مواضيع ذات صلة تل أبيب هل تتآكل الهدنة بين«حماس» وتل أبيب؟ وماذا عن أبرز تحديات عام 2013؟ وإلى أي مدى فشلت حروب إسرائيل في حل مشكلاتها؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الإسرائيلية. هدنة «تتآكل» في مقاله المنشور ب«يديعوت أحرونوت» يوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «هدنة غزة تتهاوى»، استنتج «أليكس فيشمان» أن المجموعات الإرهابية استأنفت تطوير صواريخ طويلة المدى، وذلك بعد انتهاء العملية العسكرية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع. الكاتب يرى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» قد يتهاوى لكن لا أحد في إسرائيل، لديه الوقت أو الإرادة ليعرف ما الذي يحدث في غزة. وزير الدفاع الإسرائيلي الذي يتأهب لترك منصبه، ليس لديه القوة السياسية لانتهاج سياسة معينة تجاه غزة. أما رئيس الوزراء فمهتم الآن بالانتخابات، وآخر شيء يفكر فيه هو إبرام هدنة مع حركة «حماس» وحسب الكاتب، فإن الفريق التفاوضي الإسرائيلي الذي ذهب إلى القاهرة للدخول في مفاوضات مع «حماس» كانت لديه تعليمات مفادها عدم التوصل إلى أي اتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية. وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل تمنع الفلسطينيين من الدخول إلى المناطق العازلة، وذلك لأسباب أمنية، ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 21 نوفمبر الماضي، تتصرف إسرائيل و«حماس» كما لو أن العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع لم تحدث. وضمن هذا الإطار يواصل الجيش الإسرائيلي دورياته على الحدود لرصد الأنفاق والمتفجرات، ويواصل الفلسطينيون اختراق المناطق العازلة، واضطر الجيش الإسرائيلي حسب الصحيفة إلى فتح النار على مدنيين فلسطينيين دخلوا هذه المناطق وأصيب على الأقل سبعة منهم. «حماس» تحاول منع تكدس المتظاهرين بالقرب من السور الأمني لكن الحركة لا تتعامل مع الخروقات، التي يرتكبها المدنيون الفلسطينيون في المناطق العازلة. ويبدو أن كلا الطرفين أسير دعاياتهما الخاصة. كل طرف سواء «حماس» أو إسرائيل مقتنع بأنه انتصر في المواجهات العسكرية الأخيرة، الحركة تفتخر بأنها ربحت 40 كيلو متراً من الأرض إلى جوار الجدار الأمني، وأنها توسعت في مناطق المصايد، والفلسطينيون مقتنعون بذلك ويتصرفون وفق ما لديهم من قناعات، لكن عندما يعبرون نقاطاً محددة في البحر تفتح عليهم البحرية الإسرائيلية النار، والأمر نفسه يحدث عندما يقتربون من الجدار الأمني... وحسب الصحيفة يبدو أنه ليس لدى «حماس» وإسرائيل مصلحة في الحاق الضرر بوقف إطلاق النار القائم بينهما، لأن استئناف القتال قد يعرض الطرفين لخسارة ما حققاه من إنجازات. إسرائيل تحاول إبقاء الوضع كما هو عليه، خاصة في المناطق الأمنية الخاصة، و«حماس» أيضاً تحاول الحفاظ على الوضع القائم، كي يتسنى لها الحصول على السلاح وتجهيز أسلحة استراتيجية. لكن تل أبيب تعتبر ما شنته من هجمات على القطاع أسفر عن إنجازات تتعلق بضرب مخازن السلاح الخاصة ب«حماس»، وضرب أنفاق التهريب. والنتيجة أن «حماس» وغيرها من المجموعات المسلحة استأنفت تطوير وتصنيع صواريخ طويلة المدى، وضمن هذا الإطار، جربت «حماس» صاروخاً في اتجاه إسرائيل، ونظرت الأخيرة للحادث على أنه مؤشر على استياء «حماس» من أنشطة إسرائيل على الحدود. نظرة على عام 2013. تحت هذا العنوان، نشرت «جيروزاليزم بوست»يوم الثلاثاء الماضي افتتاحية رأت خلالها أن إسرائيل واجهت في العام المنصرم تحديات جمة، وفي عام 2013 تواجه تحديات منها: التهديد الإيراني، فمع رفض أوباما وضع خطوط حمراء للبرنامج النووي الإيراني، فإن الرئيس الأميركي أوضح أن واشنطن وتل أبيب لديهما هدف مشترك يتمثل في منع إيران من حيازة سلاح نووي. وتشير الصحيفة إلى أن إدارة أوباما وافقت من حيث المبدأ على إجراء محادثات مباشرة مع إيران، لكن بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة أطلق البيت الأبيض دعوة جديدة للتفاوض بين إيران والقوى الدولية الكبرى، غير أن الصحيفة تحذر من كون المفاوضات ذريعة لكسب الوقت والتخفيف من أثر العقوبات. ومن وجهة نظر إسرائيلية فإن الوقت ينفد، وحسب نتنياهو- في خطابه أمام الأممالمتحدة في 27 سبتمبر الماضي- فإن اللحظة الحرجة التي ينبغي فيها منع إيران من تطوير سلاح نووي، يجب أن تكون في ربيع عام 2013. ومن بين التحديات التي سردتها الصحيفة في العام الجديد، تأتي محادثات السلام، وفي هذه النقطة، تستنتج أن 6 سنوات من التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أدت إلى تحسين المناخ الاقتصادي في الضفة الغربية، وانخفضت وتيرة العنف في الضفة، لكن الانقسام الفلسطيني بين سلطة وطنية في الضفة و«حماس» في غزة، وفي ظل تنامي شعبية «حماس» باتت مفاوضات السلام أكثر صعوبة، أو بالأحرى من غير المحتمل إجراؤها. وتنوه الصحيفة إلى أن حصول فلسطين على صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة لن يساعد على تحريك المفاوضات. وترصد الصحيفة قضية المهاجرين والمتسللين إلى إسرائيل بوصفها واحدة من التحديات التي تواجه إسرائيل في العام الجديد. وضمن هذا الإطار، أثار حادث اغتصاب سيدة عمرها 83 عاماً على يد شاب إريتري جنوب تل أبيب جدلاً واسعاً، حول الطريقة التي ينبغي التعامل بها مع المهاجرين البالغ عددهم 60 ألف مهاجر معظمهم من إريتريا (حيث 35 ألفاً منها) والسودان (15 ألف شخص). وعلى الرغم من أن الجدار الأمني المنصوب على حدود إسرائيل الجنوبية يقف حجر عثرة أمام تدفق مهاجرين جدد إلى إسرائيل، فإن ثمة خطوات يجب أن تتخذ لتحقيق درجة من التكامل بالنسبة للمهاجرين الذين وصلوا إلى داخل إسرائيل. علماً بأن الغالبية العظمى منهم لا يمكن ترحيلها أو إعادتها إلى موطنها الأصلي، لأن إسرائيل ليست لديها علاقات دبلوماسية مع السودان، كما أن إعادة المهاجرين الإريتريين إلى بلادهم قد يعرضهم للخطر. وفي الموضوع ذاته، سلطت «هآرتس» الضوء في افتتاحية نشرتها يوم الأربعاء الماضي على قضية المهاجرين، لتخرج باستنتاج مفاده أن الكراهية والعنف ضد المهاجرين ليسا هما الحل الحقيقي لمشكلات المهاجرين الذي يعيشون الآن في جنوب تل أبيب. وتعتبر الصحيفة أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء، من بين التحديات التي تواجه إسرائيل، فهي من بين أكثر دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تفاوتاً في معدلات الدخول لتنضم بذلك إلى بلدان أخرى تعاني من هذه التفاوتات كالمكسيك وتركيا والبرتغال. وترى الصحيفة أن ثمة خطوات ينبغي اتخاذها لإصلاح هذا الخلل تتمثل في ضمان نظام تعليمي أفضل يحقق التنافسية ويوفر بيئة عمل قائمة على المعرفة. إدمان الحرب تحت عنوان «إدمان إسرائيل للحرب»، كتب «زئيف مواز» مقالاً في «يديعوت أحرونوت »يوم الاثنين الماضي رأى خلاله أن الحروب الإسرائيلية والعمليات العسكرية التي تشنها تل أبيب قائمة على اعتقاد خاطئ مفاده أن القوة تحل المشكلات. ويعرض الكاتب لمثال عملي يتعلق بإيران، فشن تل أبيب هجوماً على إيران لن يكون عملاً يندرج تحت ما يعرف ب«الحرب العادلة»، لأن ثمة بدائل أخرى غير الحرب يمكن تجريبها، والخسارة التي قد تترتب على استخدام هذه البدائل سوف تكون أقل بكثير من الخسائر الناجمة عن الحرب. إعداد: طه حسيب