استشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفل وأصيب آخرون اليوم الجمعة في غارات إسرائيلية وقصف على قطاع غزة, كما جُرح إسرائيليون في هجمات صاروخية للمقاومة الفلسطينية، وجاء هذا التصعيد الذي لا يزال محدودا، بعيد انتهاء هدنة دامت ثلاثة أيام. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 5 شهداء وأكثر من 31 جريحا سقطوا منذ تجدد العدوان الصهيوني على غزة صباح اليوم وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين في قصف إسرائيلي شرق خان يونس، وذلك بعد استشهاد فلسطيني في قصف على أراض زراعية في رفح جنوبغزة، حسبما أفادت قناة «الجزيرة» الفضائية. وفي وقت سابق استشهد الطفل إبراهيم الدواوسة في قصف قرب مسجد في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة, وهو أول شهيد بعد انتهاء الهدنة التي تلت عدوانا استغرق شهرا وأوقع نحو 1900 شهيد وأكثر من تسعة آلاف جريح, ودمارا واسعا في المناطق السكنية والبنية التحتية. واستهدفت الغارات الإسرائيلية -التي واكبها قصف مدفعي- أحياء الشيخ رضوان والتفاح والزيتون والشيخ عجلين بمدينة غزة, وتسببت في تدمير منازل كليا أو جزئيا. كما استهدف القصف الإسرائيلي أيضا مناطق سكنية وزراعية شرقي مدينة غزة, وفي بيت لاهيا شمال القطاع, وشرقي مخيم البريج وسط القطاع. وقالت مصادر فلسطينية إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في غارة على منزل لعائلة الزهار في مدينة غزة. وجاءت الغارات الإسرائيلية بعيد إطلاق عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية دفعات من الصواريخ وقذائف الهاون على بلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة من "أشكول". وتحدثت مصادر إسرائيلية عن إطلاق نحو أربعين صاروخا من قطاع غزة بعيد انتهاء الهدنة في الساعة الثامنة من صباح اليوم. ووفقا لوسائل إعلام عبرية, أصيب أربعة إسرائيليين بينهم جندي وصفت جراحه بالخطيرة. وقد دوت صافرات الإنذار مرارا في البلدات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة. وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان البلدات الحدودية المتاخمة لقطاع غزة البقاء قرب الغرف الآمنة. وأعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- وألوية الناصر صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية- أنهما قصفتا عسقلان وكيسوفيم مع انتهاء الهدنة المؤقتة, في حين لم تعلن كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن أي هجمات صاروخية. وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد هدد أمس باستئناف العمليات ضد إسرائيل ما لم تحصل موافقة مبدئية على رفع الحصار في المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة. وفي بيان أعلنت فيه مسؤوليتها عن قصف عدد من الأهداف الإسرائيلية, قالت سرايا القدس إن إسرائيل أنهت التهدئة المؤقتة برفضها مطالب المقاومة وهي تتحمل مسؤولية ذلك. من جانبها قالت ألوية الناصر صلاح الدين إنها أطلقت صاروخين من نوع غراد على عسقلان، وقالت قبيل انتهاء الهدنة إن مقاتليها أعلنوا حالة الاستنفار. وقد بدأ آلاف الفلسطينيين صباح اليوم مغادرة بيوتهم في المناطق الشرقية من مدينة غزة خوفا من تجدد الضربات الإسرائيلية. وكانت مراسلة الجزيرة وجد وقفي قالت إن سكان القطاع يعيشون حالة من الترقب والحذر والتأهب والاستعداد التام تحسبا لاستئناف العدوان الإسرائيلي على نطاق واسع. وفي الضفة الغربية سقط شهيد وأكثر من 40 مصابا في مواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين. كما اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة سلواد شرق رام الله، أسفرت عن عدد من الإصابات بالرصاص المطاطي وعشرات حالات الاختناق، كما أدت إلى إصابات في صفوف جنود الاحتلال.