يمر الوطن بمرحلة حاسمة مع عناصر التمرد الحوثي في محافظة صعدة والتي اعلنت الحرب ضد النظام والقانون والخروج عن الدستور، ويقدم أبناء قواتنا المسلحة والأمن أروع الملاحم البطولية في جبهات القتال ضد هذه العناصر في عمليات عسكرية تحظى بالتأييد والدعم المادي والمعنوي من كافة شرائح المجتمع لكي ينتصر الحق على الباطل، ما عدا من تخلفوا عن الركب الوطني من أحزاب المعارضة المتكتلة في أحزاب اللقاء المشترك، والتي جمعت كل التناقضات السياسية والتي لم تحدد موقفها من الحروب الخمس الماضية والحرب الدائرة رحاها الآن. فتلك الأحزاب النكرة لم تحدد موقفها من وطنيتها بالاعلان عن التنديد أو الشجب ضد عناصر التمرد، وانما كل مواقفها متذبذبة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء ووقفت موقف المتفرج سواء فيما يسمى ب "الحراك" الانفصالي في بعض مناطق المحافظات الجنوبية أو التمرد الحوثي في صعدة، مع التأكيد الجازم بضلوعها في اشعال الفتن وتلطيخ ايديها في التآمر على الوطن في محاولة منها لاغراق الوطن بمن فيه حقداً وكراهية، وانسياقها وراء اجندتها الخاصة وركوبها موجة مضرة بالوطن ووحدته ولم تعد قادرة على التفريق بين الخطأ والصواب في تبنيها مشاريع غير مكفولة دستورياً وديمقراطياً وانما مشاريع مناهضة للمصلحة الوطنية، وآخر ما اتحفتنا به تلك الأحزاب النشاز اعلانها تشكيل ما اسمته "حكومة انقاذ وطني" من مطبخ أحد الفنادق وبتراجيديا هزيلة لا تنم إلا عن ذهنية محنطة لا تعي ما يدور للوطن من مؤامرات خارجية لانتهاك سيادته وفق مخطط صهيوني فارسي ضمن ما يسمى "مشروع الشرق الاوسط الكبير" و "الهلال الشيعي" الذي يهدف إلى تصدير الثورة الايرانية ومذهبها الاثنا عشري وما خلفه ذلك المد الايراني لوجستياً لعناصر التمرد والمدعوم اعلاميا من طهران عبر ابواقه الاعلامية، حتى ان الاحداث الجارية في صعدة القت بظلالها على الدول الاقليمية المنضوية في الاتحاد الخليجي والذي استشعروا الخطر القادم من الفرس الصفوي والذي يريد من صعدة شمال اليمن نقطة انطلاق، بعد ان ظل يؤسس لمذهب طائفي سلالي قائم على ثقافة يهودية استعلائية، زاعمين انهم خلفاء الله وأحباؤه وهم في حقيقة الأمر بشر مما خلق والله جعل التمايز بالتقوى. وعودة إلى موقف دول الخليج وتبنيها الدعم والمساندة والوقوف إلى جانب اليمن في محنتها وحربها التي تخوضها ضد عناصر التمرد باعتبارها الوجه الآخر لنظام فارس الصفوي واعلان دول الخليج ان أمن اليمن واستقراره هو جزء من امن واستقرار الخليج بأكمله، بينما البعض من أبناء الوطن اليمني من أحزاب المعارضة يجاهرون بالانقلاب على ثوابته الوطنية بطريقة فجة وسامجة باعلان تشكيل حكومة لاغراق الوطن لا لانقاذه، وكيف يدعون لانفسهم ذلك وهم غارقون إلى رؤوسهم في وحل التآمر ولا يجيدون فن السباحة في مياه الوطن حتى يدعوا لانفسهم هذا المكان الرفيع، فالمنقذون لهذا الوطن هم أبناء الوطن الشرفاء من القوات المسلحة المرابطون في قمم الجبال في صعدة وعمران، والذين يخوضون معارك طاحنة مع عصابة الحوثي ليحافظوا على سيادة الوطن ومكتسباته ليظفروا بالنصر ان شاء الله حتى لا تعيد تلك الفرقة الباغية في جزء من وطننا الغالي المجتمع إلى سادة وعبيد، ولو فتشنا عليهم سنجدهم في عدد من البيوت متعاطفين ومناصرين ولكنهم يؤمنون بفقه "التقية" إلى حين استقواء التمرد الحوثي بالوصول والتمكين ولكنه عشم ابليس في الجنة. ومن هذا المنبر الحر انصح هؤلاء المزايدين رئيس واعضاء الحكومة المشكلة على الهواء ان يعودوا إلى جادة الصواب، وان يغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم وان يسخروا جهودهم للبناء بدلا عن الهدم فليس من الوطنية ان يتسابقوا في اختلاق الأزمات وخلق التبريرات للحاقدين والمناوئين على الوطن، وعليهم ان يكونوا عوناً لقيادة البلاد وتقويمها من الاعوجاج بالطرق السلمية التي لا تضر بالوطن ولا يتخذوا من الحقد والكراهية عنواناً لجر الوطن إلى شفير الهاوية، ذلك الوطن الذي نعيش على ترابه والذي منحهم الامن والاستقرار فبادلوه الوفاء بالوفاء، فالوطن لا يقاس بشخص وانما الوطن هو وطن الجميع ولا يحس بقيمته الا التائهون في بلدان الاغتراب.