عندما قامت الثورة في جنوب الوطن سابقاً كان أبناء تعز هم من مهدوا لقيامها ومثلوا الانطلاقة الأولى ضد التواجد الاستعماري البريطاني، وكانت تعز هي مقر قيادة الثورة وملتقى الثوار من أبناء الجنوب في الشمال الذين دحروا الاستعمار وأسقطو الامامة.. فكانت الثورة في الجنوب هي الوليد الشرعي لثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن ضد الإمامة الكهنوتية، وأبناء تعز الثوار كان لهم بصمات واضحة في قيام ونجاح الثورتين.. وعندما وصل الحزب الاشتراكي الشمولي إلى حكم الجنوب خلف مآسي وحروباً واقتتالاً بين أبناء الوطن الواحد، وكان متصدراً لقوة التمرد والتخريب في الشمال تحت مسمى "الجبهة الوطنية" والتي خلفت الكثير من الاقتتال والمواجهات مع النظام آنذاك، ولم تستقر البلاد وتصل إلى بر الأمان حتى تولى الرئيس علي عبدالله صالح قيادتها عام 78م حاملاً هماً وطنياً وحدوياً ليعمل كل ما بوسعه لتحقيق الوحدة اليمنية حتى تحقق ذلك المنجز العظيم في الثاني والعشرين من مايو 90م، وكان أبناء تعز في طليعة من وضعوا مداميك الاقتصاد والاستثمار في الجنوب بعد إعادة تحقيق الوحدة، إذ كانت عدن حينذاك خاوية على عروشها بعد مآسي واقتتال "الرفاق" طيلة حكمهم الذي يزيد على ربع قرن، ولم يخلفوا شيئاً ايجابياً يذكر، وكانت الوحدة هي المنقذة لوضعهم المزري، إذ وجدوا منها الملاذ الآمن بعد انهيار الاشتراكيين على المستوى العالمي، وكانت تعز هي أول محطة لأبناء الجنوب ليتنفسوا فيها ومنها نسيم الحرية بعد أن خرجوا من سجون الحزب الاشتراكي الذي حكمهم بالحديد والنار، وعندما عم الشعب خيرات الوحدة واستطاع المواطنون أن يتنقلوا بحرية على طول وعرض الوطن كانت أموال أبناء تعز مسخرة للنهوض بالاقتصاد والاستثمار في المحافظات الجنوبية وعلى مستوى كل المحافظات، فبنوا عدن وعمروها أكثر مما عمرها غيرهم. واليوم نجد متطفلين على نتائج اقتصاد أبناء تعز وأموالهم يتنكرون لذلك الموقف الجميل، فحصد أبناء تعز جراء معروفهم الجميل الكثير من المآسي والحقد والكراهية من أولئك الحاقدين المرتزقة فكان القتيل من أبناء تعز وكان معظم المال المحروق والمنهوب محسوباً على أبناء تعز وكان التقطع والحرابة مرصوداً على أبناء تعز، حتى أن أبناء تعز كانوا هم الضحية الأولى لحقد الحاقدين وكراهيتهم، وللأسف أن هؤلاء الذين يحملون الحقد الدفين من أبناء محافظاتنا الجنوبية هم من أجيال الوحدة الذين كان من المفترض أن يكونوا عونا مساعداً لأخوانهم من أبناء تعز وكل المحافظات اليمنية لكن التعبئة الخاطئة وتربيتهم على الاقتتال والتناحر هي التي أظهرت فيهم نتوءات الحقد والكراهية ضد أبناء تعز ليصموهم بعد ذلك ب"الدحبشة" بل إن ثقافة الحقد والكراهية لديهم تعممت ضد كل أبناء المحافظات الشمالية.