرئيس الأميركي باراك) أوباما قبل القاء خطابه عن السياسة الخارجية الأميركية في 28 مايو، تردد مرة أخرى في مساعدة الثوار. ويعتقد المحللون في واشنطن أن السبب في ذلك هو أن الادارة الاميركية تريد بالفعل تقديم مساعدات كافية للثوار ليصبحوا بمثابة قوة فعالة لردع الإرهابيين مثل جماعات «داعش»، ولكن ليس هناك ما يؤكد أن الثوار قادرون على ترجيح كفة الميزان بشكل حاسم ضد الأسد. ويعتقد رئيس هيئة الدفاع بالقوات المسلحة البريطانية المتقاعد، ديفيد ريتشارد إن الادارة الاميركية «إما أن تخلق جيشا أو لا تفعل أي شيء». إذا استمرت الثوار في تلقي الأسلحة الخفيفة فقط، وعدد قليل من الأسلحة المضادة للدبابات من دون أي أسلحة مضادة للطائرات، فإن وضع الثوار سيكون دفاعياً لا غير، وإن بعض الشرائح من الأراضي ستسيطر عليها الفصائل المتناحرة، بما في ذلك «داعش»، و«جبهة النصرة» وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يبدو أنه يتعاون مع الأسد ويسيطر على أجزاء من الشمال. واستطاعت «جبهة النصرة» في الجنوب استقطاب أعداد لا بأس بها من المقاتلين لأنها تدفع رواتب للمقاتلين تتراوح بين 100و200 دولار شهرياً. وفي النهاية سيتمخض الوضع عن فوضى دموية لا يفوز فيها أحد. عدد المشاركين:0 Please enable JavaScript to view the comments powered by Disqus. comments powered by الامارات اليوم