تعيش اليمن هذه الأيام أوضاعا أمنية واقتصادية صعبة، فالوضع الاقتصادي أصبح على وشك الانهيار بسبب الاعتداءات المتكررة على أنابيب النفط في الشمال والتي تعتبر المصدر الرئيسي لميزانية الدولة، إلى جانب ذلك تهديد المجموعات المسلحة التي تتخذ من الاغتيالات والمكر والخديعة أسلوبا لها في زعزعة أمن واستقرار الوطن. هذه الأيام الجيش مشغول بالحرب ضد عناصر تنظيم القاعدة، ويخوض معارك طاحنة في أبين وشبوة معاقل التنظيم الرئيسية، ليست القاعدة لوحدها تعمل على خلخلة الوضع الأمني في اليمن، فها هي جماعة الحوثي تجدد عهدها الدموي مع اليمنيين عامة والجيش خاصة، مستغلة انشغال الجيش في الحرب ضد القاعدة، يوم أمس وفي منتصف الليل كانت جماعة الحوثي تخطط للانقضاض على معسكر الجميمة في محافظة عمران الذي يعد أكبر وأهم المواقع العسكرية المتواجدة في المحافظة. هذه المحافظة التي ظلت مسرحا للحرب والمعارك الطاحنة بين القبائل والحوثيين من جهة والجيش والحوثيين من جهة أخرى، كان آخرها قبل أشهر، أثناء الحرب بين الحوثي وقبائل حاشد، جماعة الحوثي تريد السيطرة على المعسكر والسيطرة على المحافظة بالتالي التوجه نحو العاصمة صنعاء التي يتواجد عناصر للحوثي بها. إلى الرئيس هادي ما تقوم به جماعة الحوثي اليوم في محافظة عمران، وقبلها في محافظة صعدة من تشريد واستهداف لمعسكرات الجيش والمدنيين، وليس مستبعدا أن جماعة الحوثي تقوم بعمليات اغتيالات في العاصمة وغيرها، هذه الأعمال ليست أقل فظاعة وإرهابا مما تقوم به عناصر القاعدة في اليمن، كل هذا ألا يستدعي الدولة بالقيام بعملية عسكرية رادعة لهذه الجماعة التي تهدد أمن واستقراره اليمن، وتنفذ أجندة خارجية تهدف إلى جعل اليمن نموذجا مما هو حاصل في لبنان. صحيح أن هناك دولا إقليمية ودولية لا تريد من الرئيس هادي وحكومة الوفاق أن توجه ضربة للحوثيين، السبب في ذلك أهداف الحوثي التي توافق مخططاتهم وأسلوبهم في زعزعة أمن واستقرار دول الربيع العربي، المطلوب اليوم من قادة اليمن السياسيين أن يشكلوا تكتلات لدعم حملة ضد الحوثي ومطالبة الدولة باتخاذ مواقف جادة وصارمة تجاه هذه الجماعة مهما كان ثمن أي قرار يصدر ضدها، فجرائمها قد كثرت وأعمالها ضد المدنيين قد زادت ولا بد لإيقافها عند حدها قبل فوات الأوان.