عصر يوم الاثنين الماضي قتل مسلحون متمركزون بمقر مؤسسة صحيفة "الأيام" بمدينة كريتر شرطياً وأصابت رصاصات رشاشاتهم ثلاثة آخرين، أحدهم مدير قسم الشرطة بالمدينة . قصة تحول المؤسسة الصحفية إلى ثكنة عسكرية بدأت مطلع شهر مايو 2009م، ففي اليوم العاشر من الشهر توجه عدد من أفراد الأمن للقبض القهري على هشام باشراحيل وابنه هاني تنفيذاً لأمر قضائي بعد أن رفضا طلبات أو استدعاءات متكررة من محكمة في صنعاء، تنظر في قضية قتل حدثت في منزل باشراحيل بصنعاء في شهر فبراير 2008 م، وأتهم فيها حارس المنزل ويدعى المرقشي الذي يدعى براءته ويتهم آخرين ،وقد استدعت المحكمة هشام وابنه كشاهدين إلا أن هشام رفض الاستدعاء خشية من توريط ابنه مباشرة في القضية كما نقل عنه بعض المقربين .. ولكن أفراد الأمن لم يلقوا القبض على هشام وابنه بسبب تصدي حراس "الأيام" لهم، وتدخل وسطاء لإقناع الأمن بترك الفرصة لباشراحيل أن يقرر هو الحضور إلى المحكمة طواعية في وقت لاحق. وكانت وزارة الإعلام قد أمرت في مطلع شهر مايو بالحجز الإداري على عددين من صحيفة "الأيام" وصادرت الكميات التي طبعت منها رغم الحجز، وفي اليوم الخامس من الشهر نفسه – رغم زوال مفعول الحجز الاداري – أعلن هشام باشراحيل وقف إصدار(( الأيام )) وكذلك (( الأيام الرياضي )) وقال إن مؤسسته اتخذت هذا القرار لأنها رأت أن "مصير كل كمية تخرج من بوابة المطابع ستكون بحكم المصادر"، وفي الحقيقة هذا القرار يستند إلى مجرد " احتمال " المصادرة بينما قرار المصادرة يقتصر على عددين سابقين، وبذلك تم توقيف " الأيام " ومعها "الأيام الرياضي" دون وجود أمر توقيف من وزارة الاعلام، وقد انتقل أنصار (( الأيام )) بما في ذلك قيادات في الحراك والمشترك إلى مطالبة السلطة بإلغاء قرار وقف صحيفة (( الأيام )) بينما لا وجود لمثل ذلك القرار حتى يتم إلغاؤه لا بالنسبة ل"الأيام" ولا لنسختها الرياضية التي لم يشملها قرار الحجز الذي سبق إعلان باشراحيل توقيف نشاط مؤسسته من تلقاء نفسه بدعوى تحاشي الخسائر . في تلك الأثناء كان متضامنون مع باشراحيل و"الأيام" أبرزهم طارق الفضلي والنائب المؤتمري العولقي، قد تمكنوا من إدخال أكثر من (25) مسلحاً بالرشاشات وال" آر. بي جي" إلى مدينة كريتر، وهؤلاء المسلحون تم استقدامهم من أبين وشبوة والضالع وظهروا صباح يوم 13 مايو متمركزين فوق مبنى "الأيام"، والمباني المجاورة وفي الساحة المقابلة لمبنى "الأيام" وشوارع فرعية، فأرسلت إدارة أمن - بعد تلقي الخبر – دورية للشرطة فتم مهاجمتها من قبل المسلحين وقتل أحد المارة في شارع فرعي، وتم عقب ذلك سحب الدورية بأوامر عليا كما قيل، وفي اليوم نفسه كان نائب رئيس الجمهورية يزور عدن، وقال هشام باشراحيل إن رئيس الجمهورية أمر بتشكيل لجنة برئاسة نائبه وعضوية وزيري المغتربين والخدمة المدنية للنظر ووضع حلول لكل مشاكل "الأيام"، وإنه ابلغ اللجنة التزامه بما تم (( الاتفاق عليه مساء 19 مايو 2009م )) وفي الوقت نفسه قال باشراحيل (( ننتظر نتائج أعمال اللجنة الرئاسية )) دون أن يشرح أسباب التناقض في القولين السابقين، لأنه- على ما يبدو- لا وجود حقيقي لمثل تلك اللجنة (( الرئاسية )) التي زعمها باشراحيل، وفي الوقت نفسه نقل أحد المقربين منه أنه لن يعيد إصدار الصحيفة وسوف يستثمر أعمال ((الحراك )) وتضامن الصحفيين من أجل (( تسوية القضية الجنائية أولاً )) .