استبشر اليمنيون بالإجماع على ترشيح هادي للرئاسة، وألقى بيانه الأول بلغة مكسرة ومنطق مهلهل، فبلعناهاعلى مضض فاليمن بحاجة إلى رئيس فعول أحوج منها إلى رئيس قؤول، وإن فاتته بلاغة الكلمة، فسيتداركها ببلاغة الفعل وحسن التدبير. وعقدمؤتمر الحُوار فصدّع رؤوسنا بفتح الحاء ولم يستطع ان يضم شفتيه فكان حوارا مفتوحاتبخر في الهواء، ومضى بنا الى (الإمام)حسب تعبيره، وهو يقصد الأمام فكان كما نطق لأن البلاء موكل بالمنطق، وكم من المفسدات اللغوية نحوياًوصرفيا وصوتيا، فالرجل يضم شفتيه حيث يقتضي فتحها فالتُّقدم والتُّطور ينطقهابضم التاء فبقيت مضمومة في شفتيه لم تتجاوزها إلى أرض الواقع، ويكسر حيث ينبغي الفتح فالعالَم عنده هو العالِم. يافخامة الرئيس أرجوك: سالت الدماء في عهدك، أهنت الدولة وحولتها الى لجان وساطة وتحكيم، لم نر في عهدك يوما ابيضا، جمعت بين رداءة القول وضعف الفعل. يا فخامة الرئيس: لا حزم عندك تهديناولا عزْم فَلْيُسعِدِ النُّطْق إن لم تُسعدِ الحالُ. ياهادي: اتق الله في ذوقنا اللغوي فقد أفسدته، ألم تعلم أن إجادة اللغة شرط في الوالي لأنه لسان الأمة المعبر عنها؟!" ألم تعلم ان عبدالملك بن مروان كاد أن يحرم ابنه الأكبر الوليد من ولاية العهد ويعطيها لابنه الثاني لأنه كان يلحن قليلا لولا أن تعهد الأول بالذهاب إلى البادية لتقويم اعوجاج لسانه. يا فخامة الرئيس كنا نتمنى منك فصاحة العمل والإنجاز، لنتغاضى عن لحن اللسان!!! لكنك جمعت لنا بين لحن القول ولحن العمل، فإما استقمت وإلا استقلت.