يعقد اليوم في جدة مجلس التعاون الخليجي اجتماعه العادي، وذلك بعد التقرير الذي سيرفعه وزير الخارجية السعودي عن جولته الأربعاء الماضي في محاولة لرأب الصدع الخليجي، وحث القيادة القطرية على الالتزام بما تم الاتفاق عليه. وعن اتفاق الرياض؛ فمن المتوقع أنه سيطغى بلا شك على كل المواضيع التي اعتاد المجلس مناقشتها خلال اجتماعاته الدورية؛ إذ سيحدد هذا الاجتماع إلى حد كبير إلى أين يمضي مجلس التعاون الخليجي الذي يبدو أنه يواجه اختبارًا هو الأصعب منذ إنشائه عام 1981م، إذ ألقت الأزمات التي تمر بها المنطقة بظلالها على المجلس السداسي، الذي كانت إحدى مبادئ إنشائه الوحدة والهدف المشترك، وهو ما ترى دول التعاون أن قطر قد حادت عنه. ونتج عن اتفاق الرياض الذي عقد في مطلع العام الحالي بين خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والشيخ صباح الصباح أمير الكويت، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر – تعهُّد قطري بالالتزام بالنهج الخليجي. وعقب ذلك أعلنت المملكة والإمارات العربية والبحرين عن سحب سفرائها من قطر بعد اجتماع عاصف احتضنته الرياض قبل أشهر استمر زهاء ست ساعات خرج منه الوزراء ليقولوا: إن الدوحة لم تلتزم بتعهداتها وأن الاحتمالات تبقى مفتوحة لإقرار إجراءات أخرى. وركزت العلة التي ساقها وزراء خارجية دول التعاون في اجتماعهم في مارس الماضي على التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وهو ما تراه الرياض وأبو ظبي والمنامة مساسًا بسيادتها وأمنها.