التجمع اليمني للإصلاح ومراكز القوة التي يتبادل معها الارتباط مثل اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع وشيوخ القبائل المرتبطين به تنظيمياً، إلى جانب أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، هذه المجموعة المتجانسة صارت مصدر العنف السياسي الذي تشهده اليمن اليوم، وهي لم تعد تخفي ذلك، بل على العكس تعترف بممارسة العنف بهدف إسقاط النظام، وتقوم مليشياتها المختلفة بالهجمات العسكرية بصورة يومية للاستيلاء على معسكرات ومناطق جغرافية هنا وهناك. وبالنسبة لمليشيات حزب الإصلاح وقوات المنشق علي محسن "الفرقة الأولى مدرع" وإلى جانبهما عناصر من القاعدة وجماعات جهادية أخرى، كلها تعمل للاستيلاء على معسكرات الجيش وعتاد قوات الأمن تحت مسمى ضمها إلى القوات الموالية للثورة، والتي هي في حقيقة الأمر قوات يقومون بتقويتها إلى الحد الكافي من أجل الاستيلاء على كل مقاليد الأمور في البلاد، وفي مقدمة ذلك الاستيلاء على السلطة. لقد راهنوا في البداية على ما يعرف ب"الثورة الشبابية" التي لعبوا ويلعبون الدور الرئيس فيها، وراهنوا أيضاً على ضعف الدولة والضغوط القائمة باتجاه التغيير، واعتقدوا أن ذلك إذا دعم بقدر لازم من الفوضى سيكون سبباً جيداً للانقلاب باسم الثورة الشبابية المطالبة بالتغيير وإسقاط النظام، ولكنهم اكتشفوا أن النظام ليس ضعيفاً كما كانوا يعتقدون، وأن شعبيته اليوم أكبر مما كانت عليه قبل ستة أشهر، كما أدركوا أن القوى السياسية الأخرى "الأحزاب المعارضة" وشبابها في الساحات غير قادرة على إسقاط النظام سلمياً، وصدموا أيضاً بالمواقف الإقليمية والدولية حول الأزمة اليمنية التي تدعو إلى الحوار كسبيل وحيد لحل الأزمة، وهي مواقف وجدوا أنها ليست في صالحهم، بل وهاجموا أيضاً المجتمع الدولي ودولاً عربية كالسعودية بدعوى أنها تدعم النظام. وقد استخلصوا من هذا كله أن إسقاط النظام والاستيلاء على السلطة لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق القوة، وهم يمتلكون هذه القوة والقدرة على ممارستها، وفي هذا السياق يمكن فهم أحداث العنف التي تقع يومياً في أكثر من محافظة، وهي أحداث تقف وراءها المجموعة المتجانسة المكونة من حزب الإصلاح واللواء علي محسن وأولاد الشيخ الأحمر ومشايخ موالين ومرتبطين بحزب الإصلاح تنظيمياً، واجتذبت إلى جانبها قوى أخرى من خارجها وهي تنظيم القاعدة وجماعات جهادية، للواء علي محسن والشيخ الزنداني خاصة صلات قديمة وعلاقات استراتيجية معها. إن هذه القوى مجتمعة صارت اليوم تؤمن أن الاستيلاء على السلطة ومقاليد الأمور في اليمن لا يمكن أن يتم إلا عن طريق القوة، وتعتقد أنها تملك هذه القوة والتي من خلالها يمكن الاستيلاء على معسكرات وعلى مناطق جغرافية في المحافظات، بل وداخل المدن الكبرى مثل العاصمة ثم توسيع نطاق نفوذها فيها بمرور الوقت، وقد استطاعت تقديم نموذج لم يكن وارداً في الحسبان، ويتمثل في التحول الذي أحدثوه في تعز، وهي كمدينة وكمحافظة كان الاعتقاد السائد عنها عدم قابليتها للفوضى والعنف، وقد باتت اليوم مسرحاً لعمليات عنف مسلح على يد مليشيات حزب الإصلاح وقيادات عسكرية كبيرة في الفرقة الأولى، أرسلها اللواء علي محسن إلى هناك بغية محاربة قوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن والاستيلاء على معسكراتها وآلياتها، ولم تغب عن مسرح الأحداث في تعز عناصر تنظيم القاعدة ومجموعات قبلية مسلحة تم توجيهها إلى تعز للمشاركة في المهمة.