لتجمع الإصلاح أسلوبه الخاص في الخداع والكذب وتزييف الحقائق والعزف على "الوتر الحساس" لدى المواطنين لاستمالتهم وكسب تعاطفهم.. مستغلين رقة قلوب اليمنيين وغيرتهم القوية على الدين الإسلامي وتمسكهم بالعادات والقيم الأصيلة.. فاستخدموا الدين لتحقيق أغراض ومطامع شخصية.. فيحلِّلون ويحِّرمون متى أرادوا ويصدرون الفتاوى الدينية بحسب توجه الحزب وبما تقتضيه سياسات الدول والجهات الداعمة ومعظمها أمريكية وصهيونية، وأحيانا خليجية.. فعلى سبيل المثال استخدموا الدين لصالح أمريكا وخدمة لها في حربها ضد السوفييت في ثمانينيات القرن الماضي وغرروا بالمئات من الشباب اليمني ودفعوا بهم إلى جبال أفغانستان حيث تنتظرهم الجنة وحور العين.. رغم أن فلسطين والقدس كانت أقرب من أفغانستان والجهاد فيها أحق من أي مكان آخر.. ولكن الممول "الأمريكي" لا يرغب بذلك. والجميع يعلم كيف كفروا إخواننا الجنوبيين بداية التسعينيات واتهموهم بالفجور وإباحة الخمور وأنهم يعملون ضمن مخطط شيوعي للقضاء على الإسلام وغيرها من الإشاعات والروايات الكاذبة التي كانت كفيلة بتحريض الناس ضد كل من ينتمي للحزب الاشتراكي. تذكرت هذه الأشياء وأنا أتابع الحملة التي يشنها جماعة الإخوان بكل إمكانياتهم المادية والإعلامية منذ فترة لتشويه سمعة جماعة الحوثيين والتحريض ضدهم وتأليب الرأي العام المحلي والخارجي عليهم.. وبنفس الطريقة التي استخدموا فيها الدين ضد الاشتراكيين يستخدمونها ضد الحوثيين.. وبخلاف إشاعاتهم المعروفة والمكررة حول "سب الصحابة وقذف عائشة و.. و.. الخ" نجدهم يتطرفون في الإشاعات إلى درجة اتهام الحوثيين بالقيام بإغلاق المساجد ومنع أبناء صعدة وحجة من أداء الصلاة أو قراءة القرآن أو منعهم من صيام رمضان- كما زعمت أخبار اليوم- وكذلك اتهام الحوثي باقتحام مدارس تحفيظ القرآن وتمزيق "المصاحف" وحرقها وإلزام الطلاب بدراسة ملازم السيد حسين الحوثي بدلا من القرآن.. الخ.. يعني وكأن الحوثي كافر غير مؤمن لا بدين ولا بقرآن.. وإلى جانب الدين يستخدم "الإخوان" الأطفال والنساء في التحريض على خصومهم لمعرفتهم بحساسية هذا الموضوع لدى اليمنيين.. فلا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع أو نقرأ في وسائل إعلام الإخوان أو من خطبائهم وفقهائهم ومنظماتهم الحقوقية قصص تشيب لها الولدان حول اعتداءات واعتقالات مزعومة لأطفال ونساء من قبل الحوثيين وما يرافقها من أعمال تعذيب واعتداءات وغيرها من الخزعبلات الإخوانية. طبعاً المتابع ل"إعلام الجماعة" يجد أن مثل هذه القصص والروايات والاتهامات لا توردها صحف ومواقع وقنوات الإخوان إلا عندما تحدث أزمة بينهم وبين الحوثيين وتزداد الروايات مع ازدياد الأزمة.. ولكنها تختفي تماماً في حال هدأت الأمور بين الطرفين الأمر الذي يؤكد أنها ليست سوى قصص من صنع خيال "الجماعة".