تتأكد حقيقة الوطنية التي يدعيها الشخص منا بأعماله وممارساته وأفعاله تجاه وطنه أولاً وتجاه إخوانه وأبناء شعبه ثانياً..، كما يتأكد الانتماء الأصيل للوطن عبر السلوكيات والأقوال المختلفة التي تحمل نفعاً وتستهدف الخير للوطن والشعب.. ولا شك أن الممارسات الطاغية والسائدة اليوم من قبل البعض والتي تستهدف الإضرار بالشعب والاتجاه نحو إثارة الفتنة وإشعال الحرائق والزج بالوطن في أتون الفوضى والخراب ورفض كل دعوات الحوار لإنهاء الأزمة وضمان الانتقال السلمي للسلطة..، لا يمكن عدها ممارسات وأعمالاً تعكس حب الوطن وتؤكد حقيقة الانتماء الأصيل ليمن الإيمان والحكمة.. الوطنية هي مسؤولية تتعزز قيمها بالالتزام بالسلوك الواضح غير المنفصم عن الدين وعن الفكر وعن الأخلاق ومبادئ الفضيلة التي استقينا مفرداتها وأسسها من تعاليم ديننا وسنة نبينا الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام.. ادعاء الوطنية يسبقه الإيمان الحقيقي والمطلق بقوله عليه أفضل الصلاة والسلام «ليس منا من يدعو إلى عصبية»، كما تتأكد الوطنية بمعانيها السامية بالاتجاه نحو ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويبقى، وليس ما يذهب جفاء غير مأسوف عليه.. ادعاء الوطنية يسبقه الإيمان بحب الوطن فكيف يمكن أن نحب وطننا ونحن نتجه نحو الإضرار به وزرع الحقد والكراهية بين أبنائه؟!.. كيف يمكن أن نعكس هذا الحب في نفوسنا وقلوبنا ونحن ندعو إلى قطع الطريق وإلى الإضرار بمصالح البلاد والعباد، وتعطيل الحياة وتعميم الفوضى والخراب؟!.. وهل يمكن اعتبار دعوات النيل من أمن واستقرار البلاد ومن السلم الاجتماعي واللجوء إلى العنف من مبادئ وقيم الوطنية والمسؤولية التي تترتب عليها؟!.. • حب الوطن من الإيمان.. درس واضح وصريح لا يحمل التأويلات أو التفسيرات ولا يمكن إخضاعه للمزايدات وأنصاف الحلول أو للحسابات الشخصية التي يبحث أصحابها من ورائها عما ينفعهم دون الوطن وأبناء الشعب.. حب الوطن من الإيمان حقيقة، بل أصل ديني، لا يمكن لدعاة الحق المطلق وتجار السياسة ومسعري الحروب أن يؤمنوا به، وإن كان ذلك فيظهر مرتبطاً بمصالح ذاتية بعيداً عن الوطنية بمفهومها الواسع والكبير .. حب الوطن من الإيمان.. وهذا الحب لا يتجلى بمعناه الشامل من خلال الاحتشاد حول النار والكشف عن ألوان الفتنة والتخضب بالدماء..، بل بالإيمان المطلق بهذا الوطن الذي ننتمي إليه ويجمعنا على كلمة سواء، ويدفعنا للذود عن حياضه بكل غالٍ ونفيس ضد كل ألوان التآمر أياً كان شكلها أو نوعها.. هذا الحب وهذا الإيمان لا يمكن لمن يدعي ويتصنع الزهد ويلجأ إلى خداع الكلمة وادعاء الصلاح والإصلاح أن يفقه معناه ويعي حقيقة الأوطان في عقول وقلوب الشعوب.. • جميل أنت يا وطني فأنت الأصل وأنت الباقي وما دونك زائلون راحلون مهما تلاعبوا بحقيقتك البهية وادعوا حبهم لك كذباً فأعمالهم وممارساتهم واضحة ولا تكذب.. أنت الأروع يا وطني وأنت من نحتضنه أملاً وبشرى، ومن نزرعه في مآقينا حلماً لا يأفل، وفي قلوبنا حباً لا يذبل وفي نفوسنا إيماناً لا يتزعزع أو ينكسر.. وطني يا كل الحب والإشراق لن ينال ضوءك الحاقدون، ولن يطفئ نورك المتآمرون، ولن يتمكن دعاة الكراهية أن يؤثروا على إيماننا وحبنا بالوطن الأم وبالوحدة العشق الذي لا ينتهي.. إليهم جميعاً.. حب الوطن من الإيمان ولا يدعي هذا الحب من يجره إلى أتون الفوضى والتخريب أو يزرع الحقد والكراهية في قلوب أبنائه..