سلسلة غارات امريكية على محافظتين يمنيتين    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من شبهات دعاة التقسيم التى يثيرونها ضد الجنوب العربى *
نشر في الجنوب ميديا يوم 31 - 12 - 2012


انور سلطان
ملاحظة اولية : حتى يكون الموضوع مركزا وضعت الاستطرادات الايضاحية فى الهامش وهى ليست معلومات اوافكار هامشية مكملة بل هى فى الحقيقة اساسية . وقد رقمت بارقام بين قوسين (...) .
تعتمد بعض الدعوات التقسيمية الان على نفس النهج الذى يتبعه الاحتلال ومختلف قواه فى اللحظة الحرجة الراهنة . هذا النهج يتمثل فى اثارة الشبهات حول اسم " الجنوب العربى " من اجل اسقاط المشروع الأساسي الذى يجسده ؛ وحدة واستقلال الجنوب العربى . فلا اصحاب اليمننة من الجنوبيين يعجبهم الاسم والمشروع ، ولا اصحاب المشاريع السياسية الاخرى التى تقوم على تقسيمه يعجبهم الاسم والمشروع كذلك . ولذلك يبدأون جميعهم بالتشكيك فى الاسم ذاته . فهذا الاسم والمشروع هو القاسم المشترك الذى يجمعهم فى العداء له . ولهذا لا نستغرب من اتحادهم فى شكل الهجوم حتى فى السب والشتم والاستنقاص والتشويه والتنفير وبث الكراهية والاحقاد تجاه حامليه ، والاعتماد على نبش الماضى واعادة التذكير به ، والهدف المشترك واحد هو اسقاط القوى التى تحمله .
ولقد تم الرد بشكل مفصل فى عدة مقالات على دعاة اليمننة . وهنا نناقش دعوة تقسيمية بصيغة جديدة هى دعوة الحضرمة التى تعادى بشكل علنى وصريح وحدة واستقلال الجنوب العربى ، وخصمها الاساسى وعدوها هم حامليه ، مشتركةً فى هذا الهم والهدف مع الاحتلال ذاته كما اشرنا اعلاه . ولا نستغرب الغزل الموجود بين بعضهم والاحتلال والتقارب النفسى .
فما هى شبهات دعاة الحضرمة التى تعادى اسم الجنوب العربى ومشروعه والتنفير منه ومن المتمكسين به . يمكن تلخصيها فى النقاط التالية :
الاولى - استخدام نفس الاسطوانة المشروخة التى تفرغ الاسم من مضمونة ، معتمدين على نصف منها (1) ، وهى القول ان اسم " الجنوب العربى " ينطبق فقط على " اتحاد الجنوب العربى " . ولذلك فالمنطقة تنقسم الى قسمين " الجنوب العربى وهو جنوب اليمن ، وحضرموت الكبرى (2) . والفارق بين دعاة اليمننة والتقسيم طفيف :
أ - ليس هناك جنوب عربى ، بل جنوب يمن وهو جزء من اليمن . ( دعاة اليمننة سابقا والاحتلال الان ) .
ب- ليس هناك جنوب عربى بل هناك منطقتنين : حضرموت ، وجنوب اليمن وان وجد اسم الجنوب العربى فهو لا يتعدى جنوب اليمن ويشكل جزء من اليمن (دعاة الحضرمة ) .
الثانية - ان بريطانيا اصدرت وعدين ؛ وعد باستقلال الجنوب العربى ، ووعد اخر باستقلال حضرموت .
الثالثة - ويبنون على الاكذوبتين السابقتين حكما لا يملك اى اساس سياسى او قانونى ، وهو قولهم : ان الجبهة القومية احتلت حضرموت . وكأن هناك دولة اسمها جمهورية حضرموت احتلتها جمهورية الجنوب العربى او جمهورية اليمن الجنوبى . فيجلعون الجبهة وهى مجرد مكون سياسى دولة . وهذه دعوى لا تحتاج الى ابطال فهى باطلة بذاتها وعلى كافة الاصعدة ومختلف وجهات النظر ومنها وجهة نظر القانون الدولى ، لو اعتمدت لاسقطت كل الدول القائمة بمجرد اطلاق هذه الدعوى .
هذا هو الاسم والمشروع الاصلى الذى اربكهم جميعا . وتفنيد كل هذه المغالطات لايحتاج الى كبير عناء ، فالامر واضح وضوح الشمس ، وما علينا الا الرجوع الى المشروع الاصلى وسوف تتضح الحقيقة بكل سهولة ويسر .
ان المشروع الرئيسى الذى ظهر فى بداية الخمسينات ، فى ظل تفكك المنطقة الى مشيخات وامارات وسلطنات ، كان يهدف الى توحيدها كلها فى دولة مستقلة واحدة . ولا مناص من اطلاق اسم سياسى موحد جامع مستقل لهذه المنطقة المراد توحيدها ، فالوحدة السياسية تتطلب وحدة الاسم ، والاستقلال يتطلب استقلال الاسم وتميزه . فاختار اصحاب هذا المشروع اسم : " الجنوب العربى " وشكلوا رابطة ابناء الجنوب العربى (نهاية الاربعينات) لحمل هذا المشروع السياسى والدفاع عنه والنضال فى سبيل تحقيقه . وبدأوا اولى خطواتهم الدولية فى 1959 م ، وانتهت باصدار قرار اممى بمنح الجنوب العربى استقلاله الدولى . ويمكن تلخيص هذا المشروع الوطنى فى جملة واحدة : وحدة واستقلال الجنوب العربى فى دولة مركزية واحدة .
استباقا للاحداث ارادت بريطانيا الالتفاف على المشروع الرئيسى خصوصا بعد ان رات نجاح الرابطة داخليا فى افشال بعض السياسات البريطانية (الانتخابات الشكلية فى عدن ) بالتعاون التكتيكى مع بعض القوى المختلفة معها (يشكل الاستعمار القاسم الرئيسى والعدو الاساسى) ، وتزايد شعبية الرابطة ومساعيها الدولية المبكرة . وكانت استراتيجية الالتفاف تعتمد على المسارعة فى توحيد هذه الكيانات كما هى فى كيان واحد وربطه باتفاقيات دفاع لتحتفظ بوجودها العسكرى فى عدن . وبدأت خطواتها فى انشاء هذا الاتحاد بالتزامن مع النضال الداخلى للرابطة وتحركها الدولى . وغنى عن القول ان الرابطة رفضت هذا المشروع البريطانى الالتفافى ، كما رفضته قوى اليمننة .
مشكلة الاسم واجهت بريطانيا (3) ، طالما هناك مشروع توحيد فلابد من اسم موحد ، فاختارت الاسم المتاح الذى وضعته الرابطة . واطلقته على الكيان الجديد " اتحاد الجنوب العربى " وعلى المنطقة التى لم تدخل اماراتها بعد الى الاتحاد : " محمية الجنوب العربى " . وعرفت المنطقة كلها بهذا الاسم الجديد (4) .
وعليه ، فعندما صدر القرار الاممى بمنح الجنوب العربى استقلاله كان يعنى الجنوب العربى كله ، ولايوجد اى تفصيل فى القرار ، فقد تعامل مع المنطقة كمنطقة واحدة وشعب واحد خاضع للاحتلال . ولو تعامل مع المنطقة كشعوب ودول مستقلة عن بعضها البعض لانشأت لجنة تصفية الاستعمار لجان فرعية خاصة بكل حالة ولكان لكل حالة قرار اممى بانهاء الاستعمار يخصها . ولم توجد الا لجنة فرعية واحدة منبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار خاصة بالجنوب العربى رفعت توصياتها وصدر بموجبها قرار واحد فقط لا غير .
نفس الامر ينطبق على وعد بريطانيا بمنح الجنوب العربى استقلاله (5)، فالقرار يعنى ارض واحدة وشعب واحد (6) ولايوجد قرارين اطلاقا . اين هما ؟ . على ان نتذكر ان وعد الاستقلال فى ذاته لا يمنح شرعية اطلاقا ، انما الشرعية تتمثل فى الشعب وحقه فى تقرير مصيره الخارجى والداخلى ، وكان قرار الامم المتحدة متوافقا مع هذه الشرعية التى حملتها القوى السياسية وعبرت عنها وبالتالى عبر عنها القرار الاممى كما هى ، فاذا كانت الامم المتحدة لا تمنح شرعية للشعوب بل الشعوب هى التى تمنح الامم المتحدة شرعيتها ، فكيف يمكن ان يكون قرار مستعمر فاقد الشرعية مصدرا للشرعية ؟
ومن كان لديه زعم بوجود قرارين للامم المتحدة او وعدين لبريطانيا (لا يمنحان الشرعية اصلا ) فاليثبته ، والا لن تكون هذه المزاعم الا محض اكاذيب (7) .
هذه هى الحقيقية التاريخية المجردة البسيطة ، وكانت وثيقة الاستقلال تتويجا لهذه الحقيقة البسيطة . وعندما ورد اسم " الجنوب العربى " فى بندها الاول كان يعنى هذا المضمون لايتعداه ولا يقصر عنه قيد انمله . رغم انه مضمون لا يحتاج الى وثائق ، ولكن من باب التاكيد ننوه الى ما نشرته جريدة الامناء فى عددها 179 الصادر فى 26 \12\ 2012 ، لقد نشرت وثيقة قانونية بريطانية توضح مضمون اسم الجنوب العربى ، ورد فيها التالى : " الجنوب العربى : يعنى مناطق الولايات المنظوية فى اتحاد الجنوب العربى ومناطق الولايات الاخرى ضمن محمية الجنوب العربى ، وجزر : بريم ، وكمران ، وكوريا موريا " أ ه .
هذا يعنى ان الاسم محدد تحديدا دقيقا لدى بريطانيا وعندما ورد فى وثيقة الاستقلال التى وقعت عليها بريطانيا ورد بهذا المعنى ، ووروده فى البند الاول كان لغرض قانونى بحت ، ذلك ان الاسم معتمد قانونا وعرفت بموجبه المنطقة ، فحتى تخلص مسؤوليتها القانونية وتنهيها تماما اوردته كما هو ولم تورد اسما اخر مكانه ، ولايمكن ان تشير فى وثيقة الاستقلال الى اسم لايوجد فى وثائقها يخالف الاسم المعتمد الجامع والشامل لجميع مناطق الولايات. ولذلك لم تستخدم اسم اخر اطلاقا لانه لا دلالة قانونية لاى اسم على كامل المنطقة سواه حتى اللحظة . وقد جاء فى وثيقة الاستقلال التالى :
البند (1) : يحصل الجنوب العربى على الاستقلال فى 30 نوفمبر 1967 م ويشار الى هذا اليوم فيما يلى بيوم الاستقلال .
البند (2) : تنشأ فى يوم الاستقلال دولة مستقلة تعرف باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بارادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتقام حكومة للجمهورية .
هناك ملاحظتان ، اولا : انه تم الاشارة الى الجنوب العربى فى البند الاول لانه الاسم القانونى المعتمد المحدد قانونا من قبل ، والاشارة الى الاسم الاخر الذى سوف يعتمد فى هذه الوثيقة عوضا عن اسم الجنوب العربى وبنفس دلالته ويحل محل الاسم القانونى الاول . وثانيا ان الاشارة الى الجبهة القومية بصفتها الممثل الشرعى لشعب المنطقة ( المحددة فى البند الاول ) والجبهة القومية قدمت نفسها على انها الممثل لشعب المنطقة من باب المندب الى حدود عمان واعترفت بريطانيا بهذا ، فهذا يعنى ان وثيقة الاستقلال هى للمنطقة وشعبها من باب المندب الى حدود عمان ( وان ادعت الجبهة ان ظفار من الجنوب فهذا امر اخر ، واعتراف بريطانيا مقيد بما هو تحت سلطتها والمحدد فى وثائقها ) .
وبالتالى فجميع الاراجيف حول مضمون اسم الجنوب العربى لاقيمة لها اطلاقا وانما هى محض افتراءات ، وهذا ينطبق اكثر ، ومن باب اولى ، على وثيقة الاستقلال لانها تنهى مسؤولية بريطانيا فى المنطقة ، ولن تترك بريطانيا ثغرة اطلاقا لجهابذة القانون ناهيك عن هواة المناكفات الاعلامية . ويكفى فقط اعتبار الجبهة القومية ممثلا لشعب المنطقة فى وثيقة الاستقلال لتدل على ان الاستقلال للمنطقة كلها .
وثيقة الاستقلال وحدها تقطع كل الشبه المثارة حول اسم الجنوب العربى وحول حقيقة الاستقلال : لاى منطقة ولاى شعب .
هوامش : ---------------------
* كلمة " من " فى العنوان تعنى التبعيض ، فهذه بعض منها لا كلها .
(1) حاول د.عيدروس النقيب تفريغ الاسم من مضمونه بالقول ان اسم الجنوب العربى لايعنى الا امرين : اما اتحاد الجنوب العربى واما كل جنوب الجزيرة العربية ! ولكن ان يعنى هذه المنطقة بحدودها الدولية المعروفة فهذا مرفوض من قبل عيدروس الذى يجهد فى ابقاء اليمننة ، ومرفوض من قبل من يريدون تقسيمه ، واعتمدوا على نصف مقولته الاول .
(2) (أ) يتمسك دعاة الحضرمة باسم " جنوب اليمن " وهو اسم اطلقه الامام عندما تحدث عن " جنوب اليمن المحتل " . فدعاة اليمننة تمسكوا بالاسم لاسقاط الجنوب العربى ، ونفس دعاة الحضرمة يتمسكون به لذات الغرض ، لان هذا الاسم الامامى هو القشة الوحيدة التى تسعفهم لمحاولة اسقاط اسم الجنوب العربى والهدف هو المشروع الذى يجسده ، ولكن دعاة الحضرمة اكثر توفيقا مثل الامام تماما ، لا لشئ الا انسجامه مع الخريطة ، فالمنطة تقع الى الجنوب من اليمن ، لقد تمسكوا بنفس المعنى الذى اراده الامام عندما حصره فى الاراضى الواقعة الى جنوب المملكة المتوكلية ولم يرد به الاراضى الاخرى . وبالتالى فهم يتبرعون بتسليم هذه المنطقة " لليمن " ويفرضون نفس الاسم الذى فرضه الامام على هذه المنطقة .
هذا الاسم المفخخ يجب ان يسقط الى الابد . فقد اطلقه الامام لكى يوحى ، بل يؤكد ، تبعية المنطقة له فى مواجهة الوجود البريطانى ليظهره انه وجود غير قانونى لانه يحتل ارض يمنية تابعة للمملكة المتوكلية . اما ان الوجود البريطانى باطل ، فهذا صحيح تماما مثلما هو صحيح بطلان دعوى الامام فى هذه المنطقة . هذا الاسم يعكس تنازعا بين قوتين لا ملصحة لشعب المنطقة فى اى منهما ، بل مصلحتهم فى استقلالهم عنهما جميعا . " جنوب اليمن " اسم غير صحيح اطلق اساسا لكى يجسد دعوى باطلة تجعل المنطقة فى وضع تبعية مطلقة . لايملك الامام حق اطلاقه ناهيك ان يمنح نفسه ، بمجرد اطلاقه ، ملك يمين فى منطقة ليست له ، راميا بعرض الحائط ارادة شعبها .
(ب) هناك اختلاف فى حدود حضرموت ، فحضرموت الكبرى مثلا تصل الى حدود عدن اى تدخل ابين فيها كلها واجزاء كبيرة من لحج وهى الضالع ويافع الى ظفار التى تشكل جزء كبيرا من عمان . اورد الشاطرى مانصه : " فاقصى حدود حضرموت - ويمكن ان نسميها حضرموت الكبرى - من عدن غربا الى عمان شرقا ومابين البحر الهندى جنوبا الى رمال الاحقاف شمالا . وهذا التحديد يشمل بلاد الفضلى والضالع ويافع والعوالق سفلاها وعلاياها والعواذل وبيحان وجميع الامارات الغربية التى تدعى بمحمية عدن الغربية ماعدا لحج والحواشب والعقربى ومما تاخمها ، وتشمل الواحدى والقعيطى والكثيرى ومهرة وظفار " ا ه . ادوار التاريخ الحضرمى .
ليس هناك شئ اسمه جنوب يمن ، كما لايوجد شئ اسمه شمال يمن بمعنى عسير ونجران وغيرها . ولو كان الاحتلال البريطانى فى عسير ونجران سنجد الامام يطلق : " شمال اليمن المحتل " ليسوغ اداعاءه فى مكلية المنطقة .
(3) فماذا تسمى هذا الكيان الجديد ؟ والتمسية السياسية مشكلة صادفت كثير من الدول مثل السعودية والامارات اللتان لم يسعفهما الحظ فى ايجاد اسم تاريخى غابر محايد مثل ليببا ، او اسم عاصمة لا منافس له مثل الجزائر وتونس ، او جهة مثل المغرب وجنوب افريقيا ، فتمسكتا باسمين غربيبن " امارات " و " سعود " ، وهناك دول اجنبية اختارت اسماء اكثر غرابة .
(4) لقد اصبح اسم " الجنوب العربى " هو الاسم الشائع والدال على المنطقة كما اراد له اصحابه الاصليون . ان بريطانيا استخدمت الاسم كما اطلق ولم تخترعه او تأتى به من وراء البحار . ولا يعيب هذا الاسم استخدام بريطانيا له ، فهل كان سعيب اسم " مصر" لو استخدمته بريطانيا فى اقامة كيان باسم : اتحاد الامارات المصرية ، فى حال كانت مصر متعددة الامارات ؟ وهل كان سيعيب اسم " حضرموت " لو استخدمته بريطانيا فى اقامة اتحاد بين اماراته باسم " اتحاد امارات حضرموت " ؟
لا علاقة للاسم من حيث هو اسم يدل على منطقة بكيان سياسى يقوم عليه سواء كان كيان عميل او وطنى . العبرة ليست باستخدام الاسم من هذا او ذاك ، انما العبرة بمشروعية المشروع السياسى . ولن نكون مثل البراهمة الذين يرمون حليهم اذا لمسها غيرهم .
كانت بريطانيا فى عجلة من امرها وفى سباق مع الزمن ، فلم تنتظر حتى اقتناع جميع المشيخات والامارات والسلطنات بفكرة المشروع ، فكان يهمها البدء فى المشروع ثم ادخال البقية فيه ، واكتفت بمن اقتنع طوعا او كرها تحت الترغيب والترهيب من الامارات المحيطة بعدن ، لقد كانت قاعدتها العسكرية اكبر همها . انتهى تقريبا اسم مستعمرة عدن والمحمية الغربية والشرقية ، وحل محله " اتحاد الجنوب العربى " ، و" محمية الجنوب العربى " . وعرفت المنطقة به . ولذلك عندما يرد اسم " الجنوب العربى " انما يعنى هذه المنطقة برمتها بغض النظر عن الاضافات السياسية الاخرى مثل كلمة اتحاد او محمية .
(5) كان الوعد فى 9 يناير 1968 م . وهو وعد واحد ، قدمته بريطانيا اربعين يوما الى 30 نوفمبر 1967 م . ولا يعنى تقديم الوعد او تاخيره ان هناك وعدين . هل كان هناك وعد فى 30 نوفمبر لاتحاد الجنوب العربى ، ووعد لحضرموت ؟
ثم اى حضرموت وعدتها بريطانيا بالاستقلال : الكبرى ام الصغرى ؟ وهل هناك كيان سياسى واحد اصلا اسمه حضرموت وعدته ؟
ام وعدت سلطنة القعيطى بالاستقلال ، ومثلها سلطنات الكثيرى والمهرة والواحدى بلحاف والواحدى حبان ومهرة والعوالق سفلى وعليا ؟ وعدت من بالضبط ؟
(6) لقد سعت بريطانيا جاهدة للالتفاف على الاستقلال بانشاء كيان تمنحه استقلاله ، ولما فشلت فى عملية الالتفاف لفشل استكمال المشروع وعدم قدرته على الصمود ، سلمت بالامر الواقع وسحبت اعترافها من كيانها ومن السلطنات الاخرى تماشيا مع القرارت الاممية ورضوخا لها ، وتوجهت الى القوى السياسية الفاعلة التى لها تاييد شعبى : الجبهة القومية وجبهة التحرير والرابطة ودعتها للتوحد فى جهة تمثلها جميعا تخوض مفاوضات الاستقلال . بغض النظر مع من تفاوضت بريطانيا فى نهاية المطاف ، وهل هو الممثل الوحيد للشعب ام لا ، فهذا امر مختلف تماما . انما المهم ان فحوى القرار هو منح الاستقلال للجنوب العربى من باب المندب الى حوف .
(7) لا يتصور الا وجود قرارين ، فطالما كان هناك شعبين محتلين فلابد وان تتوجه الامم المتحدة ببقرارين الى الشعبين وعبر لجنتين ، ولا ولابد ان تصدر بريطانيا وعدين للشعبين ، فلن يكون اى شعب فى هذه المنطقة اقل من البحرين ، كما ان هذه هى الاصول القانونية شكلا ومضمونا .
31/12/2012


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.