كشفت احدى الصحف العربية الكبرى عن اسرار وخفايا دعم دولة قطر للقيادي الاخواني في اليمن حميد الاحمر وفضيحتها مع عبدالملك المخلافي عضو مجلس الشورى والقيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري باليمن. وفي عددها الصادر امس الاربعاء بعد يوم واحد من اعلان امير قطر حمد بن جاسم ال ثاني تنازله عن العرش لابنه تميم افردت صحيفة الاخبار اللبنانية مساحة واسعة للحديث عن التحولات السياسية في قطر كاشفة الكثير من النقاط السوداء التي صاحبت حكم حمد لقطر والعلاقات المشبوهة التي اقامتها الدوحة مع شخصيات سياسية معارضة واخرى عسكرية في عدد من البلدان العربية لتحقيق اهداف قطر وحليفتيها امريكا واسرائيل.. ووفقا لما نشرته الصحيفة اللبنانية فان احدث فضائح قطر هي تلك التي استخدمت فيها شخصيات سياسية يمنية تنضوي تحت تكتل اللقاء المشترك ابرزها القيادي الناصري عبدالملك المخلافي - لشراء المؤتمر القومي العربي.. وفيما اشارت الاخبار اللبنانية في ذات التقرير الى ما اسمته ب(اندفاعة الاستثمارات القطرية الخارجية ) التي قالت الصحيفة انها لم تقف عند حدود .. متطرقة الى قيام قطر بشراء متاجر «هارودز» وناطحة السحاب «شارد» وأصول عديدة أخرى في لندن، و تملّك حصص وازنة في مجموعات «فانسي» و«توتال» و«لاغاردير» و«لويس فيتون» و«سوياز» في باريس. ونادي «باريس سان جرمان» وفوزها بتنظيم كأس العالم لعام 2022، بالاضافة الى امتلاكها لشبكة أخطبوطية من الشراكات المساهمة في مؤسسات مالية وعقارية وصناعية ضخمة حول العالم..إلا أن الصحيفة اكدت ان الطموح الاستثماري القطري الأهم كان ذلك العابر من الاقتصاد إلى السياسة والإعلام. مشيرة الى أن هذا النوع من الاستثمارات خلّف بصماته في أغلب بلدان المنطقة، انطلاقاً من لبنان وفلسطين، مروراً بمصر وتونس وليبيا، وانتهاءً بسوريا ومأساتها المتوالدة. واوضح التقرير الذي نشرته الاخبار اللبنانية بعنوان (قطر تشتري المؤتمر القومي العربي ) ان السعي الدؤوب إلى استمالة دول وجهات عربية بالمال القطري، واسترهان أخرى، والتآمر على ثالثة لتغيير نظام الحكم فيها حط رحاله أخيراً عند عتبات المؤتمر القومي العربي، المؤسسة الرامية _ بحسب تعريفها وأهدافها _ إلى تحقيق الوحدة والديموقراطية والتقدم للعالم العربي، وإلى مكافحة الاستعمار والتخلف بكل أشكاله. حيث افادت الصحيفة انه وفقاً لمعطياتٍ يتم تداولها في أروقة المؤتمر، فإن التسلل القطري إلى المؤتمر حصل من بوابة أمينه العام الحالي، عبد الملك المخلافي، الذي شغل حتى ما قبل انتخابه في الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر في تونس العام الماضي منصب الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن. واضافت الاخبار اللبنانية قائلة (بحسب الشائع في صنعاء، فإن المخلافي، الذي عُرف بصلاته الوثيقة بكل من الزعيمين الراحلين، صدام حسين ومعمر القذافي، وكان يحصل على تمويلٍ لحزبه منهما، كان أيضاً على علاقة وثيقة بالرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، الذي عيّنه عضواً في مجلس الشوري اليمني ضمن إطار تسوية لقضية مالية كانت عالقة بينهما.)..مستطردة بالقول (بعد تنحي صالح، بقي المخلافي «مكشوفاً»، ما حداه إلى البحث عن ظهير بديل وجده في الشيخ حميد الأحمر، الرجل القوي في حزب الإصلاح اليمني، النسخة المحلية عن «الإخوان المسلمين». وقالت الصحيفة أن حميد الأحمر، بات مؤخراً رجل الدوحة في اليمن على أثر خلاف مستفحل مع السعودية التي صارت تتعامل على أن الممثل الرئيسي لمصالحها في صنعاء هو اللواء علي محسن الأحمر، وذلك على حساب حميد وسائر أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، الأمر الذي دفع هؤلاء إلى التوجه نحو الدوحة بوصفها بديلاً استراتيجياً من الرياض. وبحسب مطّلعين على العلاقة المتنامية بين حميد الأحمر والإمارة الخليجية، فإن الأخيرة ترى في الأول مرشحها الذي تراهن عليه في تبوؤ سدة القيادة العليا في اليمن بعد انتهاء الفترة الانتقالية خلال نحو عام. وعلى هذا الأساس، فإنها تعمل على تعويمه على أكثر من صعيد، بما في ذلك، تقديمه كوجه عربي تقدمي من خلال واجهة المؤتمر القومي العربي، الذي يرأسه المخلافي. ووفقا لما نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية (العدد 2038 الأربعاء 26 حزيران 2013) فقد كانت المحطة الأولى في هذا السياق إقرار عضوية الشيخ الأحمر وأخيه صادق في المؤتمر خلال اجتماع الأمانة العامة للمؤتمر في صنعاء في كانون الثاني الماضي. وهو الاجتماع الذي أثيرت علامات استفهام كثيرة حول موعد ومكان عقده، فضلاً عن مصدر تمويله في ظل فقدان المصادر التقليدية المتمثلة بالعراق وليبيا وسوريا. وكان لافتاً تحول الاجتماع المذكور إلى منصة للشيخ القبلي، قدّم من خلالها مطالعة قومية عروبية، دعا فيها إلى «بلوغ أقصى درجات التوافق والتنسيق بما يسهم في توحيد الصف العربي... ومضاعفة دور المؤتمر في دعم ومساندة نضالات الشعوب العربية في التحرر من الأنظمة الاستبدادية ومساعدة شعوب دول الربيع العربي على تجاوز الصعوبات...». غير أن التأثير القطري على المؤتمر لم ينحصر فقط في محاولة استغلاله لتعويم حميد الأحمر، بل برز أيضاً في السعي إلى تعزيز الحصار على النظام السوري من خلال عدة إجراءات أنيطت مهمتها بالمخلافي. وأبرز هذه الإجراءات: عدم دعوة حزب البعث اليمني إلى الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر التي عقدت في القاهرة قبل أسبوعين، وذلك بسبب أن الحزب المذكور يعتبر فرعاً قطرياً لحزب البعث السوري. واختتمت الاخبار اللبنانية تقريرها بالقول:( انه وبناءً على ذلك، يحذر معنيّون في أروقة المؤتمر من ربيع قومي على غرار الربيع العربي تزهر براعمه في العاصمة القطرية).