لاتزال ودائع البنوك تمثل الخيار الاستثماري الآمن الذي يفضله معظم المستثمرين برغم تدني نسبة الفائدة عليها، بسبب توافر السيولة حالياً في القطاع المصرفي، فقد شهدت الودائع نمواً ملموسًا بواقع 7 .8% إلى 3 .1162 مليار درهم بنهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقارنة مع 1070 مليار درهم بنهاية عام 2011 وبزيادة مقدارها 3 .92 مليار درهم . وقال مصرفيون وخبراء مال واستثمار إن الودائع تعدّ الوسيلة الاستثمارية الأكثر أماناً بالنسبة للمستثمرين، على الرغم من تراجع أسعار الفائدة عليها إلى مستويات تراوح بين 1 % إلى 2 %، مشيرين إلى أن الودائع تمكن العملاء والمستثمرين من تحقيق عوائد ثابتة وحماية مضمونة في ظل حالة التذبذب والمضاربات التي تشهدها أسواق الأسهم المحلية، وكذلك الإقليمية المتأثرة بالأحداث السياسة التي تشهدها المنطقة . محمد النعيمي: مؤشرات إيجابية يعكسها نمو الودائع قال الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي نائب الرئيس التنفيذي للبنك العربي المتحد إن من أبرز المؤشرات الإيجابية في تحسن مستويات السيولة في الدولة، هو ارتفاع نسبة الودائع لدى البنوك بنسبة 10% عن الأشهر العشرة الأولى من العام الجارى . وأوضح أن المستثمرين يفضلون حالياً الودائع نتيجة تقلبات أسواق الأسهم التي تعاني شحاً في السيولة منذ فترة، مؤكداً أن أبرز ما تؤكدة زيادة مستويات الودائع، هو توافلر السيولة في القطاع المصرفي ما يعكس متانة هذا القطاع . وأوضح أن ودائع العربي المتحد نمت بحدود 20% خلال الأشهر التسعة الاولى من العام الجاري إلى 8 مليارات درهم مقابل 7 .6 مليار درهم في نهاية العام الماضي، حيث سيستمر البنك في زيادة حجم ودائعه عبر استقطاب عملاء وودائع جديدة عبر برامج محفزة بما يدعم خطة النمو للبنك . وأشار الشيخ محمد النعيمي إلى أن البنوك وزيادة حجم الودائع يعكس المناخ القوى ومتانة القطاع المصرفي في الدولة الذي يمثل عصب الاقتصاد الوطني، فتوافر السيولة يعني ضخ مزيد من التمويلات إلى القطاعات الاقتصادية المختلفة بما يخدم عجلة الاقتصاد الوطني . زياد الدباس: تحرير الودائع مرهون بتحسن أسواق الاسهم قال المحلل المالي لبنك أبوظبي الوطني زياد الدباس إن الركود المصاحب لأسواق الأسهم حاليا دفع العديد من المستثمرين إلى اختيار الودائع كقناة استثمارية آمنة، مشيرا إلى أن المستثمر بدأ بتقبل أسعار الفائدة المنخفضة والتي تراوح حاليا بين 1% و5 .1% بدلاً من المخاطرة بأمواله في أسواق المال التي تشهد تذبذبات خلال الفترة الحالية . وحالة من الجمود وضعف التداولات . وأضاف أن المستثمرين تدافعوا على أسواق المال خلال أعوام الطفرة نظرا لارتفاع مستوى العائد، مشيراً إلى أن بعض المستثمرين يحتفظون حاليا بأموالهم على شكل ودائع منتظرين ما ستؤول إليه الحال في أسواق الأسهم، فإذا تحسنت ونشطت فإنهم سيقومون بسحب أموالهم ومزاولة نشاطهم في أسواق الأسهم . وأوضح الدباس أنه على الرغم من أسعار الأسهم الحالية والتي تعد مثالية للشراء فإن المستثمرين خائفون من ضخ استثماراتهم وسط تقلبات السوق وحركات التذبذب التي شهدتها خلال الفترة الماضية، الأمر الذي ساعد على بروز قنوات استثمارية أخرى كانت أبرزها الودائع البنكية . وأوضح أن وضعية السوق حالياً تتجه إلى التحسن وظهر نشاط على بعض أسهم الشركات المنتقاة . هيثم عرابي: تدني الفائدة سيدفع إلى هجرة أموال المودعين إلى الأسهم والعقار رأى هيثم عرابي الرئيس التنفيذي لشركة غلف مينا للاستثمار أن الانخفاض الكبير في سعر الفائدة على الودائع حالياً مقارنة مع فترة تداعيات الأزمة المالية، سيدفع إلى هجرة أموال المودعين من البنوك إلى قطاعات اقتصادية أخرى بحثاً عن عوائد أعلى، ويأتي في مقدمتها أسواق المال والمرشحة لتحقيق نسبة نمو مقبولة خلال العام الجاري، إضافة إلى الأدوات الاستثمارية الأخرى كالصكوك والسندات التي تجد رواجاً كبيراً لها حالياً . وأضاف أن المستثمر لن يقبل بتراجع القيمة الشرائية لأمواله نتيجة تآكل العائد على الودائع بفعل مستويات التضخم الآخذة في الارتفاع، ما يعني خسارة فعلية، فالعائد على الودائع ذات الاحجام الكبيرة للمستثمرين حاليا يكون في حدود 5 .0% فقط، فيما يراوح التضخم بين 5 .1%-2،5% . وأوضح هيثم عرابي أن العديد من المستثمرين ينتظرون الفرصة المناسبة للخروج بودائعهم إلى أسواق المال والاستثمار فيها، حيث إن الأسواق بدأت العام الحالي على ارتفاع، ولكن الفترة الماضية شهدت استقراراً وسط توقعات بالارتفاع التدريجي بعد فترة أعياد الميلاد، ليبدأ العام الجديد وسط تفاؤل بنشاط في الاسواق مقترن بالافصاح عن نتائج الشركات . محمد أميري: الاستثمار في الودائع يجنب المستثمر المخاطرة قال محمد أميري الرئيس التنفيذي بالوكالة لمصرف عجمان الإسلامي، إن المستثمرين يتجاوبون بصورة عامة مع الودائع، وبخاصة الثابتة بوصفها خياراً استثمارياً لا يضطرهم للدخول في مخاطرة غير محسوبة ويعرضهم لتحركات السوق العكسية، مثل الانخفاضات التي قد تشهدها أسعار الأسهم المحلية والاقليمية، مشيراً إلى أن البنوك يجب أن تعتمد على الودائع الطويلة الأجل في قراراتها الاستثمارية أو التمويلية حتى لا تتعرض إلى مخاطر مصرفية إذا كانت الودائع قصيرة أو متوسطة . وأوضح أن معظم الموظفين وبعض المستثمرين يفضلون حفظ أموالهم على شكل ودائع بنكية، عوضاً عن استثمارها في مشاريع أو قطاعات تؤدي إلى خسارة رأس المال، نظراً لما تتمتع به الودائع من درجة مخاطرة منخفضة جداً . وأكد أميري أن مصرف عجمان لا يقبل الودائع الكبيرة الحجم القصيرة الفترة التي لا تمثل أي إفادة للبنك بالاعتماد عليها في التمويل، بل على العكس تماما تزيد من الكلفة على المصرف .