بالأمس ودعنا عاماً هجرياً واستقبلنا عاماً جديداً واليوم نودع عاماً ميلادياً ونستقبل عاماً جديداً، ويفصل بين التقويمين الهجري والميلادي خمسة عشر يوماً.. وبهذين العامين اللذين ودعناهما، نكون قد اسدلنا الستار على أيام خوالي شهدت مآسي واحزان وتعرض فيها الوطن لتآمر وتخريب ينهش في جسده على ايدي من ادمنوا الحقد والكراهية عليه، واصبحوا لا يعيشون إلا على الخراب والاحتراب متجردين من أية سمات وطنية ويحاولون ألاَّ يجعلوا الوطن يتنفس نسائم الأمن والاستقرار وينعم بالخير، وانما حملوا على عاتقهم معاول الهدم والتخريب وناصبوا العداء والكراهية للوطن، محاولين ادخال البلاد في نفق مظلم بعد أن شكلوا مثلث شر إرهابي شيطاني في جمع إرهاب القاعدة وشغب الحراك واجرام الحوثة، وهم جميعا ينفذون أجندة خارجية متربصة باليمن.. هذا التحالف الذي جمع قبعة المستعمر ودسمال السلاطيني والعمامة السوداء ذات المذهب الصفوي الفارسي، يسعى إلى ان يجعل من الوطن جذوة ملتهبة، واعانهم على هذا الموقف الضلالي والظلامي أحزاب تعمل في الساحة الوطنية، وكنا نعدهم من الاخيار معتقدين انهم يحملون في قلوبهم حبا للوطن ويهمهم أمنه واستقراره، ولكنهم خابوا وخسروا، يحملون على ظهورهم وزرهم ووزر من تبعهم جراء وقوفهم مع الباطل ضد الوطن ومكتسباته، وعندما خاصموا فجرو ولم يفرقوا بين الحق والباطل والضار والنافع، ليستمروا في تلك الأفعال المشينة نكاية بالنظام والسلطة الحاكمة ولم يحددوا موقفهم مما يجري في البلاد وانما أذكوا الفتنة وفتحوا جبهات جديدة في مواجهات استنزفت كافة الموارد، وخسر الوطن خير أبنائه ودخلوا جميعاً في "غدير" مشترك جمع كافة التناقضات، ولكن جمعهم هدف واحد وهو الاضرار بالوطن والناتج عن نزعة شريرة وسلوك غير سوي وضمائر ميتة لا يهمها إلا زعزعة الوطن وعدم تقدمه. إذاً فان الحوثة والقاعدة والانفصاليين ليسوا إلا عبارة عن "مثلث شر إرهابي" وشجرة خبيثة يجب اجتثاثها مهما كانت التضحيات ومهما طالت أمد الحروب والمواجهة، لأن الحوار مع مثل هؤلاء غير نافع كونهم قتلة وسفاكي دماء، وإذا كان هناك توجه للقيادة السياسية بالدعوة إلى الحوار نزولاً عند رغبة الأخ الرئيس الحريص دائما على الاصطفاف الوطني كسلطة ومعارضة تحت مظلة الوحدة والشرعية الدستورية، فإنها فرصة يجب ألا يفوتها كل الخيرين من القوى الوطنية العاملة في الساحة اليمنية ليجلسوا جميعاً على مائدة الحوار، مغلبين المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية والولاءات الضيقة حفاظا على هذا الوطن ومكتسباته، والكل هنا يحدوهم الأمل بأن يحصل هناك نوع من التوافق السياسي بين السلطة والمعارضة وما زال الجميع يعالجون الألم بالأمل لما سيتمخض عنه هذا الحوار، الذي سيكون فاتحة خير لعام جديد ان شاء الله وسيخرج البلاد من أزماتها المفتعلة. على أطراف الحوار ان يقفوا جميعا بقلب واحد في وجه ما يحاك ضد البلاد من تآمر وتمرد وتخريب وأن يحافظوا على وحدتها وشرعيتها الدستورية والقانونية بعيداً عن المناكفات والمزايدات السياسية.. على الجميع ان يكونوا عند مستوى المسؤولية الوطنية وان يلتفتوا إلى بناء الدولة وتنمية مواردها المالية التي اجتاحتها حيتان الفساد وتجار الحروب الذين ينعمون في ظل هذه الحروب والفتن، أولئك الغربان الذين يقتاتون على جيف التآمر على الوطن، فهل يعي العقلاء والحكماء من ذوي الحل والعقد في السلطة والمعارضة ويضعون حداً نهائياً لهذه العصابة المارقة التي تزعزع شرائح السفينة الوطنية، ويلتفون جميعاً حول ربان السفينة للوصول إلى بر الأمان ومعالجة كافة القضايا تحت سقف الثوابت الوطنية، ويعملون على اجتثاث الفساد والمفسدين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، فإذا اجتث الفساد ووجدت الإدارة الكفأة والإرادة القوية فأنا على يقين ان الأوضاع ستتحسن وتهدأ النفوس، وسيحل الحب والود محل الحقد والكراهية عندما يكون الجميع وجهتهم ومصلحتهم اليمن، التي هي أمنا جميعاً. نجدد تضامننا إلى الأستاذ عبدالله بشر.. كل عام وانتم بألف خير وعافية.. وأنت على سرير المرض ستشفى بإذن الله ومهما طال الوقت أو قصر ما زلنا نعلن تضامننا معك في محنتك هذه التي تعرضت لها، ولن يفلتوا من يد العدالة من أرادوا بك شراً فشرهم مردود عليهم، فأنت صاحب القلم الجريء والكلمة الحق والصادقة، ومهما تكالب عليك الحاقدون ذات النزعة الشريرة ضد الوطن وأبنائه الشرفاء فلن يثنيك عن موقفك وثباتك على المبدأ، وسيأتي اليوم الذي يقفون فيه صاغرين أمام الضربات الموجعة وسينالون عدالة السماء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.