يعد حي الغورية أحد أشهر الأحياء المصرية القديمة التي أسسها السلطان قنصوه الغوري، آخر سلاطين المماليك، قبل خمسة قرون وتحديداً في عام 1501م، ويعتبر من الأحياء ذات الصبغة الإسلامية؛ حيث يضم بين جنباته العديد من الآثار الإسلامية من العصر المملوكي، وقد سميت الغورية بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها السلطان الغوري، ويقع حي الغورية في منطقة الأزهر، وهو الحي الوحيد من بين أحياء القاهرة القديمة الذي استطاع المحافظة على تراثه وهويته من العصر المملوكي وحتى الآن، كما يغلب على الحي الطابع الشعبي في أعمال البيع والشراء والتجارة، لذلك هو مقصد لمن يريد شراء سلع ترتبط بتجهيز العرائس والمنسوجات. كما أنه مقصد للسياح الذين يعشقون المشغولات اليدوية. ويضم حي الغورية العديد من الحارات الشهيرة، مثل حارة «العقادين» وحارة «الفحامين» و«التربيعة» التي تعرض المنسوجات والعطور والحُلي والأعشاب والأنتيكات. وقد انتعشت الحالة الاقتصادية في عهد السلطان قنصوه الغوري؛ نتيجة لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح على يد البرتغاليين؛ وقد تصدى السلطان الغوري لهم وهزمهم في موقعة «دير البحرية» عام 1508 م بالقرب من سواحل الهند، حيث إنه لم يمكث بعدها سوى ثماني سنوات، حيث قتل في موقعة «مرج دابق» شمال مدينة حلب في صراعه مع السلطان سليم الأول العثماني عام 1516 إثر خيانة قائد ميمنة جيشه «خاير بك». شواهد أثرية ورغم عشق السلطان الغوري للفن والأدب والشعر والطرب والسمر، اتسع عشقه ليشمل فنون العمارة المختلفة وجمالياتها، فهناك المدرسة المعلقة التي تقع عند تقاطع شارع الغورية مع شارع الأزهر وأسسها عام 1503 م، حيث تدرس فيها المذاهب الفقهية الأربعة، ويوجد بها صحن واسع تقام فيه الصلوات، ويوجد أسفل المدرسة حوانيت تم تأجيرها بغرض الإنفاق على الأثر، وهناك مسجد: «الفكهاني» الذي أسسه الخليفة الفاطمي «الظافر» عام 594 هجرية، وقد عرف بهذا الاسم نسبة إلى «الخربوطلي» باشا نسبة لوقوعه في سوق الفاكهة إبان العصر المملوكي. كما يوجد في مواجهة المدرسة قاعة للاجتماعات وسبيل يعلوه كُتاب لتحفيظ القرآن، بالإضافة إلى ضريح أعده السلطان الغوري لنفسه، غير أنه دفن في الشام عقب هزيمته في موقعة مرج دابق الشهيرة. وكالة الغوري ... المزيد الاتحاد الاماراتية