ما من شك أن إعلان اللجنة الوطنية المشرفة على تنفيذ النقاط الست بمحور حرف سفيان، تعليق أعمالها هنالك وإرجاعها أسباب هذا الإجراء إلى عدم جدية الحوثي في تقدم عملية السلام لهو بمثابة خيبة أمل كبيرة لدى كل المواطنين، الذين استبشروا خيراً بوقف الحرب إثر إعلان الحوثي التزامه بالنقاط الست ، وإن كان الشك في جدية المتمردين الحوثيين شعوراً دائماً ما انفك يلازم المواطنين حتى هذه اللحظة. لقد استمرت لجان الإشراف في مختلف المحاور تعمل بجد واجتهاد ، ويواجه أعضاؤها خروقات المتمردين الحوثيين بكل صبر وحلم وحكمة ، على أمل تحقيق تقدم ملموس على الأرض، رجاءً منهم في أن التحلي بالصبر والحكمة مع المتمردين الحوثيين سيؤتي ثماره ، والمؤكد أن اللجان الإشرافية في كل هذا لم تزل مدفوعة بحلم السلام، راجية ألا تخيب أمل المواطنين، إلا أنه وكما يبدو قد طفح الكيل ، وفاقت خروقات المتمردين الحوثيين صبر أعضاء اللجان الوطنية الإشرافية ولم يجز السكوت عليها. وإذا كانت البداية من محور حرف سفيان بعد أن غضت اللجنة الطرف كثيراً عن خروقات المتمردين الحوثيين واستفزازاتهم، فإن هذا الإجراء المتمثل في تعليق اللجنة الوطنية لأعمالها بقدر ما هو تبرئة لها أمام الواجب والمسؤولية فإنه في الوقت نفسه ينبغي أن يحمل المتمردين الحوثيين على مراجعة أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب ، والتعاون كلياً مع اللجان الإشرافية في مختلف المحاور ، وتسهيل أعمالها، الأمر الذي من شأنه أن يضع حداً لمخاوف المواطنين من عدم رغبة الحوثيين في السلام وإحلال الأمن في صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران. إن ما يؤسف له هو أن الحوثيين يوماً بعد آخر يؤكدون استمرارهم على نهج الاحتكام لغطرسة السلاح. ومن هنا فإن الصورة النمطية عنهم بوصفهم على خلاف مع السلام والوئام الذي انطبع في أذهان المواطنين عنهم على مدى السنوات الماضية لم تزل تجد لها ما يؤكدها ويدعمها ، الأمر الذي يبرر مخاوف المشككين في جدية الحوثي بالتزام السلام سواء هذه المرة أو سابقاتها ، وعليه فإن الحوثي مطالب اليوم كما في السابق بإثبات حسن النية ، وأول ما يتوجب عليه هو تسهيل مهام اللجان الوطنية الإشرافية ومنع خروقات أتباعه وأعمالهم الاستفزازية أمام عودة لجنة محور حرف سفيان إلى الميدان ، ولضمان ألاّ تعلق اللجان الأخرى أعمالها كذلك.