يجري وفد روسي زيارة لمنطقة مران بصعده شمال اليمن معقل جماعة الحوثي، في خطوة وصفها عدد من المراقبين بال "الخطيرة" كونها مخالفة للأعراف الدبلوماسية وإلغاء لشرعية ووجود الدولة. وبحسب مصدر مطلع فإن الوفد الروسي وصل مطار صنعاء الاربعاء الماضي وكان في استقباله عدد من قيادات الجماعة بينهم عضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي وعبدالله اسحاق مدير مؤسسة الإمام زيد. ونقل ناشطون حوثيون على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك صوراً لاستضافة الوفد الروسي ، قبل توجه الوفد الخميس بمعية قيادات حوثية إلى الحديدة لزيارة الميناء في ظل صمت رسمي اعتبره البعض مباركة لاكتمال أركان الانقلاب الذي قاده تحالف الحوثي وصالح بمباركة وتواطؤ رسمي في ال 21 من سبتمبر المنصرم. وأفاد المصدر أن الوفد الروسي عاد إلى صنعاء والتقى أعضاء المكتب السياسي للحركة في صنعاء وناقش معهم قضايا عديدة، وتوجه الوفد إلى صعدة الخميس للقاء زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، وقام بزيارة لمنطقة مران التي قتل فيها زعيم الحركة حسين الحوثي. واعتبر المصدر هذه الزيارة للوفد الروسي في إطار التعاون والتنسيق الدولي والتحالفات التي تقيمها روسيا مع إيران والنظام والسوري وجماعة الحوثي في اليمن. وكان في استقبال الوفد الذين وصل على متن طائرة إلى مطار صعده فارس مناع محافظ صعدة وعدد كبير من القيادات الحوثية. وقوبلت زيارة الوفد الروسي إلى صعدة باستنكار واستغراب شديد لدى اليمنيين، واستيائهم من صمت الدولة لمخالفة دبلوماسية تعد صفعة شديدة توجه للرئيس هادي وحكومته، وتعتبر خرقاً للعلاقات الخارجية وعدم احترام للمواثيق والقوانين الوطنية والدولية المعمول بها في هذا الجانب. فيما اعتبر بعض المراقبين هذه الزيارة تناقضاً صارخاً للسياسية الروسية ودعماً منها لجماعة مسلحة أخلت بالأمن والاستقرار وقادت انقلاباً مسلحاً وخلفت ضحايا مأساوية وانتهاكات متكررة لحقوق الإنسان، سيما وأن الزيارة تزامنت مع إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الجمعة إنه جرى الاتفاق مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على تشكيل لجنة مشتركة خاصة بالإرهاب. ونقلت وكالة (ايتار تاس) الروسية للأنباء عن لافروف في مؤتمر صحفي عقب مباحثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، قوله: إن موسكو والرياض ترفضان أي ممارسات من شأنها أن تساعد على تمرير صفقات النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ودعا لافروف إلى ضرورة توحيد جهود جميع الدول من أجل التصدي للتهديدات التي يشكلها تنظيم (داعش). وبشأن المباحثات مع وزير الخارجية السعودي قال لافروف إنها تناولت تطورات الوضع في سوريا والعراق وليبيا واليمن والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وأضاف إن "المباحثات تناولت أيضا آفاق تفعيل نشاط الهيئات الاقتصادية واستئناف عمل اللجنة الحكومية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي". وحول أسواق النفط العالمية قال لافروف إنهما عارضا إخضاعها لأي اعتبارات جيوسياسية.. مشددين على ضرورة أن تتحكم أسواق النفط في تحديد الأسعار وعدم إخضاعها لاعتبارات سياسية. وبالنسبة للمفاوضات بين إيران ومجموعة (5+1) أكد لافروف إهتمام بلاده بفحوى اتفاق مرتقب بغض النظر عن المدة الزمنية الضرورية لتحقيقه. وأوضح أن المفاوضات بين إيران ومجموعة الست دخلت مرحلة مهمة مع مراعاة اقتراب الموعد المحدد لتوقيع الاتفاق في 24 نوفمبر الجاري. ولفت إلى أنه اتفق مع الأمير سعود الفيصل على مواصلة المشاورات حول هذه القضايا خلال اجتماع وزاري لروسيا وجامعة الدول العربية مقرر عقده في الخرطوم الشهر المقبل. وكانت روسيا الاتحادية قد دعت كل القوى السياسية في اليمن إلى متابعة مصالح الدولة للحفاظ على استقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان له منتصف الشهر الجاري حول تطورات الأوضاع في اليمن :" ما يزال الوضع المتوتر في الجمهورية اليمنية، وتدهور الأوضاع الأمنية في محافظة صنعاء وعدد من المحافظاتاليمنية الأخرى جراء العمليات الإرهابية والمواجهات المستمرة بما في ذلك المواجهات بين جماعة أنصار الله ومسلحي القاعدة، ما يؤدي ليس إلى سقوط ضحايا ومعاناة السكان فقط بل يؤثر سلبيا للغاية على الوضع الاجتماعي والإنسانيفي البلاد". وأضاف :" وفي ظل هذه الأوضاع أصبح تشكيل الحكومة تحت رئاسة خالد محفوظ بحاح وأدائها اليمين الدستورية في 9 نوفمبر حدثا هاما في الوضع الداخلي لليمن، سيما وان مجلس الوزراء يعتزم بمشاركة التكنوقراطيين أن يستندوا في عملهم على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والاتفاقات الموقعة بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". ومضى المتحدث باسم الخارجية الروسية قائلا :" ونأمل أن يسهم تشكيل الحكومة الجديدة في إخراج هذه البلاد الصديقة من الأزمة العسكرية والسياسية الخطيرة بما يكفل استقرار الأوضاع مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع اليمنيين. واختتم المسؤول الروسي بيانه قائلا :" لذا ينبغي عدم تفويت هذه الفرصة، وندعو كل القوى السياسية في اليمن إلى متابعة مصالح الدولة للحفاظ على استقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".