عيد العمال …لا يمكننا أن نسمع ب"عمال" إلا في هذا اليوم اليتيم …موظف، شاقي …الموظف إما شخص يقضي وقته متنقلاً بين مكاتب زملائه أو اللعب على جهاز الكمبيوتر ….هذا ألم يستأذن ويخرج للعمل في مكان أخر أو للذهاب في شأن آخر ويعود قبل الدوام ليوقع انصراف ….هذا إن كان موظف حكومي . فيما إذا كان موظف في القطاع الخاص فهذا لا فرصة له ليرتاح أو ليتظلم أو ليعترض …ينفذ فقط …وأن أقتضى ذلك مخالفته لكل قوانين العمل التي يسمع عنها في بعض العالم إلا في دولة لا تختلف عن كثير محيطها الفوضوي العبثي في طريقة تعاملها مع موظفيها والذين يتم استغلال حاجاتهم من القطاع الخاص بشكل ينتهك بها قوانين العمل التي لا توجد وأن وجدت لا يعمل بها …. الموظف الحكومي البعض منهم يعيش أمير والذين يجيدون استغلال الوظيفة للحصول على الرشوة وهم القلة والآخرين مسحوقين بقلة الأجر ….الذي لم يعد قادراً على الإيفاء بمتطلبات العيش الكريم في ظل ارتفاع الأسعار … لكن وعلى الرغم من قلة الأجر هذا إلا أن البعض يسعى جاهداً ليحصل عليه …فيما إذا كان قد أتم تعليمه الجامعي …ليغدوا في قائمة الانتظار الطويلة التي تنسى أحياناً أنها قد درست وأنها قد أودعت أوراقها في الخدمة المدنية ….لكن إذا كان لم يتم تعليمه لسبب ما …فليس أمامه إلا الجولات …هناك تكثر التجمعات …في منظر يخلع القلب …ويديمه …ينظرون إليك وأدواتهم بأيديهم …وكلما وقف أحدهم ليعلن حاجته لشاقي تراهم جميعاً شاخصين الأبصار يتمنى لو يكون هو سعيد الحظ … يوم يبدأ غير معلوماً ….كأمنية يصوغها …في علم المجهول …الشاقي لا أعلم كم يحصل …ما أعلمه هو حجم التعب الذي يبذله …ربما يكون هو أكثر الناس عملاً على هذه الأرض …ربما لم أرى تصبب العرق …وإنهاك الجسد إلا على وجوه هؤلاء … وبين كل هؤلاء أيضاً عمال …لكنهم تقطعت السبل بينهم وبين ديارهم وذويهم …أخذتهم الغربة ..هناك حيث يصبحون طاعة لكل كفيل وقانون وحكم …لا اعتراض والحاجة تقتضي منهم البقاء …لكسب المال …يعانون الأمرين الغربة …وما يقاسونه من أصحاب تلك الديار وأرباب العمل … ربما ليس علينا أن نسأل عن حالهم .. لا دولة تقدر أبنائها ولا تلقي لهم وزناً ولا قدراً ليس عليهم إلا ترتيب أوضاعهم على هذا الأمر … هؤلاء جميعاً ربما لا يلقون بالاً لهذا العيد …لأنه لا يمثل لهم شيء ولا يعني غياب الاحتفال به شيء أيضاً …ربما يقتصر الأمر بالعطلة على الموظف الحكومي وبعض القطاع الخاص … أما الشقاة والطبقة الكادحة والكثيرين هؤلاء لا عيد ….فهم يعرفون جيداً أن توقفهم لأخذ إجازة تعني أن لا مصروف يؤمن لهم متطلبات هذا اليوم والغد … ربما في دولة كاليمن …علينا أن نوقف الأعياد الهزلية هذه والبحث عمن جاءت من أجلهم أولاً لنجدهم ونقوم على مساواتهم بإقرنائهم في الدول الأخرى ليصبحوا هم من يطالبون بالاحتفال بهذا اليوم كعيد …وليس يسمعون به من هنا وهناك ويبدو كنوع من الدعابة أو الهزل والسخرية بهم …