نعم.. إنها جزيرة الحرية والسلام النائمة على حوض بحر الكاريبي في اقصى شمال امريكا اللاتينية، والتي امتدت ذراعيها لتعمّ شتى دول العالم ، طلبا لعلاقات (صداقة) إنسانية مبنيَّة على احترام الآخر، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.. هكذا عرفنا كوبا منذ كنا صغارا في سن التعليم الاعدادي!. حينها كان يُقالُ لنا ، ان كوبا هي بلدُ الاممية (الاول) في العالم..وبلد الاشتراكية (المعتدلة) القائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية ، واعتبار الانسان الثروة الاغلى في كل الأحوال. إن أممية كوبا تدعونا –نحن العرب والمسلمين خاصة- أن نكون خير صديق ورفيق لهذا البلد الكاريبي، المتوازن في علاقاته مع الجميع والمتضامن دوما مع قضايا أمتنا العربية والاسلامية العادلة ، وخاصة تلك التي يقفُ في طرفها الآخر العدو الصهيوني الغاصب!. فلكوبا الحرية ..كوبا (فيدل كاسترو) ، مواقف مشهودة وصريحة ، تنم عن تضامن إنساني (أممي) تجاه العرب والمسلمين ، ناهيكم عن دورها الملحوظ في مناهضة العدوان والارهاب الصهيوني المدعوم والمعزّز بفيتو (امريكي)!.. والتاريخ القريب، خيرُ شاهد على ذلك (الانحياز) الامريكي نحو ربيبتها المدللة إسرائيل!. كما تذكرنا مواقف كوبا التضامنية الجريئة بجارتها فنزويلا (هوغو شافيز).. فلهاتين الدولتين الكاربيتين فواصل من التضامن الحقيقي الصادق والمنزَّه ، مع أكثر دول العروبة والعالم معاناة ، بسبب الصلف الصهيوني..إنها فلسطين المنكوبة الجريحة و(غزة) المحاصرة السليبة. وما أزعجني وجعلني مديناً لهذا الوفاء الامريكي اللاتيني تجاه قضايا أمتنا العادلة ، هو ما أحطتُ به علما حول أصداء المطالبة الكوبية لجارتها الشمالية الولاياتالمتحدةالامريكية ، بإطلاق سراح مواطنيها (الخمسة) الذين يقبعون في السجون الامريكية ، منذ عام 1998م بعد إدانتهم من قبل محكمة (إمريكية) ، تفتقر للحيادية والمصداقية ، بقضية ملفقة و(استهدافية) مكشوفة النوايا والمرامي والأبعاد!. فتهمة التجسس الكوبي على جارتها الشمالية امريكا ..قد استنكرتها كل قوى الخير والمحبة ..ليس فقط في امريكا نفسها، بل وفي مختلف أصقاع المعمورة. والحقيقة تؤكد براءة الكوبيين الخمسة من تهمة التجسس، طالما وقد وجدوا (متلبسين) في مطاردة وملاحقة عصابات إرهابية إمريكية ، تستخدم من (ميامي) بولاية فلوريدا قاعدة انطلاق الى الاراضي الكوبية.. وهو ما يعززُ (فرضية) الدفاع عن المصالح الكوبية ، في وجه الارهاب القادم من جهة الشمال!. فهل يستحق من يدافع عن بلده ضد عصابات (إرهابية) ، السجن لمدد تراوحت بين مؤبد ، و15 و19 عاماً، بمنطق عدالة المحكمة الامريكية؟ أم أنها العدالة ، ولكن بالطريقة (الامريكية) !علما بأن منطوق الحكم –في حينه- لقي معارضة شديدة من قبل كل من أدرك -حينها- ويدرك حتى اللحظة أن للسياسة (ضلعاً) في القضية!.. أي أنها قضية (مسيسة) 100% طبخت –حينها- في البيت الأبيض.. وليست مجرد (انتهاك) لحدود الجارة الشمالية الكبرى ، بل ليّ ذراع ل(منارة) الحرية والسلام ، القابعة في (جزيرة) امتد خيرها و(جميلها) الى مختلف أنحاء العالم. فهل يلبي العرب والمسلمون نداء (جزيرة) الحرية ، في الضغط على الولاياتالمتحدة من أجل إنهاء معاناة مواطنيها الخمسة، المقيدة حريتهم بحكم ظالم، ومنذ عام 98م؟!. إنها دعوة لردِّ الوفاء و (الجميل) لصاحبة الجهود الأممية الانسانية الدافقة. والله من وراء القصد.