إن لملح البحر وملح المائدة القيمة الغذائية الأساسية نفسها، وذلك على الرغم من أن ملح البحر يُسوق عادة باعتباره بديلاً صحياً يمتاز بكونه طبيعياً أكثر. وتقول الدكتورة كاثرين زيراتسكي، اختصاصية غذاء وتغذية من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية، إن أبرز الاختلافات الموجودة بين ملح البحر وملح المائدة تكمن في المذاق والملمس والمعالجة. ويُنتَج ملح البحر عبر تبخير ماء المحيط أو ماء البحيرات المالحة، وغالباً ما يتطلب ذلك معالجة بسيطة. وبناءً على مصدر الماء، تبقى عقب المعالجة بعض آثار المعادن والعناصر. وتضيف هذه المعادن نكهة ولوناً إلى ملح البحر، لكن المنتجات النهائية لملح البحر تأتي عادة بمستويات ملوحة ونعومة مختلفة ومتنوعة. أما ملح المائدة، فهو يُستخرج بالأساس من طبقات الملح المترسبة تحت الأرض. ويخضع ملح المائدة إلى معالجة أطول وأكبر من أجل إزالة كافة الشوائب المعدنية العالقة فيه، وغالباً ما يزود بمادة إضافية تمنع تَعَنْقُد الشوائب غير المرغوب فيها. كما يُضاف إلى غالبية منتجات ملح المائدة خلال المعالجة اليود، وهو عنصر غذائي أساسي يساعد في الحفاظ على سلامة الغدة الدرقية. وعلى مستوى الكتلة، يزن ملح البحر وملح المائدة الكمية ذاتها من الصوديوم. وبصرف النظر عن أي نوع من الملح يفضل المستهلك، ينصح اختصاصيو التغذية بالحرص على تناول أقل من 2,300 ميليجرام من الصوديوم يومياً، أو 1,500 ميليجرام إذا كان المستهلك يبلغ 51 عاماً أو أكثر، أو كان أسود البشرة، أو كان يعاني ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو مشكلة صحية مزمنة في الكلي. وفيما يخص كمية اليود، فيوصي اختصاصيو تغذية أميركيون بأن تتراوح الكمية المستهلَكة بين 110 و130 ميكروجراماً يومياً للرضّع إلى أن يبلغوا 12 شهراً، و90 ميكروجراماً للأطفال إلى حين بلوغهم 8 سنوات، و130 ميكروجراماً إلى غاية وصولهم إلى 13 سنة. أما البالغون، فيُنصحون باستهلاك 150 ميكروجراماً. وبالنسبة للحوامل، فينبغي أن تصل الكمية التي يستهلكنها إلى 220 ميكروجراماً للحوامل، بينما يتعين على المرضعات استهلاك كمية أكبر من ذلك تصل إلى 290 ميكروجراماً. وعموماً، يوصي الأطباء بألا تزيد الكمية التي يستهلكها البالغون والراشدون من اليود عن 1,100 ميكروجرام يومياً (كل ميليجرام واحد يعادل ألف ميكروجرام). ويعد اليود عنصراً كيميائياً ينتمي إلى فصيلة الهالوجينات. يأخذ اللون الرمادي اللماع في الحالة الصلبة، واللون البنفسجي في الحالة الغازية. ويحول غازُه ورقة النشا إلى اللون الأزرق. ويكون راسباً أصفر من «يوديد الفضة» عند تفاعله مع نترات الفضة، أو عند تفاعل أحد أملاحه مع «أسيتات الرصاص». كما يكون راسباً بنياً عند تفاعله مع كبريتات النحاس، وراسباً أحمر عند تفاعله مع كلوريد الزئبق. وتكون حالته الفيزيائية غازية في الأصل، لكنه يحفَظ في الصورة الصلبة نظراً لتميزه بخاصية التسامي، أي تحول العنصر من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية دون المرور بالحالة السائلة. عن موقع «mayoclinic.com»