أثار اختيار الرئيس باراك أوباما خبير مكافحة الإرهاب جون برينان لرئاسة وكالة الاستخبارات الأميركية العديد من التساؤلات حول مستقبل التوجه الأميركي في محاربة الإرهاب، وخصوصا استعمال الطائرات بدون طيار لملاحقة المتشددين، وهي العملية التي تلقى انتقادات كثيرة. ويعرف برينان بكونه المشرف على برنامج استعمال الطائرات بدون طيار في محاربة الإرهاب، الأمر الذي جعل العديد من المراقبين يتوقعون ارتفاعا في نسق استعمال هذه الطائرات، رغم الحملة التي يلقاها أوباما، في ظل التزايد المستمر في العمليات. وحذر الجنرال الأميركي المتقاعد ستانلي مكريستال من الإفراط في استعمال الطائرات بدون طيار في المستقبل، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إعلامية أميركية إلى أن أوباما يهدف من خلال اختيار برينان على رأس وكالة الاستخبارات وتشاك هاغل لوزارة الدفاع، وقبلهما جون كيري لمنصب وزير الخارجية، إلى الاستمرار في برنامج مكافحة الإرهاب، الذي يتضمن استعمال الطائرات بدون طيار. وقال مكريستال إن الطائرات بدون طيار لها أثر إيجابي على القوات الأميركية، لكن الكثير من الناس يمقتونها بشدة والإفراط في استخدامها يمكن أن يعرض أهداف واشنطن الأوسع نطاقا للخطر. الطائرات بدون طيار لها أثر إيجابي على القوات الأميركية، لكن الكثير من الناس يمقتونها بشدة وأضاف مكريستال الذي صاغ استراتيجية الولاياتالمتحدة لمواجهة تمرد طالبان في أفغانستان أن استخدام هذه الطائرات مكنه من تنفيذ مهام بمجموعات أصغر من قوات العمليات الخاصة لأن "العين الموجودة في السماء" وفرت دعما أمنيا كبيرا. مستقبل العمليات وليس هناك أرقام دقيقة عن عدد الغارات التي تم تنفيذها بالطائرات بدون طيار، إلا أن تقارير أميركية أشارت إلى أن إدارة أوباما تعتزم توسيع نطاق استعمالها في عدد من مناطق العالم. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد نقلت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أخبارا عن مناقشات جدية لإدارة الرئيس أوباما تدرس فيها توجيه ضربات جوية بطائرات بدون طيار لمقاتلي تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" النشطين في دول شمال أفريقيا وجنوب الصحراء. ولم ينف جون برينان الذي كان يشغل حينها منصب مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب هذه المعلومات، إلا أن الصحيفة قالت إن المشاورات يشارك فيها مسؤولون من وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع. غير أن تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الأمن القومي قال في تصريحات "لقد أعلن الرئيس صراحة هدفه في القضاء على تنظيم القاعدة ونحن نعمل يوميا لتحقيق هذا الهدف". وتشير التقارير إلى أن الإقدام على توسيع العمليات بالطائرات بدون طيار سيمكن الولاياتالمتحدة من ملاحقة المجموعات المتشددة في منطقة الساحل، لكون نشر قوات على الأرض في المنطقة لن يكون عمليا بالنظر لشساعة المساحة، إضافة إلى التكاليف الكبيرة لمثل هذه العمليات العسكرية. مقتل مدنيين ولقي برنامج الطائرات بدون طيار التي نفذت عمليات في باكستانواليمن والصومال، انتقادات كثيرة من قبل مفوضية الأم المتحدة لحقوق الإنسان، خصوصا في ظل ما وصفته ب"فشل الولاياتالمتحدة في تحديد أماكن المدنيين قبل تنفيذ عملياتها"، الأمر الذي أدى إلى مقتل العديد منهم. x مناهضون لاستعمال الطائرات بدون طيار وأظهرت الأرقام التي نشرتها منظمة "نيو أميركا فاوندايشن" أن عدد المدنيين الذين قتلوا في باكستان من جراء عمليات الطائرات من دون طيار، بلغ 305 من أصل 1934 قتيلا. وكانت مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي قد طالبت في يونيو/حزيران الماضي بعد جولة من أربعة أيام لباكستان بإجراء تحقيقات جديدة حول استهداف المدنين، ووصفت الهجمات الجوية بواسطة هذه الطائرات بخرق لحقوق الإنسان. وفي السياق ذاته قال ستانلي مكريستال في تصريحات الإثنين إن "ما يرعبني من هجمات الطائرات بدون طيار هو كيف يُنظر لها في أنحاء العالم"، مضيفا أن "الاستياء الذي أثاره توجيه أميركا ضربات بطائرات بدون طيار... أكبر كثيرا مما يتصوره المواطن الأمريكي العادي. إنها مكروهة بشدة حتى بين أناس لم يروا واحدة منها قط". وأضاف أن استخدام هذه الطائرات يزيد من "الشعور بالغطرسة الأميركية التي تقول: حسنا.. يمكننا أن نحلق في أي مكان نريده.. يمكننا أن نطلق النار في أي مكان نريده.. لأننا قادرون على ذلك." العمليات بالأرقام وتشير الأرقام إلى أن الولاياتالمتحدة نفذت منذ في عهد الرئيس أوباما أكثر من 300 عملية بالطائرات بدون طيار مخلفة مقتل 2500 شخص، فيما أحصت منظمة "نيو أميركا فاوندايشن" 2605 متشددا منذ سنة 2004 إلى غاية 3 يناير/كانون الثاني الجاري في باكستان التي نفذت فيها أكبر عدد من العمليات. وتظهر الأرقام أن عدد القتلى في صفوف المدنيين في باكستان بدأ في التراجع إلى أن وصل إلى خمسة أشخاص في 2012 بعد أن سجل 107 قتيل سنة 2007. ورغم غياب أرقام دقيقة عن عدد العمليات التي نفذتها الطائرات في اليمن، إلا أن موقع ويكيبيديا يشير إلى أنها تعد بالمئات، وخلفت مقتل العشرات من المتشددين، إلا أن أشهر عملية للطائرات بدون طيار في اليمن، تلك التي أدت إلى مقتل أنور العولقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011. كما استعملت الولاياتالمتحدة الطائرات بدون طيار في أفغانستان والصومال لملاحقة المتشددين.