حذر أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح من النار المشتعلة في الاقليم على الكويت قائلا انها «تلفحنا» كما عبر عن استياءه الشديد من تهدين الوطن والدستور وانشغال وسائل الإعلام في تناقل الاتهامات على خلفية قضية التسجيلات وتزاحم الدعاوى القضائية بين عدد من أقطاب أسرة الصباح ومسؤولين سابقين. وحذر في خطاب للشعب الكويتي أمس من تمزيق مجتمع الكويت إلى «فئات متناحرة وطوائف متناثرة» في ظل المشاحنات السياسية ونشر الشائعات قبل أن يقول القضاء كلمته في قضية «التسجيلات» والتي أقطابها رئيس الوزراء جابر المبارك، ونائب رئيس الوزراء وزير النفط السابق الشيخ أحمد الفهد. وأكد أنه لا خير في حرية تهدد أمن الكويت. ووجه أمير الكويت كلمة مفاجئة للشعب الكويتي في مسعى لوقف اللغط الذي يشغل الكويت منذ أيام حيال القضية المعروفة بقضية التسجيلات التي تحوّلت إلى معركة قضائية بين أقطاب في أسرة آل صباح وأقطاب سياسيين سابقين وصلت حد تبادل الدعاوى القضائية ونشر كشوف حسابات تتضمّن مزاعم عن تبديد المال العام والفساد.. وحذّر من الحرية المنفلتة التي تشيع الفوضى والخراب وتطال القضاء، وطلب من الكويتيين وقف الخوض في القضايا المتداولة حتى يقول فيها القضاء كلمته. وقال أمير الكويت في كلمته التي بثّها التلفزيون الرسمي في العاشرة من مساء أمس: «لا خير في حرية تشيع الفتنة والتعصب وتجلب الفوضى والخراب والدمار». وبعدما عبّر الشيخ صباح الأحمد عن ألمه مما وصفه بالتصرفات والممارسات غير المسؤولة «بينما الكويت تتعرض لأخطار جسيمة وتواجه تحديات خطيرة ونيران مشتعلة» حولها، قال: «لا خير في حرية تهدد أمن الكويت وسلامتها» و«لا خير في حرية تنقض تعاليم ديننا وشريعتنا» و«لا خير في حرية تهدم القيم والمبادئ والأخلاق» و«لا خير في حرية تتجاوز القانون وتمس احترام القضاء» و«لا خير في حرية تشيع الفتنة والتعصب وتجلب الفوضى والخراب والدمار»، وشدّد على أنّ «الحرية والمسؤولية صنوان لا يفترقان وإلا فسوف تكون الفوضى بديلاً للحرية ويكون الدمار بديلاً للبناء ويحل الجدل والصراع بديلا للحوار والإنجاز». وركّز على حتمية البعد «عن الفجور في الخصومة وعن الفحش في القول» وشدّد على عدم التهاون تجاه الاعتداء على المال العام، طالباً انتظار كلمة القضاء في القضية. وقال: إنه تابع «ببالغ الاستياء والقلق والحزن الشديد ما شهدته البلاد مؤخرا من توتر ولغط وسجال وادعاءات حول وقائع تشكل إن صحت جرائم خطيرة لا يمكن السكوت عليها أو التهاون بشأنها لأنها - وأقول إن صحت - تهدد أمن الوطن ودستور الدولة ومؤسساتها وسلطاتها العامة وتمس القضاء المشهود له بالنزاهة والامانة». في إشارة إلى الدعاوى المتبادلة بين أقطاب سياسيين حول قضايا تخص الاختلاسات المالية وقضية التسجيلات. وقال: إنه لمس لدى المواطنين الكويتيين قلقا جراء التوتر والجدل العقيم وعدم الاستقرار الذي يكاد يصيب الدولة ومؤسساتها بالجمود ووجوب الخروج من هذه الدوامة لتنطلق مسيرة العمل والبناء والتنمية الشاملة. ودعا الجميع إلى أن يكفوا عن المجاهرة بالخوض في قضية التسجيلات باعتبار ان القضية برمتها تحت يد النيابة العامة. إلا ان الشيخ الصباح لفت إلى أن قضية قد تكون لها مفاعيلها في الأيام المقبلة، حيث أكد أنه أصبح واضحا ان الاصرار على اثارة هذه القضية وامثالها ونشر الشائعات حولها رغم احالتها الى النيابة العامة بالاضافة الى تواتر افتعال الاحداث والازمات لا يمكن أن يكون أمرا عفويا أو وليد الساعة بل هو جزء من مخطط مدروس واسع النطاق يهدف الى هدم كيان الدولة ودستورها وتقويض مؤسساتها وزعزعة الامن والاستقرار فيها وشل أجهزتها والقضاء على القيم والثوابت التي بني على أساسها مجتمع الكويت ونزع ثقة المواطنين في مستقبل بلادهم واضعاف الوحدة الوطنية وتمزيقها فئات متناحرة وطوائف متناثرة وجمعات متنازعة حتى تصبح الكويت لا قدر الله لقمة سائغة وفريسة سهلة للحاقدين والطامعين. وعبر عن أسفه من «حدوث هذه التصرفات والممارسات بينما الكويت تتعرض لأخطار جسيمة وتواجه تحديات خطيرة فالنيران المشتعلة حولنا يكاد لظاها يصلنا والمشردون من ديارهم تجاوزت أعدادهم الملايين والضحايا يتساقطون مئات يوما بعد يوم». البيان الاماراتية