سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحوثي يعد الرئيس بخيارات استراتيجية كبيرة ويتحدث عن مستقبل الذبح وقطع الرؤوس ويتوعد بالثأر لأحداث المطار هدد بالرد على أي اعتداء على أنصاره ووضع هادي أمام خيارين
قال عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين إن كل المحاولات المتنوعة والمفجوعة من جانب الفاسدين الذين يحاولون أن يتصدوا للشعب في مطالبه المشروعة فشلت. وأضاف، في خطاب بثته قناة «المسيرة» الحوثية مساء اليوم، إن «سياسة التظليل الإعلامي والذي تستغله وسائل الإعلام الرسمي التي هي ملك للشعب والوسائل الإعلامية لبعض الأحزاب أيضا فشلت لا هي نجحت في التشكيك بالأهداف والمطالب ولا هي استطاعت أن تواجه هذه المطالب المشروعة»، مردفا: «من يظن أن سياسة الترويع والقنابل الأمريكية ستثني شعبنا عن الاستمرار بمطالبه الأساسية فهو واهم». وأوضح أن الرئيس هادي قدّم نفسه وتصدر المشهد في دفاعه عن الجرعة والتصدي لمطالب الشعب، مشيراً إلى أن هادي أمام اختبار حقيقي أمام الله والشعب، مضيفاً: «سوف يتحمل هادي المسؤولية أمام الله وسيحاسبه الله يوم القيامة ولن ينفعه علي محسن أو حميد الأحمر». ووضع الحوثي الرئيس هادي أمام خيارين إما أن يكون مع شعبه جميعا وهو الشرف والمعزة، أو التصدي لمطالب الشعب ومواجهته، موضحا أن ذلك هو الخطأ والورطة الكبيرة الذي نأمل منه أن يتجنبه، لافتا إلى أن هناك من يحرض الرئيس أن الاستجابة لمطالب الشعب انكسار أو لي للذراع. وقال عبدالملك: «نؤكد أننا عند التزامنا بالوقوف إلى جانب شعبنا والدفاع عن ثورته وسنكون دائما حيث كنت أنت في مطالبتك بالعدل وسنقف لحماية هذه الثورة ودعمها، وهو التزام صادق ومبدئي وقيمي وإنساني، ولا يمكن أن نتركه أيا كان الثمن، وأنا شخصيا حاضر ومستعد لأن أدفع حياتي في سبيل الله ولن أتردد في ذلك». وحذر عبدالملك من الاعتداء على المعتصمين، وقال: «نحن جادون حينما نحذر من الاعتداءات على الثوار وهم يتحركون بطريقة سلمية ولا مبرر لاستهدافهم أو قتلهم». وأكد الحوثي أنهم لن يسكتوا ولن يتغاضوا عن أحداث يوم أمس في شارع المطار، وكشف عن أنهم تلقوا وعودا بمحاكمة من قاموا بالاعتداء. وحمّل السلطات المسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ عن كل ما سيترتب على اعتدائهم على الشعب، محذرا من أن عاقبة ذلك ستكون خطوات متعددة، وأن لكل موقف ما يناسبه، مضيفا: «لا يمكن أن نتفرج عليهم وهم يقتلون ولا يمكن أن نسمح باستباحة الدماء وقتل الناس». وعلى صعيد المفاوضات السياسية قال إن هناك مفاوضات ونقاشات مستمرة وأنهم يسعون بكل جهد لإقناع تلك الأطراف للاستجابة لمطالب الشعب، وأنهم بالمقابل سيستمرون في التصعيد الثوري. ودعا الشعب اليمني في صنعاء ومحيطها إلى الخروج المشرف إلى ساحة التغيير يوم الغد في سياق خطوة تصعيدية اضافية ما لم تستجب تلك القوى لمطالبهم. وهدد الحوثي باتخاذ خطوات استراتيجية في حال تم الاعتداء على أنصاره قائلاً: «إذا تورطت تلك الأطراف بالمزيد من الاعتداءات هي تتحمل المسؤولية وإذا رأينا أن هناك تعنتا كبيرا وأن المسألة ستتصعد أكثر فنحن سنقدم على خيارات استراتيجية وكبيرة جدا وبالتالي يمكن أن نتشاور مع العقلاء لمثل تلك الخطوات الشاملة». وأوضح أن الشعب حينما يواجه الجرعة هو يواجه الفساد وسياسة التجويع والفشل في سياسة شؤون البلاد، ويواجه الحكومة التي فشلت في إدارة البلاد لأنها محكومة بسياسات حزبية وقيود كبلت بها ولم تكن حكومة للشعب وكانت حكومة للأحزاب وغلب عليها حزب معين وأشار إلى أن الخلاصة في الثلاثة المطالب أن الشعب اليمني يريد العدل ويقف ضد الظلم والفساد والطغيان ولذلك تحركه مشروعا وقضيته عادلة. وأردف الحوثي: «من يمارسون التصرفات الإجرامية ضد الشعب يعيشون في حالة خوف وقلق وإرباك وفزع وهلع والكثير منهم لم يعودوا ينامون إلا بمسكنات ومنومات». ودعا الذين يشككون في أهدافهم أن يجربوا ويستجيبوا لمطالبهم الثلاثة وحينها سيتضح لهم هل لديهم هدف أخر أو أهداف يتسترون خلفها، منوهاً بأن من يحاول أن يحرف مواقفهم إنما هو من باب المناكفات. وبيّن أن المسار السياسي القائم بالبلد خاطئ وسيقود البلد إلى الهاوية لأنه خاضع لمصالح شخصية وخاضع لصفقات ما بين أطراف في الداخل وأخرى في الخارج، مضيفاً: «والشعب بقي هناك لا يحترمونه ولا يحسون بآلامه ومعاناته ولا عندهم مشكلة أن يروح في داهية أو يسقط في داهية». واستطرد الحوثي قائلاً: «بالتالي لو يستمر هذا المسار المعوج فالنتيجة خطيرة جدا هي الإنهيار والجميع يتحدث عن انهيار اقتصاد اليمن والحالة الأمنية بمعنى أن كل الدعائم التي تقوم عليها السياسية هي دعائم ركيكة وفاشلة»، مشيراً إلى أن الإنهيار الاقتصادي سيترتب عليه مجاعة ومساوئ كثيرة. وأردف: «حينما يعيش شعبنا منكوبا وبلدنا تنهار وتصبح بلدنا مفتوحة للإحتلال الأجنبي أي مقومات للصمود وبالتالي نحن نعي أحقية وعدالة شغبتا ومطالبه وندرك خطورة التساهل والتجاهل حتى تمشي الأمور إلى الهاوية». وزاد: «اليوم ليس المشكلة هو التحرك الشعبي ووجود تلك الالاف من أبناء شعبنا اليمني في مخيمات الاعتصام لأن هذا موقف حر وسلمي وحضاري ويعبر عن حرية وأصالة وإباء هذا الشعب ليست المشكلة في المسيرات وإنما في السياسات الخاطئة والفساد وسياسات التجويع فمن الذي ينبغي أن توجه الجهود لإقناعه، وهل يريدون أن يعود الشعب إلى البيوت أذلاء ومهزومين وقلقين ثم يدخلوا مستقبلا بائسا لا استقرار فيه وهذا هو المستحيل بذاته»، مضيفا: «والذي يجب أن يصحح موقفه هو الذي يجب أن يدافع عن الجرعة والفساد أما شعبنا لو تراجع خاضعا للفسادين هذا والعياذ بالله هو الخزي والخسران بذاته». وتابع: «تحرك شعبنا تحرك عظيم وأزعج أولئك وهو بين خيارين إما أن يواصل خياره متوكلا على الله ومستندا على قيمه وإما أن يتأثر بالتضليل والترويع وأن يخاف من الغازات المسيلة للدموع والوسائل الاجرامية الذي يمكن أن يلجأ أولئك من حثالة الفساد»، مستدركا: «الذين ينتمون للفكر والمنهج الداعشي والذين لهم طموح أن يفعلوا كما تفعل داعش في العراق هم اليوم يتغلغلون في مؤسسات الدولة وتسخر لهم أسلحة الجيش وطيرانه فيما هم يعتدون على الشعب ويرتكبون أبشع الجرائم تسلم لهم أماكن حساسة في الدولة بعدما ارتكبوا جرائم بشعة في حضرموت». وأشار إلى أنه في حال عدم الاستجابة للمطالب فإن المستقبل هو الذبح وقطع الرؤوس، وأن العودة للبيت هو أن ننتظر من الدواعش أن يأتوا ويذبحوك بسكاكينهم سواء من الأمام أو من الخلف. وقال عبدالملك: «إذا أتينا للخيارات المتاحة أمام الجهات الأخرى التي تحاول التصدي لمطالب الشعب أمامهم إما الاستجابة لمطالبه هذا الشعب وهذا شيء ايجابي لأنهم كلما وقفوا ضد هذا الشعب تعاضمت الفجوة بينهم وبينه، واستجابتهم لمطالب الشعب ليس عارا ولا انكسار وإنما شرف وأدعوهم أن يعودوا إلى شعب فهو شعب أبي ومتسامح والأفضل لهم والبلد والشعب أن يستجيبوا لمطالب الشعب وليس لهم أي مبرر للامتناع»، مردفاً: «أو أن يتفرعنوا ويصروا على سياسة الفرعنة والتعنت على الشعب وهذه سياسة مخزية، وتعاليهم واستكبارهم على الشعب ليس شرفا ومعزة لهم ولا يعبر عن قوة وإنهم في الوقت الذي يمتنعون أمام مطالب الشعب نراهم أمام موظفة أمريكية يقفون بكل خضوع ملبين لمطالبها ونراهم أمام الخارج أذلاء ولو يأتي فراش من أمريكا نراهم أمامه خاضعين ومستكينين». ونصحهم أن يراجعوا حساباتهم وأن يتأملوا فيما هم فيه من الموقف الخطأ لأن تعنتهم في غير محلة ويمكن أن يترتب عليه نتائج كارثية. ولفت إلى أن معظم الأحزاب متفهمة لمطالب الشعب وعبرت عن تفهمها ولكن حزب الاصلاح له موقف متسلط، داعيا عقلاء الحزب أن يصححوا موقفهم من أجل الشعب وليس من أجله لأن موقفهم فيه ضرر على الشعب وأبناء حزبهم. وأضاف: «نحن أمام مرحلة مهمة وفي ظل المرحلة الثالثة من التصعيد وهذا يتطلب منا جميعا أن نتعامل بمسؤولية ونحن معنيون جميعا بمسؤولية البلد وعلى الجميع أن يتقو الله ويتعقلوا وأن يتجهوا الاتجاه العادل وهو اتجاه الشعب في مطالبه المشروعة وهي مصلحة للجنوب والشمال». ووجه نصيحة إلى كل القوى أن تتبنى الموقف الصحيح والمشروع الذي هو لمصلحة البلد وهو بالتأكيد الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة التي هي بوابة نحو يمن جديد ومستقبل أفضل وواعد، منوها بأن من يحاول أن ينقلب عن هذه المطالب أو يتصدى لها فهو من يتحمل كل ما يترتب على عدم الاستجابة. وبيّن أنهم سيعملون ضمن مقومات أساسية في مقدمتها الصبر على متاعب المرابطة في المخيمات وعلى أي أحداث ومتاعب، وكذا الاستمرار في العطاء والتضحية. وحول الموقف الأمريكي قال الحوثي: «ليس غريبا أن تقف أمريكا مع الفاسدين وأن تكون تلك العبوات التي يضرب بها المعتصمين أمريكية الصنع، وأمريكا تدعم الفساد والاستبداد وافتضحت أمام الشعوب وتتكشف أمام شعبنا اليمني، وإذا كانت تراهن السلطة على أمريكا فهي خاطئة».