بدأ المصور يوسف جاسم العلي هوايته في العام ،2007 وتخصص بتصوير الحياة البرية، إلا أن إيمانه بأن التصوير رسالة، ورغبته بأن ينقلها للشباب جعله يذهب لأبعد من ذلك، فأصبحت رسائله تصل من تحت الماء ومن فوقها، اهتمامه بحياة الكائنات الحية في الدولة يقوده بشكل دائم للقراءة عنها ليطور نفسه . العلي أحد مؤسسي "مجموعة الإمارات لتصوير الحياة البحرية"، وضمن وفد الإماراتيين الشباب الخمسة الذين ابتعثوا لأذربيجان . عن تجربته في مجال التصوير كان لنا معه هذا الحوار: ما أهم أنشطتك في مجال التصوير؟ - المشاركة في كتاب 40 مبدعاً من روح الاتحاد الصادر عن جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، إضافة إلى مشاركتي في الوفد الإماراتي إلى العاصمة باكو بأذربيجان، وهي رحلة تضمنت خمسة مصورين إماراتيين، ونظمت برعاية سفارة جمهورية أذربيجان في الدولة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة الأذربيجانية، بهدف تعريف المجتمع الإماراتي بأبرز المعالم الحضارية والسياحية لأذربيجان، وقمنا بالتقاط مجموعة من الصور المميزة هناك، التي أشاد بها سفير الدولة ايلخان كاهنجير أوغلو قهر مانوف لدى الإمارات، كما أنني قدمت مؤخراً ورشة عمل في التصوير في جزيرة السمالية بأبوظبي التي استقطبت عدداً من الشباب المهتمين بالتصوير . ألا ترى أن الاهتمام أصبح كبيراً بهذه الهواية؟ - يبدو أن الاهتمام بنقل صورة عن طبيعة دولة الإمارات، وما تضمه من حياة برية كالطيور جعل الشباب يهتمون بالتصوير، وشعرت حين قدمت لهم الورشة بأنهم مهتمون بالتعرف إلى تقنيات تصوير الحياة، ولعل هذه النقلة في الهواية بدأت منذ خمس سنوات، كما أن وجود الكثير من مسابقات التصوير شجعهم على الدخول لهذا المجال . ومتى كانت بدايتك؟ - في العام ،2007 وجدت أن حب الفضول يدفعني للتعرف إلى مجال التصوير، واستخدمت في البداية كاميرا صغيرة إلى أن استخدمت واحدة أكثر جودة، ولعل سبب دخولي عالم التصوير هو اهتمامي بالفن بشكل عام، فأنا من محبي التصميم الجرافيكي، وطالما كنت استخدم الصور في ميدان عملي فانتقلت على إثر ذلك إلى التصوير، وأصبحت عضواً مؤسساً في العام 2011 ل"مجموعة الإمارات لتصوير الحياة البحرية" لكوني أحد هواة الغوص أيضاً، فأصبح هناك دمج للهوايتين، وبدأ اهتمامنا كمجموعة بالتصوير تحت الماء . هل وجدت هناك اهتماماً بالتصوير تحت الماء؟ - هدفنا توثيق حياة الأحياء المائية في الدولة، وأقمنا معرضنا الأول بهذا الصدد في الثامن من نوفمبر العام الماضي، بتنظيم من مؤسسة العويس الثقافية بعنوان "رسالة من تحت الماء"، الذي قصدنا من خلاله توصيل رسالة للشباب عبر الصور، نحثهم فيها على الاهتمام بالبيئة للمحافظة على الأحياء المائية التي تتمتع بها مياه دولتنا . وهل أنت مؤمن بأن التصوير رسالة؟ - أغلب الهواة في البداية لا يضعون هدفا لهم، لكن مع الوقت وبالممارسة المستمرة تتضح معالم الطريق ويصبح للممارس غاية ويكفي أن الصور اليوم بكافة أشكالها البيئية والإنسانية تبعث برسائل للعالم كله . ما أهم المراكز التي حصلت عليها؟ - المركز الأول في "مسابقة الغربية" في الفئة التراثية، وكانت صورة لشخص يمسك صقراً، كما شاركت أيضاً بمسابقة "بيئتنا بعدسة الكاميرا" لعام 2011 و2012 التي ينظمها نادي تراث الإمارات، وحصلت في الأخيرة على المركز الثالث بفئة نباتات صحراوية، والسادس بفئة طيور صحراوية، إضافة إلى عدد كبير من المشاركات . هل هناك مصاعب تواجهها خلال التصوير؟ - نعم ولعل أغلبها تحت الماء، حيث قليلون جداً من يصورون في هذه المناطق لما في ذلك من مخاطر فضلاً عن ارتفاع أسعار المعدات الخاصة بالتصوير، إضافة إلى التكلفة العالية للتجربة بحد ذاتها، كما أن محدودية المناطق التي يمكن التصوير فيها تجعل الأمر يزداد صعوبة، ولعل من أكثر المواقف التي واجهتني بهذا الصدد، هو اندماجي واستمتاعي بالتصوير تحت الماء لدرجة أنني أسهو عن قلة كمية الأوكسجين المتبقي معي . وماذا عن تصوير الحياة البرية؟ - عملية ليست صعبة لكنها بحاجة إلى معلومات قبل التوجه للتصوير، فعلى المصور أن يعرف بالتحديد ماذا يريد أن يصور، ويعرف إمكانات كاميرته، فمثلاً تصوير الطيور بحاجة إلى عدسات مقربة أي ذات مدى بعيد، وهذا أيضاً يستدعي معرفة مدى جودة العدسة، حيث تختلف من شركة مصنعة لأخرى، فضلاً عن أن الطيور الصحراوية تخاف من الإنسان ويستدعي ذلك التقاط الصور عن بعد منها، كما يستوجب معرفة المصور بالإعدادات التقنية اللازمة للتصوير، والطيور لها سرعات مختلفة يجب التنبه لها، إضافة إلى أن بعضها يختبئ ويصعب الاقتراب منها، ومن الضروري أن يطلع المصور ويقرأ كثيراً عن أماكن وجود تلك الطيور ومواسمها، والاطلاع على تجارب الآخرين مهم جداً، والتعرف الجيد إلى الزوايا الفنية لتصوير الطيور . ما الذي تخطط له مستقبلاً؟ - منذ عام بدأت التصوير تحت الماء، وما آمله بهذا الصدد هو الخروج بنتائج أفضل، وإيصال الرسالة المرجوة والتحفيز على المحافظة على البيئة.