أعلنت الولاياتالمتحدة الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ممثلا شرعيا للشعب السوري. وقال مسؤول أميركي إن مكتب ممثل الائتلاف في واشنطن سيعتبر انطلاقا من الآن بعثة دبلوماسية، غير أن مندوب الائتلاف لن يتمتع بالحصانة الدبلوماسية. فقد أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية اليوم الاثنين أن واشنطن ستعترف بمكاتب المعارضة السورية في الولاياتالمتحدة كبعثة دبلوماسية أجنبية. وأضاف أن هذا الإجراء يهدف إلى "تعزيز المعارضة السورية المعتدلة ومواكبة جهودها لمساعدة جميع من يحتاجون إلى مساعدة في سوريا". وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن ستزيد مساعدتها غير القتالية لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، وستقدم مساعدة إضافية بقيمة 27 مليون دولار، مما يرفع القيمة الإجمالية للمساعدة إلى 287 مليون دولار. لكن المسؤول لم يحدد ماهية هذه المساعدة مع إقراره بوجود "اختلال في التوازن العسكري" بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية. ضربة ويأتي القرار الأميركي عشية قيام رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا بزيارة لواشنطن. واعتبر الجربا الاثنين تعليقا على هذا الإجراء أنها "مرحلة مهمة على طريق سوريا الجديدة على صعيد الاعتراف بها على الساحة الدولية وعلى مستوى علاقات السوريين مع الولاياتالمتحدة"، لافتا إلى أن الإجراء الأميركي يشكل "ضربة دبلوماسية" لشرعية الرئيس بشار الأسد. من جهته، رحب سفير الائتلاف الوطني السوري في واشنطن نجيب غضبان بالقرار الأميركي، واصفا إياه بأنه "خطوة مهمة" على الرغم من أنه لا يمثل اعترافا دبلوماسيا كاملا وفق الأعراف الدبلوماسية الدولية المعتادة. وأضاف في مقابلة مع الجزيرة من واشنطن أن القرار الأميركي يمثل اعترافا مهما بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، ويعد ضربة للنظام السوري الذي يمعن في تقتيل أبناء شعبه، كما يزيد من عزلته الدولية. ودعا غضبان الدول الصديقة للشعب السوري إلى أن تحذو حذو واشنطن في هذا الصدد. وقبل ذلك، قال مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني إن القرار الأميركي يعد ردا أميركيا على النظام السوري وإعلانه تنظيم انتخابات رئاسية في يونيو/حزيران المقبل، وهي الانتخابات التي وصفتها الخارجية الأميركية بالجوفاء. يذكر أن زيارة الجربا لواشنطن ستستمر ثمانية أيام، وتشمل لقاءاته وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيسة مجلس الأمن القومي سوزان رايس وأعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب وقادة في الحزبين الجمهوري والديمقراطي. يشار إلى أن الإجراء الأميركي الجديد يأتي بعد فشل مفاوضات جنيف2 وبعد شهرين من إغلاق الولاياتالمتحدة السفارة السورية في واشنطن.