قتل 124 شخصا في سوريا الجمعة بنيران القوات الحكومية تزامنا مع اندلاع مظاهرات جديدة في البلاد ضد الرئيس السوري بشار الأسد، بعد يوم دام آخر قتل فيه 250 شخصا، بينهم 54 قتلوا في قصف جوي لمحطة وقود في الرقة وفقا لما أفاد ناشطون. وتجدد القصف العنيف بقذائف الهاون والمدفعية والرشاشات في الغنطو بحمص إضافة إلى استهداف مآذن المساجد. وتتعرض السهول الواقعة بين عرطوز وجديدة عرطوز في ريف دمشق لعمليات انتشار ودهم من قبل القوات الأمنية. كما سجل في مدينة حلب خروج تظاهرات بعد صلاة الجمعة مطالبة بإسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة. بينما تستمر المعارك العنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر في أنحاء مختلفة من حلب، في محيط مواقع استراتيجية في مدينة حلب، في وقت دعت المعارضة الى تظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الاسد تحت شعار "احباب رسول الله في سوريا يذبحون". ورغم العنف المتنامي في شتى انحاء البلاد، خرج سوريون في تظاهرات بعد صلاة الجمعة في مناطق عدة يطالبون باسقاط النظام وبنصرة المدن المنكوبة. وشملت التظاهرات مدنا وبلدات في محافظات درعا (جنوب) وحماة (وسط) وحلب (شمال) ودمشق وريفها والحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتعرضت تظاهرات في حيي القصور والاربعين في مدينة حماة "لاطلاق نار رافقه عمليات اعتقال" طالت عددا من المشاركين في التظاهرة، بحسب المرصد. بينما تعرضت تظاهرة في بلدة الاتارب في ريف حلب الى قصف تسبب بسقوط عدد من الجرحى. على الارض، تركزت المعارك المستمرة في حلب منذ شهرين خلال الساعات الماضية في محيط مطار منغ العسكري قرب المدينة وثكنة هنانو العسكرية في شرق حلب. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات صباحا بين القوات النظامية السورية والثوار في محيط ثكنة هنانو العسكرية في حي العرقوب في شرق مدينة حلب، تلت اشتباكات وقعت في محيط مطار منغ العسكري القريب من المدينة. ويكرر الجيش السوري الحر منذ اسابيع هجماته على مطار منغ الذي تنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية التي تستخدم في قصف حلب وريفها، بحسب ما يقول ناشطون. كما يركز الجيش الحر هجماته داخل المدينة على المراكز الامنية والعسكرية للقوات النظامية، وقد استولى على عدد منها. وشملت الاشتباكات ايضا حيي باب النصر وسليمان الحلبي في وسط المدينة، في حين تعرض حيا الصاخور (شرق) وبستان القصر (جنوب غرب) للقصف من القوات النظامية السورية. وقتل الخميس اربعون شخصا في مدينة حلب في معارك وعمليات قصف. في محافظة الحسكة (شمال شرق) ذات الغالبية الكردية، اقدم مسلح على اغتيال محمد والي، عضو الامانة العامة للمجلس الكردي واحد قياديي "حركة شباب الثورة"، باطلاق النار عليه امام مبنى المجلس المحلي التابع للمجلس الوطني الكردي، بحسب المرصد. في دمشق، خطف مجهولون ثلاثة اشخاص بينهم عضوان في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي السورية (معارضة الداخل) بعد ظهر الخميس بعيد خروجهم من مطار دمشق الدولي، اثر زيارة لوفد من الهيئة الى الصين. وقتل أكثر من 29 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين، في أعمال عنف في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011، والتي تحولت إلى نزاع دام، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "حتى الاربعاء، قتل 28.998 شخصا، هم 20.755 مدنيا، و7.095 عنصرا من قوات النظام، و1148 جنديا منشقا". كما أشار عبد الرحمن إلى العثور على مئات الجثث المجهولة الهوية في مناطق سورية عدة. ويصعب التأكد من هذه الارقام على الارض بشكل مستقل. ويستند المرصد إلى شبكة من المراقبين على الأرض، ويوثق أسماء كل القتلى الذين يتم الإبلاغ عنهم. سياسيا، قال رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان، ان المعارضة تزداد قوة والأسد بات "ميتاً سياسياً"، مضيفاً أن روسيا والصين وإيران تعتقد أيضاً أن الأخير سيرحل، ودافع عن إيران في ما يخص مطالبة الغرب وتهديد إسرائيل لبرنامجها النووي. وقال أردوغان في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "إن نظرنا في التاريخ نرى أن الأنظمة التي ظلمت شعوبها، لم تبق.. نحن نرى أن المعارضة (السورية) تزداد قوة يومياً، وبالتالي فإن هذا النظام سيرحل. بشار بات ميتاً سياسياً". أضاف "بالتأكيد من الصعب القول إن كان هذا سيحصل خلال أسبوع، أو شهر أو متى بالتحديد. هذا أيضاً له علاقة بكيفية مقاربة روسيا والصين للوضع". ووجه برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة نداء لتسهيل وصوله في شكل اكبر الى مناطق النزاع في سوريا، موضحا انه غير قادر على تقييم الحاجات في المناطق التي تشهد معارك عنيفة. وقالت عبير عطيفة، وهي متحدثة باسم البرنامج في دمشق، ان "المساعدة الغذائية تصل الى كل المناطق سواء تلك التي تحت سيطرة الحكومة او المعارضة، باستثناء المناطق التي توجد في قلب المعارك".