لعبت الأغنية والأنشودة الوطنية دوراً كبيراً في مواجهة الظروف والمنعطفات التاريخية التي مر بها الوطن.. لكن الآن والوطن يخوض معركة مفتوحة ضد الفوضى والارهاب والتمرد والتخريب.. غابت الكلمة واللحن، وانزوى الفنانون والشعراء والملحنون بعيداً عن كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن ولم تعد الأغنية والأنشودة الوطنية كما كانت في الماضي.. "الجمهور" في العدد السابق ناقشت أسباب هذا الغياب والانزواء مع ارباب الكلمة واللحن، وتواصل في هذا العدد مناقشة الموضوع ذاته ولكن مع الفنانين الشباب.. في البداية تحدث الفنان أحمد الحرازي قائلاً: "يفترض أن تكون الأغنية اليوم في مقدمة صفوف المعارك مساندة للجيش في جبهات القتال ضد أعداء الوطن من المتمردين وعناصر الإرهاب، كما كانت من قبل إبان الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة".. منوها إلى أن فناني اليوم من الشباب تناسوا وطنهم الأم وواجباتهم الوطنية التي تلزمهم الدفاع عنه وصد المؤامرات التي تحاك ضده من هنا وهناك". من عرس إلى آخر واعترف الحرازي في سياق حديثه إن مواقف الفنانين الشباب من الأحداث التخريبية والإرهابية التي تعيشها اليمن اليوم بعيدة جدا عن هذه الأوضاع كونهم – حسب قوله- مشغولين بالبحث عن الرزق ولقمة العيش.. متنقلين من عرس إلى آخر.. لافتا بالقول: "أقوم منذ فترة ليست بالقليلة بتجهيز عدد من الأعمال الوطنية والحماسية، تساهم في الدفاع عن بلدي مما يتعرض له اليوم من تخريب وإرهاب على أيدي عناصر التمرد، وتحفيز الجيش وهذه الأغاني (أنا وحدوي)، (أنا الشعب حامي حمى وحدتي)، (نهايتك نهايتك). واختتم الفنان احمد الحرازي حديثه قائلاً "نحن الآن بحاجة إلى أغانٍ وطنية معاصرة إلا أن الجهات المختصة في الثقافة والإعلام تتحمل كامل المسؤولية عن غياب هذه الأغاني وتهميش الفنانين وعدم الاهتمام بهذه الجوانب". نفتقر إلى الشعراء من جهته أوضح الفنان أحمد الحبيشي أن دورهم كفنانين كدور أي جندي في أرض المعركة سواء في محافظة صعدة أو في أية مناطق أخرى من الوطن.. مشيرا إلى أن الفنان يعتبر لسان حال الشعب وأن ما يعيق فناني اليوم من أداء واجبهم الوطني هو افتقارهم لشعراء الأغاني الوطنية.. مضيفاً في هذا الصدد: "بالنسبة لي شخصيا لم أجد الشاعر الذي يكتب لي الكلمات التي أجد من خلالها دوري النضالي ضد ما يواجهه الوطن اليوم من فتنة وإرهاب وتخريب".. منوها إلى قيامه بالبحث عن كلمات وألحان لأغانٍ وطنية وقومية من الشعراء الذين يتعامل معهم وآخرين، ولكنه ما يزال ينتظر وعودهم بتزويده بذلك حتى الآن. واختتم الحبيشي حديثه بالقول: "لدي رغبة كاملة أن أشارك في الذود عن وطني بحسب طبيعة مهنتي الفنية، مثلما يشارك الجندي في أرض القتال لكنني لم أجد شاعر كلمات الأغنية أو الأنشودة التي يجب أن أساهم من خلالها بالدفاع عن اليمن الواحد". فنانون بلا مبادئ واتفق الفنان أسامة الآنسي مع من سبقوه في الحديث بأن الفنانين الشباب اليوم في اتجاه آخر بعيدا عما يشهده الوطن من مؤامرات ومواجهات تخريبية وارهابية وانفصالية.. مشيرا بأن مواقف الفنانين لا تقل شأنا عن دور ومواقف الجندي في ساحة المعركة. وأضاف الآنسي: "أصارحك القول ان الفنانين مش عارفين حقوق الوطن عليهم".. ويتابع: "لكن المشكلة ان هناك بعض الفنانين تجردوا عن المبادئ المهنية والفنية التي تحتم علينا الوقوف إلى جانب وطننا ومؤازرته والذود عنه وصد عناصر الإرهاب والتخريب والانفصال، وذهبوا للبحث عن اغانٍ رخيصة بعيدة كل البعد عن مبادئ المهنة". وعن السبب قال الفنان الآنسي: "أيضا عدم وجود الكلمات والألحان الوطنية سواء للأغنية أو الأنشودة تعتبر بحد ذاتها مشكلة تواجه الفنان وتقف عائقاً امامه عن القيام بدوره تجاه وطنه".. مشيراً إلى انه لا يوجد أي اهتمام من قبل الشعراء والملحنين الذين انجروا وراء رغبات الفنانين والشركات المنتجة وتوفير الكلمات والالحان العاطفية الرائجة بحثا عن المال. وقال الفنان أسامة الآنسي: "أنا الآن بصدد الإعداد لطرح اغنية وطنية أساهم من خلالها في الدفاع عن الوطن وما يواجهه اليوم من فتن وارهاب".. داعيا كل الفنانين الشباب إلى القيام بدورهم الوطني وتحمل مسؤولياتهم كمواطنين يمنيين، والى الاقتداء بالفنانين الأوائل لاحياء الدور الفني القومي من جديد، وإشعال ثورة تجاه المتمردين والعناصر الانفصالية دفاعاً عن وحدة اليمن وترابه الطاهر. قضية وطن أما الفنان حسن علوان فقد بدأ حديثه قائلاً :"صراحة الموضوع مهم وانتم ذكرتمونا به ويتطلب منكم ان تثيروا هذه القضية لانها قضية وطن، ونحن علينا واجب كذلك". وحمّل الفنان حسن علوان الإعلام كامل المسؤولية في غياب دور الفنانين، "لأنه ما فيش دور واضح حتى للاعلام حقنا.. يعني المفروض ان يدعوا الفنان ويحظى بمكانة عندهم من خلال استضافته واظهاره بصورة لائقة لتشجيع الفنانين وتحفيزهم على البحث عن كلمات وأغانٍ وأناشيد وطنية وحماسية نؤازر بها الوطن". وتطرق علوان إلى أن لديه العديد من الأغاني الوطنية سجلها خلال الفترة السابقة وقال أنه يبحث حالياً مع بعض الشعراء عن كلمات والحان تصب في هذا الهدف.. منوها إلى غياب الثقافة وليس الأغنية فقط وأنه لو وجدت ثقافة عالية لدى الفنان لوجدت الأغاني والأناشيد المناهضة للفتن والفوضى والأعمال التخريبية، كما قال.