♦أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن نجاح مؤتمر الحوار يمثل محطة استراتيجية مهمة في طريق التغيير وانبثاق منظومة حكم جديدة ترتكز على المشاركة في المسئولية والثروة والسلطة. وقال الرئيس هادي ، لدى استقباله اليوم عدد من أعضاء مؤتمر الحوار والشخصيات والفعاليات الاجتماعية والثقافية والوجاهات من أبناء محافظات عدنولحجوابين والضالع : «كنا على مدى نصف قرن مضى من صراع الى صراع خلقت أنواع من الاحباطات والاعاقات امام تحقيق المنجزات التنموية والسير نحو التطور والنهوض مثلما هو عليه العالم والشعوب القريبة والبعيدة من اليمن التي طوت مسافات كبيرة في طريق التطور والازدهار». وأشار إلى أن «الشعب اليمني كان يتوق إلى الوحدة ويعتبرها طريقا لخلاص الوطن من التشطير والفراق ويعول على مستقبل افضل تسود فيه المساواة والعدالة وبرامج البناء والتطور الا أن هذه الفرصة التاريخية لم تأخذ حقها ليتحول اليمن الى ورشة بناء كبيرة من اجل تحقيق تلك الاحمال التي كانت ماثلة امام الجميع وضاعت فرصة ثمينة وتاريخية دون الاستفادة منها». ولفت إلى أن «المراهنات كانت انانية وكل طرف من طرفي التوقيع كان يعتقد انه سيتجاوز الطرف الاخر ويقضي عليه بصورة او بأخرى وفي واقع الحال لم يكن في الجنوب اشتراكية بمعناها الحقيقي ولا في الشمال رأس مالية بمعناها الحقيقي وإنما كان ذلك نتيجة الحرب الاهلية وتقاسم الأدوار والمحاور والكتل ولهذه الأسباب أيضا كانت هناك مواجهات وانتشار عسكري من باب المندب وحتى بيحان بين الشمال والجنوب وبصورة عبثية على حساب التنمية والتطور خصوصا فيما يتعلق بالبنى التحتية بكل اشكالها وانواعها وهي التي تعكس تطور الانسان اليمني معيشيا وثقافيا واجتماعيا». وأكد هادي أن اليمن اليوم أمام فرصة تاريخية لن تعوض وعلى الجميع طي صفحة الماضي إلى الابد وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض يكتب عليها اليمن الجديد ونحو المستقبل المشرق. وخاطب عبد ربه : البعض من «الحراك او من الاخوان في الجنوب سواء من القيادات او القواعد ماذا نريد ؟ نعم ماذا نريد قولوا لنا هل هناك مخرج أخر ، لا تريدون دستور لا تريدون وحدة ما تريدون ؟ اعطونا برنامج اخر اعطونا طريق اخر منطقيا وواقعيا وربما نتفق معكم اذا كان ذلك يخدم امن واستقرار ووحدة اليمن». وأوضح أن الحوارات التي شملت كل القوى السياسية من أقصى الجنوب الى الشمال ومن اقصى الشرق الى الغرب قد اتفقت على انبثاق عهد جديد وحكم جديد لليمن وطي صفحة الصراعات كلها وعلى أساس الحكم الرشيد والحداثة والمواكبة والاستفادة من تجارب الاخرين وبما يؤمن لليمن امنه واستقراره ووحدته. وأشار الرئيس الى أن «نظام الأقاليم سيكون ملبيا لطموحات الجماهير ويوفر الإمكانيات المالية والإدارية والأمنية بصورة افضل حيث سيكون في كل إقليم برلمانا ومجلس وزراء خدمي ، ما عدا وزارتي الدفاع والخارجية اللتان تمثل السيادة للدولة وسيكون من حق كل مواطن ان يتنقل أو يعيش أو يستثمر أو يعمل في أي إقليم تتوفر له الفرصة دون قيود او شروط وستتاح الفرصة أيضا لجذب الاستثمارات وتشييد المشاريع التنموية والصناعية والاستثمارية وسيخلق التنافس من اجل العطاء والبذل». وقال هادي ،بحسب وكالة الأنباء اليمنية، : «سيكون من السهل على المسؤول الأمني او الصحي او التعليمي ان يشرفوا عن كثب على سير العمل في الأربع المحافظات التي تمثل الإقليم وسيكون من السهل أيضا المتابعة من اجل رفع مستوى التعليم والرقابة الأمنية ومتابعة الجريمة والإرهاب بصورة بسيطة واقل كلفة وهذه متطلبات التنظيم العصري ومعظم الدول هي على هذا الأساس من التشكل النظامي والقانوني». وأضاف الرئيس قائلا : «القوات الخاصة ستكون سيادية مثلها مثل الجيش وستكون في المحافظات قوات امن يتم تشكيلها من أبناء المحافظة». وأشار الى أن القضايا والمشاكل العالقة التي يضل الناس يتابعون وراءها الى المركز او العاصمة ستحل في الإقليم او المحافظة حيث تكون الصلاحيات كاملة بكل صورها الإدارية والمالية والاقتصادية والثقافية وسيحدد الدستور النمط الكامل لطبيعة النظام القانون. ونوه الرئيس بالأدوار النضالية والبطولية والمستوى الثقافي والاجتماعي لأبناء محافظات عدن ، لحج ، ابين و الضالع. وقال : إن «هذه المحافظات الأربع تمل نخبة رائعة وكان لها أدوار نضالية في سبيل الانتصار للوطن والثورة والوحدة في مختلف الظروف والاوقات». وأكد أن الانسجام الاجتماعي والثقافي سيجعل من هذا الإقليم نموذجا رائعا في اطار امن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة أراضيه مباركا للجميع كل الجهود التي تصب في خانة التغيير السلمي والتوجه الجاد نحو المستقبل المشرق.