أقر الاتحاد العام لكرة القدم مؤخراً استئناف مباريات الدوري العام لكرة القدم لأندية الدرجتين الأولى والثانية بعد تأجيل دام لأسابيع. "الجمهور" تطرقت في أعداد سابقة لقضية تأجيل الدوري، وتضع الجميع أمام قرار استئناف الدوري ومتطلباته في هذا المرحلة. بدأت حكاية إيقاف مسابقات دوري كرة القدم في اليمن، عندما غاب فريق "حسان" أبين من المباراة التي كانت ستجمعه بفريق "العروبة" في صنعاء في الجولة السابعة عشرة للدوري، ثم غيابه في الجولة الثامنة عشرة أمام شعب صنعاء، ثم تخلف "شعب المكلا" عن الحضور إلى ملعب الحديقة بالبيضاء لملاقاة فريق "شباب البيضاء". وفي المباريات الثلاث حضر الحكام ومراقبو المباريات وغابت الأندية المذكورة. عذر الاتحاد وفجأة أصدر الاتحاد العام لكرة القدم قراراً بتأجيل مباريات الدوري إلى أجل غير مسمى.. مرجعاً ذلك إلى "أسباب أمنية". وكشفنا في صحيفة "الجمهور" في العدد الماضي رقم (151) الصادر بتاريخ 7/5/2011م عن السبب الحقيقي وغير المعلن وراء قرار اتحاد الكرة بتأجيل مباريات الدوري، ووضعنا حينها العديد من علامات الاستفهام حول عدم طرح قيادة الاتحاد السبب الحقيقي المذكور، وتحميل وزارة الشباب والرياضة مسؤولية عدم صرف مخصصات النشاط الداخلي منذ بداية عام 2011م وحتى اليوم.. خصوصاً وأن اتحاد الكرة لم يكن الاتحاد الوحيد الذي لم يستلم مخصصاته المالية، حيث أن هناك اتحادات أخرى تعاني من نفس المشكلة وكان قياديوها أكثر جرأة وشجاعة في التصريح بذلك من القياديين في اتحاد الكرة. رفض الأندية وإزاء ذلك أعلنت معظم الأندية المشاركة في الدوري العام رفضها واعتراضها لقرار تأجيل الدوري.. وأكد عدد من المسؤولين في إدارات الأندية في تصريحات لهم بأن مباريات الدوري تواصلت خلال الفترة الماضية دون مشاكل، ومنذ بداية الظروف الحالية التي تمر بها البلاد حالياً أقيمت المباريات في عدد من المحافظات وحضرها جمهور وسارت بشكل طبيعي ولم يحدث أي حادث لأي نادي. الأندية ضحية منوهين بأن توقف الدوري سوف يسبب خسائر مالية باهظة في الوقت الذي تعاني فيه أنديتهم من شحة الموارد وضعف الإيرادات التي لا تفي بشيء من الالتزامات، وأن قرار إيقاف وتأجيل الدوري سوف يدخل أنديتهم في أزمات مالية كبيرة نتيجة التزامات الأندية المتعلقة بمرتبات اللاعبين المحترفين والمدربين في ظل الإمكانيات البسيطة للأندية. ..والمنتخبات أيضاً وحذر محللون رياضيون في حينه من الخطورة التي يشكلها قرار إيقاف الدوري على المنتخبات الوطنية (أول، أولمبي، شباب، ناشئين) التي تنتظرها قادم الأيام استحقاقات قارية وأولمبية هامة.. كون لاعب المنتخب يكتسب لياقته البدنية من مباريات الدوري.. ناهيك عن إشكالية اختيار أفضل العناصر للمنتخبات في ظل توقف الدوري. قرار الاستئناف المهم أن اتحاد الكرة قرر مؤخرا ونتيجة للرفض الشديد من الأندية لقرار الإيقاف الخاطئ وواقع حال الاستحقاقات القادمة، قرر استئناف الدوري واستكماله ابتداء من تاريخ 15/5/2011م. اعتراف أحمد صالح العيسي- رئيس اتحاد الكرة- اعترف بطريقة غير مباشرة بعدم صوابية قرار الإيقاف، وقال بأن توقف الدوري خلال الفترة القليلة الماضية جاء مخالفاً لتوجيهات مجلس إدارة الاتحاد، وسعيه الدائم لاستمرار النشاطات والبطولات وعدم توقفها، كون استمرار البطولات هدفاً رئيسياً يعمل الاتحاد على تحقيقه لتثبيت مواسمه الكروية وأنشطته، وبما يعود بالنفع والفائدة على مستوى اللاعبين وتطور الفرق، كما قال. إحراجات ويبدو أن رئيس اتحاد الكرة قد وجد نفسه مضطراً للكشف عن السبب الحقيقي لقرار تأجيل الدوري بعد أن وردت تصريحات رؤساء وقيادات الاتحادات الرياضية الأخرى، التي تفيد اضطرارهم لإيقاف أنشطة وبطولات اتحاداتهم بسبب عدم قيام وزارة الشباب بصرف المخصصات المالية. التماس العذر حيث قال العيسي بأن "المشكلة المالية" تظل مستمرة رغم المحاولات الكبيرة لتجاوزها، وأن ما يعاني منه الاتحاد تعاني منه أيضا وزارة الشباب والرياضة، التي تشكو من عدم وفاء بعض الجهات لتسديد ما عليها من أموال للصندوق، وذلك في إشارة حاول من خلالها العيسي التماس العذر لوزارة الشباب والرياضة في عدم صرف المخصصات المالية لاتحاد الكرة. متطلبات هامة الآن وبعد أن يستأنف الدوري نشاطه بإذن الله فإن الظروف التي تمر بها اليمن هذه الأيام تفرض على كل من وزارة الشباب والرياضة ووزارة الإعلام واتحاد كرة القدم العديد من الإجراءات والمتطلبات الهامة والضرورية. دعم الأندية والاتحادات فوزارة الشباب والرياضة معنية بدرجة أساسية بتسخير كافة إمكانياتها المادية في الوقت الراهن من أجل دعم الاتحادات الرياضية وخاصة اتحاد كرة القدم، وكذا زيادة صرف الدعم المالي للأندية ولو بالتجاوز، حتى تستطيع الأندية مواجهة التزاماتها للاعبيها ومدربيها، وبالتالي تجهيز فرقها على أعلى مستوى من أجل ضمان ظهور الفرق بأفضل مستوى، والذي سينعكس إيجاباً على قوة المنافسات خاصة في دوري كرة القدم. النقل التلفزيوني ووزارة الإعلام مطالبة بوضع حد لما أسماه عدد من المراقبين ب"الحصار المفروض على نقل مباريات الدوري"، والموضوع بشكل عام لا يحتاج أكثر من عربة نقل تنقل مباراتين في الأسبوع بمجموع ثلاث ساعات ونصف في فترة الظهيرة (بعد العصر) موزعة على يومين في إحدى القنوات الفضائية الحكومية وأنسبها قناة "سبأ"، وبقية الوقت في اليومين المذكورين وكامل الوقت في بقية أيام الأسبوع، متاح بصورة كافية للبرامج الحوارية المباشرة ونشرات الأخبار. اعتراض للآسيوي أما اتحاد كرة القدم فهو مطالب أولاً بتقديم اعتراض رسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشأن نقل مباريات المنتخبات الوطنية اليمنية إلى خارج اليمن، ضمن الاستحقاقات الكروية الآسوية والأولمبية، خصوصاً وأن هناك دولاً أخرى تعيش في ظروف سياسية وأمنية أسوأ من بلادنا بكثير، ومنها على سبيل المثال سوريا. اليمن وبس والخلاصة أن المتطلبات المذكورة من كل من وزارتي الشباب والإعلام واتحاد الكرة وخصوصاً في هذه المرحلة هي متطلبات ضرورية، لأنها تصب في صالح المنتخبات الوطنية في قادم الاستحقاقات الكروية من أجل تقديم مستويات ونتائج تدفع الجماهير اليمنية إلى الالتفاف حول منتخباتها، وتعزيز روح الانتصار للوطن والهتاف باسم واحد هو "اليمن".